ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 14/05/2012/2012 Issue 14473 14473 الأثنين 23 جمادى الآخرة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

      

عدت بالأمس من البحرين وقد لاحظت التحسن الكبير في الوضع العام هناك وكنت قد زرتها بعد الأحداث مباشرة وصدمت بما حدث في هذه الجزيرة الجميلة الهادئة التي هي مضرب المثل في الخليج في التعليم والتنمية والثقافة وحسن التعامل منذ القدم وصدمت أكثر ذلك اليوم لرؤية مقاعد الطائرة شبه خالية وهي التي كانت تحجز قبل الرحلة بأيام كما تكرر ذلك المنظر في الفندق الجميل الذي أصبح شبه خال وموحش ولكن الزيارة الأخيرة أسعدتني لما لاحظته من بوادر التحسن والتفاؤل والعودة إلى الحياة الطبيعية وأهمية تكثيف زيارات مواطني الخليج وتشجيعها كما لاحظت الاهتمام الكبير من قبل مواطنين ومقيمين هناك بدعوة خادم الحرمين الشريفين للوحدة وبدور المملكة ودول مجلس التعاون وخصوصاً كثرة أسئلة الجانب عن مستقبل المجلس وهل قرارات الوحدة الاقتصادية والسياسية المجمدة سوف تجد في الأحداث الأخيرة محفزات شعبية وحكومية لإخراجها من دهاليز البيروقراطية إلى حيز الفاعلية لتسهم في تطوير الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وإخراجها من حالة الجمود لتكون دول الخليج تحت مظلة واحدة قدوة للدول العربية الأخرى أم أن هذه المشاعر هي وقتية مثل ما حدث بعد تحرير الكويت من تراجع الاهتمام حينها في تطبيق قرارات المجلس الأعلى المؤسسة لمنظومة اقتصادية وسياسية موحدة.

أرجو الله أن تكون هذه الأحداث المؤسفة في البحرين وقبلها في الكويت حية دائماً في الذاكرة الجمعية لشعوب المجلس وأن تستمد منها العزم والإصرار على نجاح الجهود الرامية إلى تحقيق المواطنة الكاملة والأنظمة الموحدة والسوق المشتركة والسياسات الخارجية والأمنية المنسقة.

إن في نجاح المجلس قوة لمواطني المجلس وقدوة للدول العربية الساعية إلى إيجاد وسائل فاعلة لتحقيق آمالها في التنمية والاستقرار ونماذج ناجحة مثل منظومة مجلس التعاون الخليجي تساعد على تحقيق التعاون العربي الأشمل وليست بديلاً عنه فالتجمعات الناجحة تدعم بعضها بعضاً وتستفيد من التجارب والخبرات كما تجسد ذلك في دول وتجمعات في الغرب والشرق وأكبر مثال هو الاتحاد الأوروبي التي تتسابق الدول الأوروبية على الانضمام إليه والتضحية بكثير من مصالحها الآتية طلباً لمصالح اقتصادية وسياسية على المدى المتوسط والطويل الأمد.

إن الدعوة إلى الوحدة والاتحاد ليست جديدة وهي موجودة في صلب نظام مجلس التعاون منذ إنشائه عام 1981م وما الخطوات التي تمت منذ ذلك الحين والتي بدأت بمنطقة تجارة حرة واتحاد جمركي ثم سوق مشتركة ووحدة مالية ومجلس نقدي مركزي موحد وإعلان موعد للعملة الموحدة كل هذه الخطوات كانت تمهيداً للوحدة المنشودة والمأمولة لتتويج هذه الجهود الخيرة بمظلة سياسية تحمي هذه المكتسبات وتفعل القرارات لتمكين المواطن الخليجي من قطف ثمار هذه الجهود وتحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة وقطع الطريق أمام كل حاسد وطامع، ويجب تكثيف الجهود وحشد الطاقات لتحقيق السرعة في الوصول إلى الهدف السامي من هذه القرارات والجهود ونحن اليوم بحاجة ماسة إلى تحرك إعلامي ونشاطات اجتماعية للتعريف بالمصالح الإستراتيجية لدول ومواطني المجلس لعل جهود وزارة الخارجية بالأمس في تجمع شباب المنطقة في حوارات وتعارف وتبادل الأفكار يتبعها نشاطات أخرى من قبل مؤسسات المجتمع المدني بدول المجلس وإستراتيجية إعلامية للتعريف بدول المجلس ونظامها الناجح التي حققت الكثير لمواطني المجلس وتعتبر نموذجاً للدول العربية الأخرى التي لا تعرف عن هذه التجربة إلا القليل وسيقدم نجاح المجلس بديلاً مناسباً وجديداً إلى مفاهيم الشعوب العربية عن النموذج الإيراني والتركي التي يطبل لها بعض الدول ذات الأهداف المشبوهة يرددها دون إدراك بعض الثوار الذين لا يعرفون من يقف وراء هذه الدعوة من المتربصين بدول المجلس والساعين إلى الهيمنة والتحكم بمقدراته.

إن الرد الأمثل على هذه التهديدات الإيرانية والهجوم الإعلامي والسياسي الإيراني هو الإسراع في إعلان الاتحاد والوحدة الخليجية وتحقيق ما نص عليه الميثاق والنظام الأساسي والبداية يجب أن تكون في إعلان الاتحاد فوراً بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وإنشاء مجلس ثنائي وفتح الباب لانضمام البقية وسيكون هذا رداً ليس فقط على إيران ومن يقف خلفها بل رداً حاسماً على الغرب الذي يفاوض إيران سراً ويهددها علناً وإظهار لقوة دول المجلس التي يبلغ تعداد سكانها رقماً كبيراً من الناحية الديموغرافية أو الجغرافية أو الاقتصادية والذي يؤهلها لاحتلال المكانة العالية التي تستحقها ويدعم سياستها وحقوقها الشرعية، وإن التأخير أو التأخر في إعلان ذلك الاتحاد لا يصب في مصلحة البلدين ولا في المصلحة الجماعية لدول المجلس ويظهرها عاجزة عن ربط القول بالفعل ويغري الطامعين بها.

والله الموفق..

 

مجلس التعاون والبحرين
د. عبدالعزيز بن نايف العريعر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة