ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 20/05/2012/2012 Issue 14479 14479 الأحد 29 جمادى الآخرة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

بدون مجاملة يعجبني نقد الأستاذ خالد المالك عندما يعلق على طرح شخص ما , فهو لا يتجنى على الشخص أو ينزع عنه صفته العلمية أو يدخل في شؤونه الخاصة وإنما يتناول الفكرة المطروحة والفكر لدى هذا الشخص دون أي تجنٍ عليه.

العدل في الخصومة يعد منهجاً علمياً فضلاً عن كونه منهجاً شرعياً أمرنا ديننا الحنيف به فقال سبحانه وتعالى( وإذا قلتم فاعدلوا) ولعل موقف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من سفانة بنت حاتم الطائي خير دليل على أن حفظ ما يتميز به الإنسان من صفات جميلة مطلباً يجب أن لا نغفل عنه عندما أمر بإطلاق سراح سفانة يوم جيء بها له مأسورة , مذكراً عليه الصلاة والسلام بصفات والدها (إنه كان يحب مكارم الأخلاق) ومتمنياً الترحم عليه لو كان مسلماً (لو كان مسلماً لترحمنا عليه) لم يقل -بأبي هو وأمي- هذه بنت مشرك كافر عليكم بها, وإنما بدأ بما يعرفه عنه من خصال جميلة محببة للنفس البشرية.

الفكر قد يتغير ويقبل المنقود بنقدك لهذا الفكر, ولكن المشكلة التي لن ينساها الإنسان عندما يكون النقد لذاته والتحقير منه وتسفيهه بأي لغة وبأي عبارة, ولعلنا نتذكر الكثير من الشخصيات البارزة التي نقد فكرها وجاءت هي بذاته بعد سنوات لتقر بما قيل في هذا الفكر من خطأ وتشكر كل من ساهم في تصحيح مسارها الفكري, وهذا شيء جميل والجميع في اعتقادي يتمنى أن يساهم كل من حوله في تصحيح مساره الفكري حتى لا تزل به القدم هنا أو هناك, ولكن كل هؤلاء لن يقبلوا بذلك عندما يكون الهجوم على أشخاصهم من خلال انتقاص عقولهم أو الدخول في نواياهم التي هي سر بين العبد وربه.

الخطأ وارد والزلل متوقع من أي إنسان كبر أو صغر, ولكن العودة للصواب هي المبتغى والكل يحب العودة له, ولكن قد تصادف هذه الرغبة بعض الحظوظ النفسية نتيجة ضعفنا كمتلقين في التعامل مع ذلك الشخص من خلال نقاشنا ونقدنا لفكره أو فكرته, فتتحول المسألة من مسألة فكرية إلى مسألة شخصية بحته.

لم يكن الفجور في الخصومة سبيلاً إلى إحقاق الحق أبداً, وإنما يعد سبيلاً من سبل الشقاق والعناد, ويحمل بكل تأكيد سوء الأخلاق.

الخصومة والفجور فيها من صفات المنافقين ففي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما، ولفظه كما في بعض روايات البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر.

قال النووي في شرح مسلم: (وإن خاصم فجر) أي مال عن الحق وقال الباطل والكذب، قال أهل اللغة: وأصل الفجور الميل عن الحق.

لننظر في موقف دولتنا من الخارجين على النظام (الفئة الضالة) فقد كان أسلوبها يحمل من العدل أضعاف أضعاف ما يحمل من الشدة والغلظة, حيث أقرت بأن من يعود لجادة الصواب سيعامل معاملة التائب من الذنب وسينظر لعودته تلك بعين الاعتبار عند محاكمته على ما ارتكب من جرائم , نظرة الدولة الصائبة لم تأتِ من فراغ وإنما جاءت من منطلق شرعي نفسي مهم.

إن مما يؤلم أي متلقٍ ومتابع للإعلام بكافة وسائله قلة العدل وقلة الإنصاف عند الحديث خاصة عن الشأن العام, مما يوقد نار الفتنة والشقاق والخلاف وهذا بالطبع مما يسر كل عدو متربص بنا, ولذا فإنني أعتقد أن تطبيق ما قاله خادم الحرمين الشريفين في أكثر من حديث وتوجيه بأن نكون يداً واحدة وصفاً واحداً وندع التراشق والتنابز من أجل وحدة هذا الوطن وسلامته يعد أمراً مهماً بل وفي غاية الضرورة, وكلام خادم الحرمين الشريفين هو الرأي الشرعي الصحيح.

والله المستعان

almajd858@hotmail.com
تويتر: @almajed118
 

حديث المحبة
العدل في القول.. منهج شرعي وعلمي
إبراهيم بن سعد الماجد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة