ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 20/05/2012/2012 Issue 14479 14479 الأحد 29 جمادى الآخرة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

اعتادت الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة على نقل المحاضرات ووقائع المؤتمرات إلى قاعة الشيخ محمد بن لادن في دار الحديث لعرضها على السيدات المشاركات والحاضرات. ومن المفارقات العجيبة أن يكون أحد مؤتمراتها عن (الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف)!

ومعروف أن شركات ابن لادن هي من تقوم بتنفيذ مشاريع الإنشاءات والتوسعة في الحرمين الشريفين، وتنال هذه الأسرة التقدير والاحترام من لدن القيادة الرشيدة ومن الشعب السعودي، ولم تحاسَب بجريرة أحد أبنائها، وهو ما يحسب للحكومة في تعاملها مع الأبرياء وعدم تحميلهم مسؤولية أخطاء المتطرفين من أقاربهم ولو كانوا أبناءهم أو أزواجهم.

ولعل الجميع شعر بالغبطة والامتنان للقيادة الرشيدة باستضافة وإقامة أبناء وزوجات أسامة بن لادن بعد وفاته برغم تجريده من الجنسية السعودية في وقت سابق، مما يشير إلى السمو والرفعة بالتعامل مع أبناء الشعب، واللمسة الوطنية الحانية نحوهم. فلا يهون عليها إطلاقا أن يتشتت الأبناء أو تتقاذفهم الحياة وتكشر لهم عن أنيابها.

استعدت ذلك في الذكرى السابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله لمقاليد الحكم، وأطلقت لفكري العنان لاستجلاب مقارنة تأملية بين موقف حكومتنا وحكومات أخرى تقسو على أبناء أحد رعاياها المارق وتنكِّـل بهم وبأقاربه بسبب خطأ اقترفه. وحمدت الله أننا في بلد تحكمه قلوب كبيرة لا تسيطر عليها الأطماع كبعض الحكّام، ولا تهيمن عليها روح الانتقام الذي يمتد فيشمل الأجيال تلو الأجيال.

ومن يقرأ السير الذاتية لبعض السجناء من أبناء وزراء أو قادة عسكريين في دول أخرى أخطأوا في حق بلادهم يتفطَّر قلبه حسرة على ضياع مستقبل أبنائهم وبناتهم وزوجاتهم حتى وصل التنكيل للأطفال الرضع والشيوخ الركّع، فلم يرحموا الصغير ولم يقدِّروا شيبة الكبير دونما ذنب منهم!

وعلى النقيض تماما يذكر التاريخ الملك عبد الله على وجه التحديد وموقفه مع ابن أحد العسكريين الذي أخل والده بالأمانة حينما أحدث بلبلة وفوضى في الوطن وعلى إثرها قُتِل، وبرغم ذلك أتاح الملك الحكيم لذلك الابن الانضمام لإحدى الكليات العسكرية ليتخرج ضابطا يخدم وطنه بإخلاص وامتنان، فاقتلع حفظه الله من قلب الشاب مشاعر الهزيمة والقهر التي أحدثها والده، ولم يعاقبه بجريرته ولم يشكِك في وطنيته، بل منحه الفرصة مثله كأي مواطن.

إن استرجاع تلك المواقف المغموسة بالإنسانية، المغلفة بالرفق حينما تصدر من قلب قائد مسؤول عن أمن وطنه واستقراره وتوجسه الدائم من الغدر والخديعة تجعلنا نطمئن ونأمن في سربنا أن المرء لن يعاقب إلا على سوء عمله، ولن يؤخذ بجريرة غيره ولو كان أباه أو ابنه.

ووطن مثل هذا يستحق أن نكبره ونعتز بالانتماء له حيث يستمد حكمه من شريعة سمحاء ودستور عظيم يحمل الآية الكريمة (ولا تزر وازرة وزر أخرى). وطالما كان الحاكم بهذه الروح التي تحمل العدل والتسامح فإننا بخير، وبلادنا برفعة وسمو.

وبالفعل.. كبييييير يا وطني!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny
 

المنشود
كبيـيـيـير يا وطني!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة