ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 26/05/2012/2012 Issue 14485 14485 السبت 05 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

* تضـيـق بنا العبارةُ رغم سَعتها حين نرتادُ موقعًـــا قصيًّا لسنا من ذويه أو قاطنيه، ونحسبُ أننا الفصحـاء فإذا العِيُّ يلجمنا والغبـاءُ يلهمنا والصمتُ يسودُ ويسوس.

* محطاتٌ كثيرة لا نألفها إذ لم نرتدْها زمنَ التكوين؛ فما عادت تقبل ظلنا ولا حلنا، ونحاول الإعراضَ بجوانبنا؛ فإذا بنا متورطون في بحرٍ لُجيٍّ، وإذا مسافاتُنا مؤطرةٌ بأبعادِ انتماءاتٍ لم نرثها عن والدِينا ولم نعتدْها في بيئتنا.

* لسنا -اليوم- من كنّا أمسِ؛ فلنا وجوهٌ غيرُ الوجوه، وملامحُ لا تشبه الملامح، وحكاياتٌ تنفصلُ عن الحكايات، وصرنا نعوذ بالتأريخ ونلوذ بالذاكرة كيلا نشكّ في أننا نعيشُ ونتنفس، ولم نغادر الأرض ولم نفرط بالفرض، وهي هواجسُ مَرَضيةٌ تعبرُ ببالِ الهاربِ من ذاته الأدنى نحو ذاته الأنأى غيرَ عابئٍ بما يفقده من لذة العيشِ هنا حين يُجبرُ على السكنى هناك.

* روى الإمام محمد عبده أن هارون الرشيد الذي يحجّ عامًا ويغزو عامًا وضع مدارس الخلافة تحت إشراف «حنا بن ماسويه»، وقال المأمون: إن العرب فتحوا بمملكة العلم والفلسفة وأطباؤهم اليهود والنسطوريون ما أتوا عليه بالسيف من مملكة الرومانيين، وكان «جيورجيوس بن بختيشوع الطبيب والفيلسوف» محظيًّا عند أبي جعفر المنصور، وحين هرم شاء الرجوع لبلده فطلب منه المنصور أن يُسلِم ليدخل الجنة فارتضى أن يكون مع آبائه.

* أضيفوا - كما أضاف الشيخ ونقله عنه سلامة موسى (حرية الفكر وأبطالها في التاريخ ص 71-75)- «نوبخت المنجم وابنه أبا سهل» و»تيوفيل بن توما» و»يوحنا البطريق» و»سهل بن سابور» وابنه «سابور» و»بختيشوع بن جبريل» و»سلمويه بن بنان» و»قسطا البعلبكي» و»يحيى بن عدي» و»أبا الفرج ابن الطيب» و»ثابت بن قرة» وعشراتٍ غيرَهم أسهموا في بناء الدولة الإسلامية؛ فما خانوا أمانتهم ولا ضاقت الأرضُ بهم.

* ليعدْ من شاء إلى صدر المقال؛ أفلا يجد نفسه عاجزًا عن شرح تغير فئامٍ فينا وتبريره؟ ثم ألا يظنّ الباقون أنهم نبتٌ طارئٌ في أرضٍ لم تكن يومًا أرضه؟ وهل نشكّ في المعلومة أم نشكّ في الانتماء؟ وهل نحن على الحق وأسلافنا في الأزمنة الفُضلى على باطل؟

* بتنا اليوم في زمنٍ يفصلنا عن إخوتنا وبني عمومتنا وجيرتنا بابتساراتٍ وتصنيفات؛ فتهنا في منافي المذهب وفيافي الرؤية، ونصبنا محاكمَ تفتيشٍ اتجهت للنوايا والزوايا، وأصبح الجميعُ متهمًا أمام الجميع، ونسينا: من نكون؟ أنحن أولئك أم أولاءِ؟ وأين نتجه: أإلى هنا أم هناك؟ وتطلعت نفوسنا وعقولنا لعزلةِ اختياريةِ كيلا نأثمَ بالسكوت ونفجعَ بالكلام.

* الحصار انكسار.

ibrturkia@gmail.com
t :@abohtoon
 

كنا.. فصرنا...
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة