ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 05/06/2012/2012 Issue 14495 14495 الثلاثاء 15 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

      

كتبت وكتب غيري على مدى سنوات نقدًا موضوعيًا للهيئة العامَّة للاستثمار ومبادراتها العديدة التي جاءت بنتائج عكسية على اقتصادنا الوطني، بدءًا من التطبيق غير المناسب لنظام تشجيع الاستثمار الأجنبي الذي حوّل العمالة المخالفة المتستر عليها إلى مستثمرين أجانب يتمتعون بمميزات لا يحظى بها المستثمر الوطني، إلى مبادرة المدن الاقتصادية التي صِيغ نموذج أعمالها business model بصورة تجعل من المستحيل امتلاكها لأي ميزة تنافسية تجعلها قادرة على استقطاب المستثمرين فتحوّلت إلى عبء مالي على الدَّولة بدلاً من أن تكون مشروعات ناجحة محققة لأهداف التنمية المتوازنة.

هيئة الاستثمار، وبدلاً من أن تواجه هذه الحقائق وتعدل سياساتها ومبادراتها، فضلت الدخول في حالة إنكار، دعمتها بحملات إعلامية وإعلانية، وبالغت في تنظيم المنتديات الاستعراضية التي لا تعكس الحقيقة، فتأخر التصحيح وارتفع الثمن الذي دفعه اقتصادنا نتيجة ذلك.

الحالة نفسها نراها تتكرر مع وزارة العمل حاليًا، فرغم الدلائل الواضحة على نتائج عكسية على مشروع توطين الوظائف نتيجة تطبيق برنامج نطاقات، الذي يبدو جليًا من الصمت المطبق والرضاء التام عن البرنامج من قبل رجال الأعمال الذين طالما قاوموا واحتجوا على كل إجراء يلزمهم بتوطين الوظائف، فإن مسئولي الوزارة، وبدلاً من مواجهة هذه الحقائق، نجدهم يدخلون في حالة إنكار، فيتحدثون عن أنهم «رصدوا جدية من القطاع الخاص في توظيف المواطنين وإن كان هذا التوظيف قد يكون بأجور منخفضة قليلاً أو قد يتخلله سعودة وهمية»، في حين أن بيانات المؤسسة العامَّة للتأمينات الاجتماعية تشير بكل وضوح إلى أن ما يزيد على 75 في المئة من المشتركين الجدد في نظام التأمينات الاجتماعية منذ بدء تطبيق نطاقات سُجلوا بالحد الأدنى للأجر المسموح به الذي لا يتجاوز 1500 ريال، ما يعني أنها لا ترصد جدية من قبل منشآت القطاع الخاص في التوظيف، بل ترصد تفشٍ للسعودة الوهمية، بهدف الانتقال إلى نطاق الاستقدام الحر أو ما يسمى بـ»النطاق الأخضر» فيُفتح باب الاستقدام لهم على مصراعيه.

خطورة مشكلة البطالة، تُحتم أن تكون وزارة العمل أكثر شجاعة في مواجهة هذه الحقائق، فتتراجع عن مبادراتها أو تُصححها بما يضمن تحقيقها لأهدافها، وألا تظهر حالة من الإنكار والإصرار على الاستمرار في الخطأ، فالعيب ليس في أن تخطيء وإنما في أن تصرّ عليه ولا تمتلك الشجاعة للاعتراف به.

alsultan11@gmail.com
أكاديمي وكاتب اقتصادي *** on twitter @alsultanam
 

وزارة العمل وهيئة الاستثمار
د. عبدالرحمن محمد السلطان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة