ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 29/05/2012/2012 Issue 14488 14488 الثلاثاء 08 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

 

لَمسَةُ وَفَاء بيِّن للشيخ الحصين
د. عبد الرحمن السديس *

 

 

 

 

 

 

 

 

رجوع

 

إن من كرم الله على عباده أن يهيئ لهم رجالاً صالحين، للمعالي طامحين، يَسْمُون بهم إلى ذُرى الإبداع، ويصلون بأقوامهم إلى قمم التفاني والإمتاع. وإن من فضل الله تعالى علينا أن وفَّق ولاة الأمر في بلادنا؛ فكانوا للدين حُرَّاساً، ولرعاية المصالح قُوَّاداً ونِبْرَاساً، يُقْتَدَى بأعمالهم في ظلماء العُجْمة، ويُكْشَفُ بِفِعَالِهِمْ ظلال كل غُمَّة؛ فلهم بعد الله من الثناء أوفاه، ومن الشكر أجزله وأعلاه.

وإن من التوفيق الوفاق، ودلائل الخير الدَّفَّاق، ما تزخر به هذه البلاد المباركة من رجال أكفاء وعلماء أجلاء، ويأتي في القدح المعلى منهم شيخنا معالي الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين -حفظه الله ورعاه - الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي؛ فهو شيخ هُمام، وعَلَم من كبار الأعلام، كريم الأخلاق بسَّام.

للحب فِي ثغره مُتنفُّس أرِجُ

كما تنفس روض إذا عشا العَتَم

دين وعقل ووجدان تترجمه

بالحب والشكر من عرفانِها أُمم

إن معالي شيخنا الجليل - حفظه الله - تضلع بصفات يندر أن يجتمعن في رجل واحد؛ فهو رجل من طراز فريد، وأعماله على ذلك خير دليل وشهيد، مَنْ جالسه يأنس به رجلاً بصيراً، وعالماً خبيراً، وإماماً كبيراً، وداعياً نحريراً؛ فهو كنْز علمي، وفقيه وإداري، ومتحدث ألمعي، مع عبقرية فذة في ثوب التواضع والبساطة، وزهد وورع صار بهما مضرب الأمثال، وطاول بهما كِبَارات الرجال الأجلال.

لقد قدم شيخنا لدينه وولاة أمره وبلاده أعمالاً جليلة، تزيد على نصف قرن من الزمان، فكان فيها مثالاً للعطاء المتدفق، والرأي السديد والإداري المخلص، ولقد شرفت بالعمل تحت رئاسته أكثر من عقد من الزمان، لقيت فيها وزملائي الأئمة خاصة، وموظفو الرئاسة عامة، منه كل تقدير ومحبة وإجلال، وكان - حفظه الله - يقول: إن كنت الرئيس في الرئاسة فإن الأئمة هم رؤسائي، في قمة التواضع والتبجيل، وشهد الحَرَمان في عصره الاهتمام بالدروس والتوجيه والإرشاد وفتح المجال - سلمه الله - لمشاركة أهل العلم والفضل، ولم يكن يتدخل في شؤون الأئمة خاصة، بل أتاح كل السبل لأداء مهمتهم العظيمة، وأذكر أنه لو جاءه أحد ينتقد الأئمة فإنه يسد المجال ويوجِّه بلطف المنتقد بعرض ما لديه عليهم، ويعلم الله أنها سجايا الكبار، وشيم الكرام، وقد شرفت فور تكليفي بالعمل بالاتصال به والاطمئنان على صحته والاستنارة برأيه، وتأكيدي له بأبوته لنا، ومن نحن في مدرسته الإدارية الكبرى إلا جهد المقل المقتبس، المستفيد الملتمس، وأفدت من توجيهاته الكريمة وآرائه السديدة في حرص على إكمال مسيرته المباركة التي سبقنا إليها هو ومشايخنا الأماثل، السلسلة الذهبية في خدمة الحرمين منذ عهد سماحة الشيخ عبد الله بن حميد، والشيخ ناصر الراشد، والشيخ سليمان بن عبيد، والشيخ محمد بن سبيل، ومعالي الدكتور صالح بن حميد المستشار في الديوان الملكي، الذي له كذلك عليّ أفضال كبيرة وإسهامات سديدة في الرأي والتوجيه، فهو أخي الأكبر الذي سأظل مديناً له، ولشيخنا الحصين بالسير في العمل على خير وجه - بإذن الله -، وبما يتطلع إليه ولاة أمرنا - حفظهم الله -، وأدعو الله أن يمُنَّ على شيخنا الحبيب بالشفاء العاجل؛ ليكون معنا في رحاب الحرم. ولعلنا نقدِّم أقل شيء من الواجب وفاءً لدوره الرائد في خدمته المباركة.

فحقاً يا شيخنا.. لقد أتعبتَ مَن بعدك..!! فَأَنَّي لغيرك أن يجمع هذه الخلال، وينعم بوريف هذه الظلال، ولكن.. كُرْهاً تَرْكَبُ الإبلُ السَّفَرَ.

لن نستطيع أن نوفيك حقك من الكلام، ولكنه غيض نَبُلُّ به الأُوَام، وزاد نَتَزَوَّدُ به على الدوام، وهذا أقل الوفاء، وجُهد المُقِلِّ من الجزاء.

ومما جادت به القريحة من الشعور والمشاعر تجاه معاليه - أمتع الله به - أرجوزة لطيفة متواضعة أوردها، إهداء لرمز المحبة والوفاء:

قالوا الحصين قلت النجابة

رمز الديانة والإنابة

نال المعالي والنقابة

في الرئاسة والمهابة

في ربى ذات المثابة

والمدينة نِعْمَ طابه

أستاذ جيل في الحبابة

لبس التواضع والدعابة

يا رب كلل بالإصابة

أعماله واحفظ جنابه

وصلاة وسلاماً وإجابة

للمصطفى والآل والصحابة

وعذراً للتقصير والرتابة

ففضلكم لن أمخر عبابه

أسأل المولى - جل وعلا - أن يجعل ما قدمه شيخنا الجليل من صالح الأعمال مثاقيل في موازين الحسنات، ورفيع الدرجات، وأن يُمَتِّعَكُمْ بالصحة والعافية، إنه سميع الدعاء. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

* الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة