ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 29/05/2012/2012 Issue 14488 14488 الثلاثاء 08 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

ما زلت في أجواء التفكير في الأمن ولكن في فضاءات التويتر وما تحمله التغريدات من طرائف ومهازل وأحيانا نكبات. أنا مستجدة في تويتر دخلته هذا العام وفوجئت بمتابعين يأتونني بمعدل 50+ في اليوم. وهي نسبة متواضعة جداً وأرجو أن تظل ساحتي هادئة.

حين أعلن أحد مشايخنا أنه سيحتفل بوصول عدد متابعيه على التويتر إلى مليون, جاءت ردود الفعل متفاوتة بين الاستغراب والتفكه والاتهام بشراء المتابعين فقط لإعطاء مظهر الشعبية والمنافسة بأعداد المتابعين. وهناك مغردون ومغردات وصلت أعداد من يتابعونهم أو يتابعوهن إلى مئات الألوف؛ مع العلم بأن ليس كل متابع معجباً بمن يتابع، وأن هناك من يتابع ليوجه النقد والتهم المبررة وغير المبررة.

هذا التراكض للمشاركة في تويتر والفيسبوك يعكس تعطشاً شديداً في ساحتنا للتعبير عن المشاعر الذاتية والوقوف على منبر وتوجيه الكلام لفضاء عام مفتوح. والحوار مع الآخرين سواء بطريقة إيجابية أو سلبية. وواضح لأي متابع للساحات الحوارية أن كثيرين منا لا يعرفون معنى الحوار بإيجابية أو بالمحافظة على أدبيات الحوار بلغة مقبولة خاصة ممن يخفون أسماءهم الحقيقية.

ومع تصاعد أعداد المشاركين في تويتر, دخلت لغتنا مصطلحات جديدة ربما ستصبح جزءاً لا يتجزأ من اللغة اليومية وبالتالي الثقافة السائدة. مثلما تبنينا في الماضي مصطلحات مثل موتر ودركسيون وتليفون وتلفزيون وتيليكس كتعبيرات مفهومة ومتداولة, أجد تعبيرات مثل «رتوتة» و»هشتقة» و»أنفولو» و»بلوك» تترسخ تدريجياً كتعبيرات مُعربة ومفهومة في التداول اليومي. ولعل للأفعال المتعلقة بهذه التعبيرات دلالاتها الخاصة في تبين معنى أن تصبح هذه المفردات جزءاً من اللغة وثقافة الحوار. فـ»الرتوتة» تعني إعادة نشر معلومة لتصل إلى المزيد من المتابعين. والـ»أنفولو» تعني التوقف عن متابعة ما يرسله فرد ما من تغريدات؛ أي دلالة فقدان الاحترام أو الرغبة في سماع ما يقول. و»البلوك» تعني عدم الرغبة في تبادل الحوار مع الشخص الذي تراه مسيئاً في ردوده أو يستخدم لغة بذيئة لا تود أن يسمعك إياها أو يستخدمها معك.

أما أهم مفردة فهي الـ»هاشتاق» ومنها اشتقت «الهشتقة» وهي توالي التعليقات حول موضوع أو فرد ما إما لدعمه أو لمهاجمته, حيث يصبح في الأولى متلقياً للتعاطف ويصبح في الثانية متلقياً للكمات اللفظية الساخرة.

والمتابع لما تنشره وسائل التواصل الاجتماعي من تهم ونكات يتداولها مرتادو الفيسبووك والتويتر من العرب يرى بوضوح أن المواطن والمسؤول في نظر رجل الشارع التويتري يتساويان في تجاوز أدبيات التصرف, والقيام بالمسؤولية واحترام القوانين الداخلية, والتناقض بين المثاليات المعلنة والتصرف الخاص، وكذلك في الثقة بمصادر الإعلام الخارجي - مثل الويكيليكس والإذاعات والفضائيات الغربية، والتشكيك في المصادر الداخلية أو حتى مصادر الجيران.

ما يكاد أن يختفي هو المتابعة العمياء للمصادر الغربية كما اعتدنا قبل شبكات الحوار التي توصل الخبر ساعة حدوثه لملايين المتابعين, وتوصله «الرتوتة» لآلاف الملايين.. ربما لأننا اليوم محلياً في الدول العربية والمسلمة، بسبب تجربتنا المحبطة مع موقف الغرب المساند لإسرائيل وادعاءاتها واعتداءاتها, يسود علاقة التصديق والثقة المطلقة بالمصادر الغربية الكثير من الشك مبنياً على نظرية المؤامرة حيث «ما يقول أعداؤنا بالتأكيد لا يتوخى مصلحتنا». وأعترف أنني مثل غيري أميل إلى ما يبرئنا من التهم.

يحملني هذا إلى سؤال مصيري: كيف نحمي الوطن والمواطن من نتائج التلاعب بالحقائق وفقدان المصداقية بالإضافة إلى غش المصادر والإشاعات الكيدية؟ حالة تطفح بها ساحة الحوار سواء في تويتر أو الحوارات العادية حول من وما يهمنا فعله, في تناقل الأخبار «المرتوتة» ونشر التفاصيل, وطقس «هشتقة» الأفراد والفئات سواء في تويتر أو خارجه, حتى لتوصل البعض إلى استحقاق «مشنقة» مادية أو معنوية بغض النظر عن براءتهم من عدمها!

 

حوار حضاري
هشتق لنصفق أو نشنق
د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة