ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 11/05/2012/2012 Issue 14470

 14470 الجمعة 20 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

الكلمة المسؤولة
د. محمد بن إبراهيم الحمد

رجوع

 

الألسنة مغارف العقول -كما يقال- وعقل المرء مخبوء تحت لسانه -كما في الأمثال-.. والمتكلم، أو الكاتب الذي لا يدرك أبعاد كلمته جديرٌ بأن يقع في الخطل، وأن يصاحبه الظلم والزلل.

والكلمة المسؤولة هي التي يتأمل صاحبها فيها، وينظر في عواقب ما تفضي إليه؛ فلا تراه يلقيها جزافاً دون تدبر، أو رويَّة.. بل إنه ليتأمل فيما يقول؛ فإن رأى أن الكلام أجدى تكلم، وإن رأى السكوت أولى أحجم.

فالكلمة المسؤولة -إذاً- هي التي يضعها صاحبها في مكانها الصحيح مراعياً عامل الزمان والمكان، والحال الذي تقال فيه، والأشخاص الذين يتلقونها.

أما الذي يلقي الكلام على عواهنه دون مبالاة بما سيترتب عليه من مفسدة - فإن الإصلاح بعيدٌ منه، ولو كان يدعيه، ويسعى إليه سعيه.

والحاصل إن الكلمة المسؤولة هي الكلمة الراشدة التي تقع موقعها في قرارات النفس، ويكون لها أبلغ الأثر في الإصلاح.. وهي التي ينأى بها صاحبها عن الغمغمة، والتأويلات البعيدة.

وهي التي تراعي مشاعر الآخرين، فلا تنزل عليهم إلا كما ينزل الماء البارد على الكبد الحري، أو كما يقع الدواء الناجع موقعه على الداء العياء فيكون شفاءً وعافيةً -بإذن الله-.

وإنك لتعجب، ويذهب بك العجب كل مذهب من أناس يتكلمون في أمور كبيرة، أو يبدون آراءهم في مسائل عويصة دون أن يراعوا المآلات، ودون أن تكون لديهم الأهلية الكافية في خوض غمار تلك اللجج؛ فإذا سكنت ريحهم أدركوا مدى الشرخ الذي أحدثوه، وعظم الشر الذي جَرُّوه، سواء على أنفسهم أو على غيرهم.

وهذا من أعظم ما يؤكد لنا عظم هذا الأمر، وضرورة استشعاره.

* جامعة القصيم

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة