ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Sunday 03/06/2012/2012 Issue 14493 14493 الأحد 13 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

في الأسبوع الماضي كنت في الدوحة أشارك بدعوة من مؤسسة قطر وتحت رعاية شخصية من سمو الشيخة موزة بنت ناصر في منتدى النهوض باللغة العربية. وأعلن لنا في الجلسة الختامية للمنتدى عن أنه اللقاء الأول في سلسلة قادمة سنوياً بمشروع متواصل.. وكان البدء هو هذا المنتدى لاستشراف مستقبل مجامع اللغة العربية.

في أجواء المنتدى سعدت بلقاء وحوار أساتذة جهابذة في اللغة العربية من المغرب والمشرق حتى دول مجلس التعاون؛ ما بين رؤساء المجامع وأدباء ومتخصصين وإداريين مسؤولين وصناع قرار من الجنسين. بالإضافة إلى نخبة مميزة من الشباب المهتمين بحاضر اللغة العربية ودورهم في مستقبلها.

وفي حين ابتدأ اللقاء بجوٍّ يحمل بعض التوتر حيث عبر المشاركون المسؤولون عن مجامع اللغة عن شعورهم بأنهم مساءلون عن حصيلة منجزهم شخصياً ومؤسساتياً. ولكن سرعان ما تبدد التحسس, وانتقل الجميع لمقارعة الأسئلة الأهم حول واقع اللغة العربية في أجواء العولمة والتقانة وتداخل الثقافات وتصدر الحضارة الغربية وتلكؤ المنطقة العربية في الإضافة إلى مستجدات الثقافة والتقنية.

تناولت في الموضوع الذي عهد به إليّ الحديث عنه دور الإعلام وموقعه من واقع اللغة العربية اليوم, والعلاقة المتبادلة بينهما سلباً وإيجاباً.. وسأشارككم لاحقاً في محتوى ورقتي. وكان ذلك مع متحدثين آخرين تناولوا الجانب التقني وواقع التواصل الكوني عبر الشبكة العنكبوتية واستخدام الحاسب الآلي والتقنيات الحديثة والفضاء المفتوح.

أجمل ما سعدت به في المنتدى كان نشاط الشباب من الجنسين وجدية حماسهم ومشاركتهم الفعالة ليس فقط في تنظيم المنتدى والإشراف على فعالياته, بل أيضاً في تقديم مبادرات والمشاركة في صياغة التوصيات. ولعل أهم التوصيات كانت تلك المتعلقة بقبول كل توصيات الشباب والنظر في تنفيذها.

كان واضحاً أن معظم جيل الشيوخ الأجلاء لم يواكب التطورات الحديثة في التواصل العلمي والمعلوماتي وظل اهتمامهم منحصراً في حماية قواعد اللغة العربية وصياغة المصطلحات والاتفاق على تهجئتها على الأسس الصحيحة. وكان واضحاً أيضاً أن ردم الفجوة بين واقع العمل في المجامع وما يجري على أرض الواقع في مؤسسات التعليم والشوارع لن يكون سهلاً دون مبادرات واقعية مبنية على استخدام تقنيات الحاضر. وأن تصحيح وضع اللغة المستخدمة في ساحات الدردشة والإعلام الرسمي والاجتماعي من أهم ما يجب أن نبدأ بمباشرته فعلاً للارتقاء بلغة التواصل في المجتمع. وأنه لابد من إعادة اللغة الفصيحة إلى دورها المصيري كسلاح ودرع معنوي وأداة تحمي الانتماء العام من التهتك والتحلل في تصدر لغات الحضارات الأخرى الأسرع تقدماً علمياً واقتصادياً وتقنياً وقوة سياسية وعسكرية.

كل ما ذكرته أعلاه يظل بديهيات لا يختلف عليها مطلع. ويبقى أن توضع خطط ناجعة وقابلة للتنفيذ والتطبيق والمراجعة للتأكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح لتحقيق هذا الهدف النبيل. ولهذا كانت التوصية أن يقام ملتقى يتابع ما استجد قبل نهاية العام. وبالله الاستعانة ومنه التوفيق.

 

حوار حضاري
منتدى النهوض باللغة العربية
د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة