ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Thursday 14/06/2012/2012 Issue 14504  14504 الخميس 24 رجب 1433 العدد  

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

           

كنتُ قد بدأت منذ انتهاء موسمنا الرياضي، وتحديداً الكروي منه، سلسة مقالات تبيّن أين مكمن (المعوقات)، ولن أقول معوّقا واحدا أو أكثر؛ لأنها في المجمل بالعشرات إن لم تكن بالمئات، تلك المعوقات التي تضع (كرتنا في مهب الريح)؛ وبالتالي لا يجب أن (نجر الصوت) ونملأ الدنيا صراخاً وعويلاً قبل أن نكشف من داخل أروقة الاتحاد السعودي لكرة القدم والرئاسة العامة لرعاية الشباب (أسباب ومسببات) خراج المؤسسة الرياضية والشبابية السلبي.. المؤسسة التي حمَّلتها العديد من الجهات الرسمية وغير الرسمية ما لا تحتمل، وهو الأمر الذي فقدنا إثره رجلاً خبيراً وشاباً طموحاً بهامة نواف الشباب والرياضة.

أول المعوقات.. المال.. عصب الحياة

فمن مبدأ.. «ألقاه في البحر ثم قال.. إياك.. إياك.. أن تبتل بالماء».. نقول: من يراجع مقررات الميزانية العامة للدولة يجد دون حسابات مُعقدة أن الـ110 مليارات ريال المقررة للتعليم نسبتها 26% من الموازنة العامة للدولة, وهي نسبة مرتفعة وتعكس التوجه الراشد للحكومة - حفظها الله - في تسليح أبنائنا وبناتنا بالعلم والمعرفة.. وهذا بالطبع أمر في غاية الإيجابية ولا يكاد يختلف اثنان على سلامة منهجه ورُقي غايته, لكن إذا ما تأملنا أن منهم في عُمْر (التعلم والمعرفة) هم فئة الشباب، الذين يُشكلون نسبة فاقت الستين في المائة من سكان المملكة، بآخر إحصائية رسمية للدولة يجعلنا بكل بساطة نتساءل: وكم ميزانية هذا القطاع المسؤول عن أكبر شريحة مجتمعية؟! وهل ما يُرصد في هذا الجانب يجعلنا نأمل حقيقة في (خراج) مُبهج لرئاسة تُعنى بأمر الشباب والرياضة، ومعها (أم المواجع) كرة القدم اتحاداً ولجاناً وأندية ومنشآت و.. إلخ.

لا تستغربوا إذا ما قرأتم أن كامل ميزانية الرئاسة العامة لرعاية الشباب وما يتبعها في قطاع الرياضة هي (مليار ومائتا مليون ريال).. بحسبة بسيطة أخرى لا تضيف مقارنة فيما يُصرف على التعليم ومن ثم (الرعاية) بقدر ما تجعلنا في حيرة من أمرنا، هل القطاع الأهم مجتمعياً ممثلاً في شقه الشبابي والرياضي وفالجه الذي لا يعالج (كرة القدم) لا يستحق أكثر من نسبة لا تصل جبراً ولا كسوراً.. للواحد في المائة مما يُصرف للشريحة ذاتها في جانب التعليم؟

وزعوها أنتم.. ثم احكموا

وقبل أن أذهب لمعوقات أُخر يشيب لها الغلمان سأدعو (المُنظرين كافة) من (غير) المختصين من (اعماميين مع الخيل يا شقرا).. أدعوهم إلى الدخول في (مزايدة.. تصريف الموازنة). ولعل من يطبق فاهه ويكتب (كراسة سحرية تجعل من خراج الرئاسة واتحاد الكرة أفضل مما عُمل ويُعمل إلى الآن).. هل تعلمون أن ما شهدته الموازنة الأخيرة - وهي (الأفضل تاريخياً) - لا تصل لمستوى (سد العجز المالي) في المنظومة الرياضية؟! هل تُدركون زيادة اللجنة الأولمبية السعودية التي تُصرف على مثيلاتها في العديد من الدول التي دون أدنى شك ستسجِّل حضوراً فعّالاً في أولمبياد لندن بالمقارنة مع (عشرة ملايين ريال فقط) للجنتنا الأولمبية السعودية؟!.. هل تتخيلون أن إعانات الأندية لم تتحرك أكثر من سبعة ملايين ريال لتصل لـ 57 مليوناً بعد أن كانت 50 مليون ريال لعدد 153 نادياً في المملكة..؟!! وهل تتوقعون أننا سنحصل على احتراف حقيقي يرفع (تسلط) داعمي أنديتنا وزيادة إعانة الاحتراف لم تزد أكثر من مليونين ونصف المليون؛ لتصبح 27 مليوناً.. ثم لتسجل ميزانية (ثلاثة ملايين ريال) تحت بند إعانة الهيئات الرياضية المختلفة مُجتمعة؟

ثاني المعوقات.. دعم لوجستي مفقود

لن أزيد بلغة الأرقام ما يُظهر الشق والبعج في عناء (رعاية شبابنا ورياضتنا وكرتنا) بل أدعو (الرعاع) إلى الصمت أمام الحقائق؛ لأضيف أن هناك في أساسيات العمل الناجح ما يُعرف بالدعم (اللوجستي)، وهو ما دعاني لدعوة نواف بن فيصل للعودة لاتحاد الكرة، ليس لتحقيق معادلة تقلب الموازنة بل لاستخدام (حنكة وحكمة) تسمحان لسموه دون غيره بتصحيح الأمور، وهنا سأضرب مثالين اثنين علَّهما يكفيان لأولي الألباب في التبصر في نجاعة ما ذهبت إليه.. أولهما موقف سموه بمخاطبة المقام السامي للتكفل مباشرة بتحمل عقد (ريكارد)، الذي لو جلسنا (بالبلدي) ألف عام حتى نوفره من ميزانية الاتحاد لما حصل ذلك.. وثانيهما تدخل سموه مباشرة في إعادة صياغة قرار كان يقضي بعودة ريع الأراضي (أراضي الأندية) وممتلكاتها ومنشآتها في مشروع الخصخصة لميزانية وزارة المالية, لولا تدخل سموه بجاهه وحكمته وبُعد نظرة؛ ليُعدل صيغة القرار لصالح مشروع الخصخصة الذي يدعمه سمو الأمير نواف بكل قوة إيماناً منه بسلامة التوجُّه لحل معطلات ومعضلات (الدعم الحكومي)، على الرغم مما يواجهه سموه في هذا المشروع من قطع (الدعم اللوجستي) من قِبل داعمين في الأندية يريدون (الخصخصة) على شاكلة المحميات المطورة للأملاك الخاصة.

معوقات أُخَر..

منها ما يتمثل في الجانب الرسمي للجهات التي (يُفترض) فيها دعم الرئاسة وبخاصة بتنفيذ مشروعات (تُظهر) في تأخرها (تقصيراً) يُنسب لـ(الحيطة المايلة) (رعاية الشباب واتحاد الكرة)؛ فيجعجع الإعلام ويُدين الرأي العام من لا يجب أن يُدان.. هل تعلمون أن بعد استقالة سمو الأمير نواف بيومين فقط تم اعتماد صرف مستحقات الأندية، التي جفت معها مداد مكاتبات الرئاسة العامة لمخاطبة الجهات المسؤولة؟.. هل تعلمون أن هناك من يُنفر (الرعاة وشركات الاستثمار) من العمل الرياضي بتأخير مستحقات المشروعات أو النصح بالابتعاد عن العمل في القطاع الرياضي والكروي منه تحديداً؟.. هل تعلمون أن إعانة النقل التلفزيوني حفظت 50 % لتصل لـ150 مليوناً، ولم يطلع رئيس ناد (حقيقي أو صوري) للاعتراض أو مجرد السؤال لماذا حصل هذا؟.. فيما نراهم يستصرخون على موضوعات هامشية لا تزيد الشارع الرياضي إلا اشتعالاً وجهلاً بكل أسف.

يشهد الله أن ما تقرؤون لا يهدف لأكثر من (إصلاح.. الممكن)، وإنارة الرأي العام وتنويره.. وإلا فموضوعات (الرعاع) لها خبراؤها ومن ثم لها مُريدوها ومرتادوها من باب.. «لكل ساقطة.. لاقطة».. والله من وراء القصد.

ضربة حرة

ومن يتهيب صعود الجبال.. يعش أبد الدهر بين الحُفَر

 

بصريح العبارة
إياك.. إياك.. أن تبتل بالماء
عبدالملك المالكي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة جريدتي الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة