ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 20/05/2012/2012 Issue 14479 14479 الأحد 29 جمادى الآخرة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وَرّاق الجزيرة

 

تحدث عن تجربته في التأليف عن مدينة الرياض
المنيف للوراق: بعض ما نشر من خرائط الرياض يحتاج إلى إعادة نظر وركزنا في تاريخنا على التاريخ السياسي على حساب التاريخ الاجتماعي والاقتصادي

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كتب - محرر الوراق:

قدم الدكتور عبد الله بن محمد المنيف (عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود كلية السياحة والآثار) العديد من الأعمال في خدمة تاريخ مدينة الرياض وأحداثها وأعلامها منذ الدولة السعودية الأولى وحتى يومنا هذا، ويمثل المنيف الجيل الشاب المتوشح بالمادة العلمية الرصينة، وأدوات الباحث الأكاديمي.

تحدث لنا عن تجربته في هذا المجال، وعن ما قدمه سابقا، وعن ما ينوي تقديمه من المشروعات العلمية وما اكتمل منها أو لم يكتمل لسبب أو لآخر!

وفي هذا الحوار تحدث المنيف بجرأة وصراحة مع ذكر الأمثلة والشواهد التي تدعم رأيه في كل ما يخص تاريخ مدينة الرياض وغيرها من الموضوعات الهامة التي تحدثنا فيها، فإلى هذا الحوار:

الطلاب يقفون مشدوهين حين أدرسهم العمارة التقليدية والبناء بالطين!

* الرياض عاصمة الدولة، وبداية مشروع التأسيس على يد الراحل الكبير الملك عبدالعزيز، نالت نصيبا كبيرا من اهتمامك؛ سواء كان هذا الاهتمام بتاريخ نجد بشكل عام، أو الرياض بشكل خاص، حدثنا عن مسيرتك التأليفية مع الرياض؟

- لا شك أن الاهتمام كان نتيجة السكنى في المدينة، فضلا عن كوني من جيل يعد شاهدا على كل تطور فيها، فإن كانت الرياض متطورة الآن وتأخذ شكلاً حضارياً بشكل ملفت، ولم تكن كذلك قبل 30 عاماً، فنحن ولله الحمد أدركنا تطور المدينة وتقدمها وتغير نمط المعيشة فيها بشكل كبير، فالجيل الحالي في الرياض عندما تحدثه عن البناء بالطين ومسميات مفردات المنزل يقف أمامك مشدوهاً بشكل تشعر معه أنك تتكلم ربما في التاريخ القديم جداً. وأشعر ببذلك عندما أدرس مادة «العمارة التقليدية»، أو «التراث العمراني» في المملكة، أو موضوعاً خاصاً في تاريخ المملكة، تجد أن الأمر غريب، وهنا تشعر أن تغيراً كبيراً حدث في الرياض وفي غيرها من المدن السعودية، وذلك من خلال الصعوبة التي تجدها في مدى تواصلك مع الطالب الذي وأنت تحدثه بوصفك شاهداً، وهو يسمع منك وتشعر أنك تحدثه عن تاريخ سحيق. كل هذا جعلني أحاول أن ألملم ما يمكن لملمته، من عمارة وحرف وغيرها، بل لو قدر لي من العمر والوقت، لعملت على جمع مفردات المدينة ومسمياتها، فقد كنت قبل عشرين عاماً قد قرأت كتاباً عن لغة اليمن في لسان العرب، وأعجبتني الفكرة وشرعت في عمل مشابه، لكن أشغلتني عنه مشاغل.

بدأت مع الرياض قارئاً

وقد كانت علاقتي في البداية مع هذا الموضوع علاقة قارئ ثم مراجع لبعض ما تم نشره، ثم تطور الأمر بعد أن وجدت بعض موضوعات لم يتم بحثها، وقد كانت اهتماماتي أحياناً بناءً على تكليف رسمي لمراجعة بعض الأعمال. وقد سبق أن نشرت بحثا في مجلة الدارة عن العمد في مدينة الرياض، زمن تولي الأمير سلطان إمارة الرياض. وكان من أهم الأعمال التي عملت عليها مراجعتي وتعليقي على كتاب: الرياض في عيون الرحالة، الذي صدر عن أمانة منطقة الرياض، ولكن للأسف سقط اسمي سهواً من الكتاب حين طبعه، ووعدت بتدارك ذلك عند إعادة نشره مرة أخرى، وكان عملي على الكتاب من خلال مؤسسة التراث الخيرية. كما راجعت كتاب «الرياض التاريخ والتطور» بوصفي محكماً للكتاب، كتبت بحثاً عام 1419هـ عن أمراء الرياض خلال مئة عام قراءة جديدة، ونشر بمناسبة مئة عام على تأسيس المملكة، ونشرت ذلك في مجلة عالم الكتب، كما عملت مراجعة لكتاب الشيخ حمد الجاسر عن الرياض، ولكن المراجعة لأسباب أحتفظ بها لم تنشر. ثم عملت بتكليف من أمانة منطقة الرياض عن طريق مؤسسة التراث الخيرية، للعمل على كتابة كتاب عن أمراء الرياض خلال عهود الدولة السعودية.

وتعاقبت الاهتمامات فكلفت من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض للعمل على مراجعة كتاب: الرياض القديمة، وبعد ذلك طلب مني مرة أخرى مراجعة وتحديث كتاب الرياض خلال ستين عاماً، وصدر بمناسبة ترجل الأمير سلمان عن مدينة الرياض، وتعيينه وزيراً للدفاع، أعانه الله.

بوابات الرياض قصَّر فيها الدارسون وأخطأ فيها المترجمون!!

* بوابات الرياض القديمة هذا هو عنوان مشروعك القادم، ما هو الجديد الذي يضيفه هذا العمل للمكتبة الرياضية (نسبة إلى الرياض) إن صح التعبير؟

- هذا من الموضوعات التي لفتت نظري بشكل ملحوظ، فكل من كتب أو رسم خريطة للرياض نجد أنه يكتب شيئاً مخالفاً للخريطة التي يعتمد عليها. وقد نبهت على ذلك في أكثر من موقع، ولكن للأسف لم تعدل هذه الملاحظة. بل الذي يكتب غير الحقيقة، ولن أطيل فقط أشير إلى أن خريطة بالجريف التي رسمها وقت زيارته للرياض مدة تولي الإمام فيصل بن تركي رحمه الله، ثم أعقب ذلك بمدة طويلة، فجاء فيلبي ورسم خريطة للرياض وسجل عليها مسميات بوابات الرياض تكاد تتشابه مع مسميات خريطة بالجريف. ومع ذلك نجد أن بعضاً من أهم المصادر التي ينبغي أن تكون هي من يصحح الأخطاء، وتكون هي المرجع في ذلك وهو الأطلس التاريخي للمملكة العربية السعودية الذي طبع مرتين، ومع ذلك نجد أن المسميات للبوابات تخالف خريطة بالجريف وخريطة فيلبي، وهما الخريطتان الوحيدتان للرياض، وقد طلب مني أن أراجع الأطلس وسجلت عليه الكثير من الملحوظات التي وجدتها عليه، وأرفقت مع ذلك الخريطتين والتصحيح، وأجد لزاماً على مراكز البحث أن تكون هي المسؤولة عن تصحيح هذا الخطأ.

ولكن إن صح لي أن أقول إن هذا الخطأ مرده أن التسمية الحالية هي ما يخالف المصادر، مع أن البوابات الشمالية حدث فيها تبدل للبوابات، كما أن بعض البوابات الغربية تغير مسماها بناء على تغير النشاط المقابل للبوابة، فقد كانت بوابة البديعة تسمى بهذا المسمى إلى أن تبدل في منتصف السبعينيات تقريباً إلى مسمى بوابة المذبح، وهكذا. وأعجب ما أواجهه في بوابات الرياض هو أن توضع خريطة فيلبي ولكن تترجم بوابة الظهيرة التي في شمال غرب الرياض إلى بوابة السويلم، مع أن لبوابة السويلم تسمية حديثة تاريخياً، وبوابة الشمسية أصبحت بوابة الظهيرة.

قصَّرنا في توثيق تاريخنا الاجتماعي والاقتصادي

* المتأمل في ما كتب عن تاريخ الرياض قديما، يتبين له أن أهل منطقة نجد كانوا مقصرين في التدوين التاريخي وجل كتبهم التاريخية مختصرة، هل أنت مع هذه المقولة؟

- طبعاً... هذا هو ما هو موجود في كل ما نشر حتى الآن، لهذا أعتقد أن ما ينشر حتى الآن قليل جداً في حق مدننا كلها وليس الرياض ونجد، بل إن تاريخنا المكتوب هو تاريخ سياسي فقط، أما التاريخ الذي لا يقل أهمية فهو التاريخ الاجتماعي والاقتصادي الذي لو رصد لكانت النتيجة والمحصلة مبهرة.

جغرافية الرياض لم يُكتب فيها سوى كتاب واحد

* كيف تنظرون لما كُتب عن تاريخ وجغرافية مدينة الرياض مؤخراً ولاسيما بعد المئوية؟

- لم يُكتب عنها إلا كتاب واحد، ومع ذلك غير كاف أبداً، وقدر الرياض أكبر من ذلك بكثير، ولكن للأسف قد يأتي يوم ونندم على كل ما مضى، وكلي أمل في صاحب السمو الملكي الأمير سطام أمير الرياض وسمو نائبه أن يكون لهما الدور في النهوض بذلك، وتتمة الجهد الكبير الذي بذله وزير الدفاع الأمير سلمان عندما كان أمير الرياض، الذي كلنا يقدر ما بذله من جهد.

وألفت النظر إلى أن الدارة الآن لديها لجنة توثق تاريخ الرياض، اجتمعت مرتين حتى الآن وأنا أحد أعضائها والعمل أمامها كبير ومضن، أسأل الله أن يكلل الأعمال بالنجاح، ولكن تحتاج إلى دعم جميع الأطراف من باحثين ومهتمين وجهات حكومية ذات علاقة.

الأمير سلمان دعمني وأبدى بعض الملحوظات على عملي

* ذكرتم في إحدى محاضراتكم أنكم وجدتم الدعم الكبير في كتباتكم عن الرياض من أمير الرياض السابق الأمير سلمان بن عبد العزيز، حدثونا عن اهتمام الأمير بتاريخ الرياض؟

- لا أحد يغيب عنه اهتمام الأمير سلمان بالرياض مدينة وسكانا، أما أنا فقد وجدت دعماً مباشراً منه وذلك بمراجعته وتصحيح كتابي أمراء الرياض، فقد قرأه مرتين على مدى سنتين، وقد استفدت من ملاحظة سموه، ولولا ملاحظاته لم يكن الكتاب بهذا القبول على الأقل حتى الآن.

سطام ومحمد بن سعد محل العناية والتوثيق

* كما أنكم أشرتم أنكم ستستكملون عملكم عن أمراء الرياض بكتابة سيرة الأمير سطام بن عبد العزيز أمير الرياض الحالي، أين وصلت في هذا العمل؟

- ولله الحمد الكتاب عن أمراء الرياض له أكثر من سنة في السوق، ولم يصلني أي ملحوظة حتى الآن، ومع ذلك فقد بدأت في العمل على استكمال النقص الذي وجدته، كما أنني كما أشرت أنت أخي يوسف بالعمل على جمع ما يتعلق بالأمير سطام كونه أميراً للرياض، وسوف أضيف ذلك في الطبعة الثانية للكتاب، فلا يخفى أن الأمير سطام ذو علاقة كبيرة وحميمة بالرياض سكانا ومكانا، فقد كان على علاقة بها من أكثر من ثلاثين عاماً، فهذه المدة الطويلة جديرة بأن تسجل وتوثق بشكل جيد.

كما سأضيف - بإذن الله - للكتاب سمو نائب أمير منطقة الرياض، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد، ودوره الذي يقوم به في خدمة المنطقة.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة