ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Tuesday 12/06/2012/2012 Issue 14502  14502 الثلاثاء 22 رجب 1433 العدد  

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

           

مملكتنا الغالية أسست وفق منهج شرع الله الحكيم، منذ أن قامت على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود غفر الله له، وتبارى أبناؤه البررة على التمسك بهذا المنهج حتى هذا العهد الزاهر، غير آبهين بمن يغيظهم ما ترفل به بلادنا من نعم، نتفيأ ظلالها بفضل الله ثم بفضل وبركة هذا المنهج القويم، بلادنا بلاد الأمن والسلام والتوحيد، بلادنا بلاد الخير والعطاء والنماء، بلادنا بلاد المحبة والوئام، كلما ازددنا تمسكاً بهويتنا، ازددنا قوة وثقة وكسبنا الاحترام، حتى من غيرنا، حكومتنا الرشيدة بقادتها الأوفياء أصحاب العقيدة الصافية، ترحب بكل رأي ووجهة نظر يصبان في قالب المصلحة العامة، مهما كانا، الكل شاهد على مخرجات المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والتي تعد لبنة صالحة من لبناتها التي ترتكز عليها، طلابها يتميزون بحسن الخط وجودة الإملاء وسلامة النطق، ناهيك عن التحلي بالأخلاق الفاضلة، لكن يا رعاكم الله تعالوا بنا نخطو خطوة مع أبنائنا خريجي مدارس تحفيظ القرآن، لنقف حولهم ومعهم، ونرى محصلاتهم العلمية ونقيسها بمخرجات هذه المدارس، لنخرج بالكيفية محل التساؤل! بإذن الله لن أتحامل على هذه المدارس والجهة التابعة لها، لكنها والله هي الشفقة والخوف على مستقبلها،حكمي عليها لم ينبن على نظرة ارتجالية، لكن هي الشواهد الماثلة أمام عيني لا تحتاج لإثبات، لأن أبنائي «كوكتيل» ما شاء الله تبارك الله، منهم من درس بالمعاهد العلمية، ومنهم من درس بمدارس تحفيظ القرآن، ومنهم من درس بالمدارس العامة، ومن هنا جاء حكمي، الدولة أعزها الله حريصة على تعليم كتاب الله وتعلمه بالطريقة الصحيحة، امتثالاً لتوجيه المصطفى عليه الصلاة والسلام بقوله « خيركم من تعلم القرآن وعلمه» يا ترى ما أسباب تدني مستوى أغلب خريجي هذه المدارس؟ ومن يلقي اللائمة على من؟ يبدو والله أعلم - وهذه وجهة نظري بالطبع - أن ثمة مشكلة في تبعية هذه المدارس، فإذا كان المجتمع يعاني من مخرجات التعليم العام التابع لوزارة التربية والتعليم من خلال المستويات المتدنية والمخيفة للطلاب، خاصة بعد فرض عملية التقييم ( التي جابت العيد!!) بدلاً من الاختبارات الشفوية والتحريرية، فماذا يأمل من مخرجات مدارس تحفيظ القرآن، تصوروا أن بعض - وليس كل - مدرسي مدارس تحفيظ القرآن الكريم لدينا - كما رأيت بأم عيني ونقله لي أبنائي - لا يتحلون بالسمات المطلبة لمعلم كتاب الله، لا شكلاً ولا تخاطباً، وفاقد الشيء لا يعطيه، مدارس تحفيظ القرآن الكريم تصرف عليها الدولة ميزانية كبيرة وتدعمها لوجستياً، ولا أدل من صرف مكافآت لطلابها من الابتدائي وحتى الثانوي، ترجو من خلالها الارتقاء بمستوى طلابها، ليصبحوا لبنات صالحة، لكن واقعها الحالي لا يسر، مقارنة بحلقات تحفيظ القرآن الكريم التي أينعت ثمارها وتفوقت على مدارس تحفيظ القرآن النظامية، لكم أن تروا الفروقات بين هذه المدارس وهذه الحلقات! دعونا نقولها بمرارة، وزارة التربية والتعليم لديها ما تنوء بحمله الجبال، وهذه المدارس تحتاج لكبير عناية «متخصصة» لا أعتقد أنها متوفرة في وزارة التربية والتعليم في أسلوبها، وأظن وليس بعض الظن إثم أن الموقع المناسب لمدارس تحفيظ القرآن الكريم النظامية بالمملكة هو في حضن (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ) وأعتقد أنه يشرفها ذلك الحمل الشريف، وحق لها أن تفتخر به، لتكون هذه المدارس صنو المعاهد العلمية، لتروا المخرجات السارة، وستذكرون ما أقول لكم،أطرح هذا الرأي وليس فيه البتة، إقلالاً للأدوار الحثيثة والاجتهادات التي تضطلع بها وزارة التربية والتعليم في بلد واسع، يعد قارة بذاته، لكن بقدر دواعي القرب من جهة التخصص، ورغبة للنتائج اليانعة، وتناغماً مع توجهات الدولة النبيلة رعاها الله، ولا أعتقد أن ذلك يغيظ إخواننا وأحبتنا في وزارة التربية والتعليم، طالما أننا في مركب واحد نسعى لتحقيق هدف واحد، نتاجه جيل قرآني متمكن، يخدم مجتمعه وأمته...ودمتم بخير.

dr-al-jwair@hotmail.com
 

وقفة مع «مدارس تحفيظ القرآن»!
د. محمد أحمد الجوير

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة جريدتي الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة