ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 20/05/2012/2012 Issue 14479 14479 الأحد 29 جمادى الآخرة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

فاصلة:

(القشة تطفو على سطح الماء، والحجر الكريم يغوص إلى الأعماق).

- حكمة عالمية -

المرأة السعودية منذ أن تولد وهي ضمن إطار الوصاية حيث تتشرب في البيت معنى ألا تكون مستقلة بالرأي أو السلوك. وحينما تلتحق بالمدرسة ثم الجامعة تتعلم بأن تكون ضمن وصاية الرجل دون تحديد للفرق بين قوامة الرجل ورعايته شؤون المرأة وبين ولاية الرجل للمرأة والوصاية عليها بما لم يقره الدين! وتدعم طبيعة الحياة في المجتمع السعودي خضوع المرأة فهي لا تستطيع التنقل من المنزل إلى خارجه إلا عن طريق الرجل ولا تستطيع أن تسافر إلا بموافقته عبر بطاقة توضع في جواز سفرها وإن تعدّى عمرها الخمسين أو كانت طفلة دون سن الرشد.

حياتها تسير وفق ضمير الرجل إن كان حيا عاشت في أمان وإلا فلا قانون يحميها ولا مجتمع يحنو عليها.

هذه القيود الاجتماعية أفرزت نمطين من النساء الأول استسلم للقيود وتشبع بها حتى بات متأقلما بالظلم والخنوع والثاني تسلح بالوعي وليس العلم ليدرك الحقوق والواجبات.

الفتاة التي أنهت دراستها الجامعية كبرت وهي تحلم بالزواج وأنا أتحدث عن جيل الصحوة الذي واجه ضغوطا نفسية عدة تختلف عن الجيل الحالي الذي تنعم بالانفتاح والتكنولوجيا.

الفتاة التي كبرت في دائرة الخنوع تجد نفسها أمام تكوين أسرة مع رجل صورة المرأة لديه مشوشة ولديه صراع ما بين ما يحب «المرأة المستقلة «وما يريد «المرأة المستسلمة» لأوامره، بينما هي تأتي إلى مؤسسة الزواج بتطلعات كبيرة على المستوى العاطفي والاجتماعي وكأنها ستتخلص من قيود الأسرة والمجتمع لتتفاجأ بأن بانتظارها قيودا أخرى.

يحدث أن تتمرد الفتاة في مؤسسة الزواج فلا تدرك واجباتها ويحدث أن تنهزم فتهمل حقوقها وذلك يتوقف على تنشئتها الاجتماعية إنما في الحالتين هو تطرف لا يؤدي إلى بناء مؤسسة زواجية ناجحة.

المرأة في مؤسسة الزواج لا تدرك أهمية أن يكون البناء سليما وقواعده متينة بل تستجيب إلى أن الحياة تمضي حتى وان هضمت حقوقها والصغار سيكبرون وهذا ما يفسر لدينا ارتفاع معدلات الطلاق في الأسر بعد أن يكبر الأبناء وتصل المرأة إلى العمر الذي تتعب فيه من الخضوع وتحتاج إلى الاحتواء بشكل أكبر.

المرأة اليوم عرفت حقوقها المشروعة لكن الرجل لم يصدق بعد وعيها ومازال يعاملها مثلما كان المجتمع قبل عقود التغيير، غزى حياتنا وتغيرت أفكارنا وتطلعاتنا وتغير مجتمعنا لكن شيئا لم يتغير في صورة المرأة السعودية في ذهنية الرجل فمازال يندهش لنجاح النساء واستقلالهن ومازالت المرأة وقضاياها وشؤونها وسيلة البعض إلى غايات متعددة إلا من رحم ربي.

nahedsb@hotmail.com
 

مسؤولية
المرأة السعودية في الأسرة (3-3)
ناهد سعيد باشطح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة