ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 13/05/2012/2012 Issue 14472

 14472 الأحد 22 جمادى الآخرة 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأولى

      

الانتقال من صيغة «التعاون» إلى صيغة «الاتحاد» يفترض أن تكون هي الخطوة المناسبة والأبرز والتاريخية في المرحلة الحالية لتحقيق التكامل بين دول الخليج العربية، وإنْ لم ترتق هذه الخطوة - على أهمّيتها - إلى مستوى الاندماج، أو الوحدة الكاملة، لكن بالاتحاد نصون استقلال دولنا، ونحمي مقدّراتها، وننأى بها عن الصراعات الإقليمية التي تعصف بالدول الصغيرة وتعرّضها للخطر، وهو شيء جيد أن تنضوي دولنا الخليجية باتحاد يجمعها.

***

والصرخة المدوّية التي أطلقها بإخلاص الملك عبدالله بن عبدالعزيز في آخر قمّة خليجية، منادياً إخوانه قادة دول مجلس التعاون إلى الانتقال من «التعاون» الذي وحّد كلمتهم وتوجُّهاتهم على مدى سنوات طوال، إلى «الاتحاد» بهدف تعزيز الخطوات التي تم إنجازها، وبأمل أن يضيف «الاتحاد» حين يتم التوافق حوله من الإنجازات أكثر بكثير مما يمكن أن يحققه «التعاون» لدول الخليج فيما لو استمرّ على ما هو عليه.

***

لقد كان مولد مجلس «التعاون» لدول الخليج العربية في تلك الفترة الزمنية المبكِّرة على استقلال الإمارات العربية، خطوة متقدمة، وحركة رائدة، يفترض أن تقود لاحقاً إلى «الاتحاد» ثم إلى الوحدة، وفق ما تمليه مصلحة دول الخليج، وبما يستجيب لتطلُّعات شعوبها، فالظروف مهيّأة الآن لتحقيق هذا المشروع الوحدوي، وبالمواصفات التي تحقق الأهداف والمصالح المشتركة لمواطني دولنا.

***

ولعلّ هذه الفترة بتداعيات الأحداث والتطوّرات فيها على مستوى العالم، وبما تمرُّ به منطقتنا - تحديداً - من تحدِّيات ومؤامرات للإضرار ببعض دولها، تكون بهذا التوقيت المناسب حافزاً للإسراع بأخذ الخطوات التي تكرِّس المزيد من «التعاون» بين دول المجلس، بدءاً بتبنِّي دعوة الملك عبدالله والاستجابة لها، بأن يكون مجلس (اتحاد) لا مجلس (تعاون)، وبأن تكون التفاصيل ملبية لما يعنيه «الاتحاد» الذي دعا إليه الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

***

لقد مرّت المملكة العربية السعودية بقيادة الملك عبدالعزيز بأهم وحدة في التاريخ على مستوى العالم، وكانت تجربة غنيّة بالدروس والنتائج والنجاحات الباهرة، ومثلها حققت دولة الإمارات العربية إنجازات كبيرة باندماج عدد من الإمارات في خليجنا العربي فيما بينها تحت هذا المسمّى الجميل، مع احتفاظ كل إمارة بهويّتها، ما مكّن هذه الدولة بعد اتحادها من أن تكون على هذا المستوى من الاستقرار والتطوُّر، وبقي أمام دولنا الآن خطوات أخرى جسورة لتكون أقوى، وهذا يمكن تحقيقه حين تستجيب لدعوة الملك عبدالله وتحوِّل مجلس تعاونها إلى مجلس اتحادها.

***

إنّ مواطني دول الخليج والعالم العربي، يتطلّعون إلى مثل هذه الخطوة التي عجزت عن تحقيقها كل الدول العربية، وبقيت منظومة دول الخليج بتوافقها وتعاونها وتجانسها وإخلاص قادتها وتماسك مواطنيها، هي الأمل بإنجاز تاريخي يحرّك آمال الأمّة بوتيرة أسرع، وعلى خطى المشروع الوحدوي الكبير الذي سيظل هو الهدف والهاجس المهم لدى قادتنا وشعوبنا، بانتظار أن يكون موضوع «الاتحاد» على رأس جدول الأعمال في اجتماع القادة الخليجيين غداً بالرياض، بل بانتظار الإعلان عن مولده هدية من القادة الخليجيين لشعوبهم.

 

بالاتحاد تكون دول خليجنا أقوى
خالد بن حمد المالك

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة