ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 05/05/2012/2012 Issue 14464

 14464 السبت 14 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في اعتقادي أن السبب الرئيسي في تصاعد الأزمة الأخيرة بين الشقيقتين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية هو الإعلام، وإلا فالقضية في الأساس لا تتجاوز القبض على رجل بحوزته مخدرات أراد إدخالها إلى المملكة، وهذا الأمر يحدث كثيراً، فالمملكة في مقدمة الدول المستهدفة من قبل تجار المخدرات.

وفي مطلع الشهر الماضي أعلنت وزارة الداخلية أنها خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الهجري الحالي تمكنت من القبض على 681 متهماً منهم 96 مواطناً بالإضافة إلى 585 متهماً من 33 جنسية مختلفة، وذلك لتورطهم في جرائم تهريب واستقبال ونقل وترويج مخدرات تقدر قيمتها السوقية بـ 1.725 مليار ريال.

ولو أردنا أن نتعامل مع تلك العمليات بمثل ما تم التعامل به مع قضية الجيزاوي فإن العلاقات مع 33 دولة وجمهورية من المفترض أن تتأثر، وأن نقوم بسحب سفرائنا منها وأن تتأزم العلاقة مع العالم أجمع.. ولو كل دولة تم القبض فيها على مهربي مخدرات قامت شعوب الدول الأخرى بالهجوم على سفارة تلك الدول وتخريبها وتهديد أمنها لما وجدت في هذا العالم سفارة آمنة ولعمت الفوضى والشغب كافة أرجاء العالم، فالمهربون منشرون في كل أنحاء العالم ويقبض عليهم يومياً ولكن لا تحدث مثل هذه التصرفات ولا يتم التعامل مع مثل هذه القضايا إعلامياً بمثل ما تم في قضية الجيزاوي.

في اعتقادي أن الأزمة التي وقعت كان هناك تصغير من شأنها في البداية بناءً على ما سبق مع عدم مراعاة الظروف السياسية التي تمر بالشقيقة مصر وعدم مراعاة أن هناك مستفيدين من أي خلاف ممكن أن ينشأ بين الشقيقتين وعدم مراعاة أن الأحبة في مصر ما زالوا يداوون جراحهم التي تسبب فيها النظام السابق، وبعض الجرحى قد يعتقدون أن أيّ تصرف يحدث لهم إنما يقصد زيادة تعميق جراحهم والنيل منهم.

إلا أن الإعلام كان هو الوقود الرئيسي الذي ساهم في توسيع دائرة هذه القضية وتكبير حجمها.. فتعدد الروايات التي ظهرت في البداية على صاحب القضية وتسليط الضوء عليها من قبل وسائل الإعلام المصرية وتناولها في العديد من البرامج والنشرات الإخبارية نقلها في الوسط الإعلامي المصري من قضية فردية لتصبح قضية رأي عام، وجدت البيئة والمناخ المناسب لتضخيمها، كما وجدت المستفيدين الذين رأوا فيها فرصة سانحة للنيل من علاقة الشقيقتين، فعملوا على صب المزيد من الزيت على هذه النار، حتى زادوا من إشعالها وساهموا في خروج الغوغائيين لنشر الفوضى والتخريب في محيط السفارة والقنصليات وواصلوا تقديم التصريحات النارية السيئة مما اضطرت القيادة إلى أن تتخذ موقفاً حاسماً اتجاه كل هذه التصرفات باستدعاء السفير وإغلاق السفارة والقنصليات.

ومرة أخرى أعتقد أننا نحتاج في بعض الأحيان إلى أن تكون هناك سيطرة على ما يقدم في وسائل الإعلام، فتقديم الحرية الكاملة للإعلام، والإنسياق خلف السبق الصحفي وبعض التغطيات الإعلامية التي تبدو مميزة وإعطاء الفرصة للمغرضين والمستفيدين للبروز الإعلامي قد يساهم في مشاكل سياسية وتوتر علاقات دولية نحن في غنى عنها خصوصاً في هذه الأيام وفي مثل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة.

العزيزة مصر تمر بظروف استثنائية وكلي ثقة أن ما يصدر من بعض أفرادها لا يمثلها ولكن في نفس الوقت هناك حدود وخطوط حمراء يجب ألا يتم تجاوزها، وهناك أسس يجب ألا يتم المساس بها، وكلي أمل أن تعود العلاقات الطبيعية بين الشقيقتين بشكل أفضل مما كانت عليه في السابق.

وفي مطلع الشهر الماضي أعلنت وزارة الداخلية أنها خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الهجري الحالي تمكنت من القبض على 681 متهماً منهم 96 مواطناً بالإضافة إلى 585 متهماً من 33 جنسية مختلفة، وذلك لتورطهم في جرائم تهريب واستقبال ونقل وترويج مخدرات تقدر قيمتها السوقية بـ 1.725 مليار ريال.

ولو أردنا أن نتعامل مع تلك العمليات بمثل ما تم التعامل به مع قضية الجيزاوي فإن العلاقات مع 33 دولة وجمهورية من المفترض أن تتأثر، وأن نقوم بسحب سفرائنا منها وأن تتأزم العلاقة مع العالم أجمع.. ولو كل دولة تم القبض فيها على مهربي مخدرات قامت شعوب الدول الأخرى بالهجوم على سفارة تلك الدول وتخريبها وتهديد أمنها لما وجدت في هذا العالم سفارة آمنة ولعمت الفوضى والشغب كافة أرجاء العالم، فالمهربون منشرون في كل أنحاء العالم ويقبض عليهم يومياً ولكن لا تحدث مثل هذه التصرفات ولا يتم التعامل مع مثل هذه القضايا إعلامياً بمثل ما تم في قضية الجيزاوي.

في اعتقادي أن الأزمة التي وقعت كان هناك تصغير من شأنها في البداية بناءً على ما سبق مع عدم مراعاة الظروف السياسية التي تمر بالشقيقة مصر وعدم مراعاة أن هناك مستفيدين من أي خلاف ممكن أن ينشأ بين الشقيقتين وعدم مراعاة أن الأحبة في مصر ما زالوا يداوون جراحهم التي تسبب فيها النظام السابق، وبعض الجرحى قد يعتقدون أن أيّ تصرف يحدث لهم إنما يقصد زيادة تعميق جراحهم والنيل منهم.

إلا أن الإعلام كان هو الوقود الرئيسي الذي ساهم في توسيع دائرة هذه القضية وتكبير حجمها.. فتعدد الروايات التي ظهرت في البداية على صاحب القضية وتسليط الضوء عليها من قبل وسائل الإعلام المصرية وتناولها في العديد من البرامج والنشرات الإخبارية نقلها في الوسط الإعلامي المصري من قضية فردية لتصبح قضية رأي عام، وجدت البيئة والمناخ المناسب لتضخيمها، كما وجدت المستفيدين الذين رأوا فيها فرصة سانحة للنيل من علاقة الشقيقتين، فعملوا على صب المزيد من الزيت على هذه النار، حتى زادوا من إشعالها وساهموا في خروج الغوغائيين لنشر الفوضى والتخريب في محيط السفارة والقنصليات وواصلوا تقديم التصريحات النارية السيئة مما اضطرت القيادة إلى أن تتخذ موقفاً حاسماً اتجاه كل هذه التصرفات باستدعاء السفير وإغلاق السفارة والقنصليات.

ومرة أخرى أعتقد أننا نحتاج في بعض الأحيان إلى أن تكون هناك سيطرة على ما يقدم في وسائل الإعلام، فتقديم الحرية الكاملة للإعلام، والإنسياق خلف السبق الصحفي وبعض التغطيات الإعلامية التي تبدو مميزة وإعطاء الفرصة للمغرضين والمستفيدين للبروز الإعلامي قد يساهم في مشاكل سياسية وتوتر علاقات دولية نحن في غنى عنها خصوصاً في هذه الأيام وفي مثل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة.

العزيزة مصر تمر بظروف استثنائية وكلي ثقة أن ما يصدر من بعض أفرادها لا يمثلها ولكن في نفس الوقت هناك حدود وخطوط حمراء يجب ألا يتم تجاوزها، وهناك أسس يجب ألا يتم المساس بها، وكلي أمل أن تعود العلاقات الطبيعية بين الشقيقتين بشكل أفضل مما كانت عليه في السابق.

 

الجيزاوي والعلاقات الدولية
إبراهيم محمد باداود

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة