ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 25/05/2012/2012 Issue 14484 14484 الجمعة 04 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

 

توطين الوظائف مع وقف التنفيذ

رجوع

 

تميم بن عبدالله الخراشي - الرياض:

في جولة لي في إحدى أكبر شركات المقاولات في المملكة اطلعت عن قرب على معاناة السعوديين العاملين فيها، وبينما أنا أتجول في بحر المعاناة، عادت بي الذكريات إلى تصريح إعلامي قديم لأحد كبار المسؤولين في تلك الشركة يحمل من المفارقات الشيء الكثير، تضمن التصريح عدداً من المحاور أهمها أن التوطين وليس السعودة هو الخيار الإستراتيجي للشركة، حيث الأول عملية مدروسة لإحلال السعودي محل الأجنبي والثاني إنما هو عملية توظيف عشوائية، وكما في السياق يمثّل التوطين هاجساً لدى قياديي الشركة (ليس هاجساً مرعباً)، بل يأخذ جلَّ الاهتمام والمتابعة اليومية.

إن موضوع السعودة والتوطين والتوظيف تعتبر من الهموم التي تؤرِّق الدولة نظراً لارتباطها بالحياة الاجتماعية، وأصبحت تلعب على وتر الاستقرار السياسي وتحاول الدول جاهدة التخفيف من حدة هذا التوتر عبر الضغط على قطاعاتها المعنية، نتج عن ذلك عدد من الأفكار الجيدة والإجراءات التي ابتكرت حديثاً وتقوم بها وزارة العمل على سبيل المثال برنامج نطاقات الذي أصبح مصدر قلق للشركات عموماً، لكن في مسألة التطبيق تنهال الأفكار الشيطانية فنرى الهوس لسعودة حراس الأمن والكتّاب والمراسلين وبعض الوظائف الإدارية بما يرفع النسبة الكمية لتصبح في النطاق الأخضر، وتظل فكرة التوطين في الوظائف القيادية والإدارية والمالية حكراً على فئات معيّنة مع ضرب بالحائط للوائح وأنظمة نظام العمل، ومحمد وخالد على أمل تلك الأحلام التي لا تخرج كونها حبراً على ورق وقصصاً يستأنس بها (وحلم إبليس بالجنة) ويظل التوطين لا يخرج عن كونه (فكرة)..!دائماً ما يحاول أكثر القياديين من السعوديين وغيرهم اختلاق الحجج التي تلقي باللوم على الموظفين وطالبي العمل ومخرجات التعليم بمجموعة من الأوهام، هؤلاء هل يتجاهلون الشباب السعودي الطموح في القطاعات الأخرى كيف يبدع وينجح ويثبت وجوده؟ يتجاهلون مخرجات التعليم المحملة بخبرات علمية وعملية، ألا يرون السعودي داخل الشركة وخارجها الذي يكافح ويبدع ويتميز في العمل في وضع تنافسي صعب..؟ أم أن أبراجهم العاجية وحواجزهم تحول دون الرؤية..!

تلك الشركة ومثيلاتها ألا يعلم القياديون كيف نمت هذه الشركة وغيرها من الشركات ونهضت وكوّنت الثروات، هل تناست القروض والمشاريع والمساندة الكاملة من الدولة أم يعرفون النعمة ثم ينكرونها، وهل حق ذلك أن يدفع بالتوطين لغير شباب الوطن ما يمارس بحق السعودي، يظهر لنا إنما هي فقط نوع من تأدية الواجب، كل ذلك لتخفيض الضغط من الجهات المعنية والحملات التفتيشية وصوت الإعلام الذي بدأ يعلو ويعلو، لسنا بحاجة إلى خطط إستراتيجية وأحلام وردية لكننا نطلب حقاً من غير منّة، نطلب توطيناً حقيقياً بعيداً عن إثارة التحدي أو تحريك العواطف وخططاً جدية بعيداً عن سلة المهملات والكلام الجزاف..!

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة