ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 05/06/2012/2012 Issue 14495 14495 الثلاثاء 15 رجب 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

لكل وظيفة مهام وواجبات، وعليها مسؤولياتها أيضاً، وحينما ينوي موظف ترك وظيفة ما، فإنه من الطبيعي أن يكون هناك موظف جديد يتدرب على يدي الموظف السابق، حتى يتقن هذه المهام ويعي المسؤوليات، هذا الأمر يرتبط بوظيفة، مجرد وظيفة واحدة يقوم بها فرد، فما بالكم إذا كان الأمر يرتبط بجهة كاملة؟ وما بالكم إذا كانت هذه الجهة هي نافذة البلاد، أو عاصمة البلاد، التي يتم من خلالها استقبال البضائع والسلع من خارج الحدود؟

إنه الميناء الجاف، يا سادة يا كرام، هذا الميناء الذي مللنا من قراءة حلقاته، التي فاقت حلقات المسلسلات التركية، لم يزل يعيش في فوضى عارمة، حاويات لا يمكن العثور عليها إلا بعد ثلاثة أو أربعة أيام، معلومات مفقودة، مقاول سابق نفض يده ورجله من المكان وذاب في البلاد، مقاول جديد لا يعرف (من أين تبدأ الحكاية) ولا أين تنتهي؟ وفي المقابل حاويات نائمة على القاطرات، حتى الميناء الآخر، أقصد ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، ونتيجة ازدحام الميناء الجاف بشكل كبير، وتوقفه عن استقبال المزيد من الحاويات، جعل ميناء الدمام هو الآخر يزدحم بشكل غير مسبوق، ولم تزل كارثة الحاويات قائمة، تخيلوا أن هذه الحاويات تحتوي على مواد غذائية، على أدوية ومستحضرات، وأغذية أطفال، و.. و..إلخ، ونحن في بداية الصيف الذي يكثر فيه التسمم، فكيف سيكون الأمر، وكيف ستنتهي هذه الحاويات؟

لماذا لم تستنفر كل الإمكانات المتاحة في البلاد لحل هذه الأزمة بشكل عاجل، لماذا لم يناقش مجلس الشورى هذه القضية، ويستدعي وزير النقل، ومحافظ المؤسسة العامة للسكة الحديد، ورئيس المؤسسة العامة للموانئ، ومدير عام جمرك الرياض الميناء الجاف، وغيرهم ممن لهم علاقة أو خبرة في الميناء، للمساهمة في إيجاد حلول، ليست حلول للأزمة فحسب، بل إيجاد حلول دائمة للميناء، تجعل التخليص الجمركي للبضائع الواردة يسير بسلاسة وسهولة ونظام.

دائماً نتساءل ما حكاية المؤسسة العامة للخطوط الحديدية؟ لماذا نسمع عن مشاريعها ولا نرى شيئاً، وإذا حدث أن رأينا أصبنا بخيبة أمل، كما في مشروع القطارات السريعة، بين الدمام والرياض، والتي ظهرت أعطالها بعد أيام قليلة من تشغيلها؟ هل المؤسسة غير قادرة مالياً على تحقيق طموحاتنا؟ هل غير قادرة إدارياً وتنظيمياً؟ الأمر فعلاً يشبه اللغز.

عوداً إلى الأزمة، فمشروع الميناء الجاف الذي أنشئ عام 1402ه انطلق بعد أن اكتشفت الحكومة أن معظم واردات ميناء الدمام من البضائع هي مما تخص تجار المنطقة الوسطى، الأمر الذي أوجد الفكرة الرائدة فعلاً، في إيصال حاويات البضائع على قطارات الشحن إلى الرياض، لكن المشروع الذي اشتغل ما يقارب ثلاثين عاماً كان يحتاج إلى التجديد والتطوير المستمر والتوسعة الدائمة، فلا يمكن أن يبقى عدد الحاويات التي ترد الميناء الجاف قبل ثلاثين عاماً هي ذاتها التي ترده الآن، فهل مساحة الميناء الجاف الآن قابلة للتوسع والتطوير؟.

ماذا لو ارتبط مستقبل الميناء بانتقاله إلى فضاء أوسع مما هو فيه الآن، كأن يكون جزءاً من المساحة الشاسعة لمطار الملك خالد الدولي؟ أظن أن الأمر سيكون أفضل وأكثر سهولة في تشغيله وانضباطه، وقدرته على التوسع المستمر.

 

نزهات
فوضى الميناء أم ميناء الفوضى؟
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة