ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Thursday 14/06/2012/2012 Issue 14504  14504 الخميس 24 رجب 1433 العدد  

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

           

حسن نصر الله كان في عيون بعض العرب، وبعض السعوديين أيضاً، البطل الفذ الذي طرد الإسرائيليين من الجنوب اللبناني، والخطيب المفوه، والقائد المحنك، والسياسي الداهية الذي يعرف من أين تؤكل الكتف. هذا البطل المزعوم في عيون مؤيديه والمطبلين له والمعجبين به، تحوّل (فجأة) إلى مجرم آخر، لا فرق بينه وبين بشار الأسد، يأتمر بأوامر الإيرانيين، ويتلقى منهم أوامر قتل السوريين، وسحق الثورة، فيُنفذ. وكنت أتابع على اليوتيوب لقطة مُعبرة لما وصل إليه نصر الله وحزبه من قيمة (متدنية) على المستوى الشعبي العربي.. أراد مندوب (محطة المنار) التابعة لحزب الله أن يُجري لقاءات مع بعض المتظاهرين في ميدان التحرير، فلما علم المتظاهرون أنه يمثل المنار، تحلقوا حوله وصاروا يهتفون بلهجة عامية مصرية: (الكداب أهوه)، فهربَ وتخلص منهم ومعه مصور القناة بشق الأنفس. وكان نصر الله، قبل الثورة السورية يحظى بشعبية واحترام كبيرين في مصر، وكان محل تمجيد وتكريم يندر أن يناله أحدٌ من خارج مصر؛ حتى أن ابن الشيخ القرضاوي، واسمه على ما أظن (عبدالرحمن) كتب فيه، وفي الإشادة به، عدداً من القصائد، وقيل إنه من فرط إعجابه به وببطولاته، ترك مذهبه ومذهب أبيه، و(تشيّع).. وكان المرشح السابق للرئاسة في مصر (محمد سليم العوا) يُدافع بكل قوة عن حسن نصر الله بمناسبة ومن دون مناسبة، ويتلمّس له ولتجاوزاته الأعذار، ويُقلل من اختلافنا معه؛ فقد سبق أن قال بالحرف، وهو موجود وموثق على اليوتيوب: (سب حسن نصر الله للصحابة لا يُنقص من مكانته, وصداقتي له شرف), وأضاف: (خطأه عليه وصوابه لنا)؛ أن تسب وتشتم أي شخص لمجرد الاختلاف معه لا يُؤهلك إطلاقاً لأن تكون إنساناً محترماً، فماذا إذا كان من تسبهم رموزاً دينية لدى من يشاركونه المواطنة، أو القومية التي يدّعي أنه يحافظ عليها؟.. ولا أدري هل مازال العوا (يتشرّف) بصداقة نصر الله الذي ولغ في دماء السوريين حتى أطفأ أحقاده، أم أنه غيرّ رأيه، وأقر بأن (صديقه) الذي كان يُفاخر بصداقته ويتشرف بها ليس إلا عميلاً مأجوراً لطهران!

وكان القوميون العرب بجميع أطيافهم وتشكلاتهم، بعد أن أفلسوا، وأفلس مشروعهم، وسقطت جميع رموزهم، وثبت فشلهم، قد وجدوا في حسن نصر الله وحزبه (الملاذ)، وربما العزاء؛ خاصة بعد أن انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان، وقَدّمَ هو وحزبه ومن خلفه إيران انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني على أنه (هزيمة) سببها مقاومة حزب الله، فرفعوا من شأنه، واعتبروه بمثابة (الفارس العظيم) والمنتصر الأكبر والقائد الفذ الذي جاد به الزمان أخيرا؛ هؤلاء أُسقط في أيديهم اليوم؛ فبطلهم بالأمس الذي لا يُشق له غبار تحول اليوم إلى (دراكولا) يمص دماء السوريين، وتسحقهم كتائبه التي يقول إنه كان يُعدها لتحرر فلسطين، وإذا بها تتجه شرقاً لتقتل السوريين وتسحق ثورتهم؛ فلم يستطع حتى من كانوا يدافعون عنه (بتعصب) إلا أن يُسلموا أنهم بالفعل كانوا مخدوعين به، وأن موقفه الداعم للسفاح الأسد لا يمكن تبريره.

حسن نصر الله وحزبه، لا يُعاني الآن من سقوط شعبيته عند الجماهير العربية فحسب، وإنما من مستقبل غامض لا يدري إلى أين سينتهي به وبحزبه، فمصيره مرتبط بمصير بشار الأسد ونظامه.

إلى اللقاء.

 

شيء من
حسن نصر الله.. الخاسر الأكبر!
محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة جريدتي الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة