ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 21/06/2012/2012 Issue 14511 14511 الخميس 01 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

 

الوطن يودع ولي العهد أمير الأمن
محمد بن سكيت النويصر

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بعد الصلاة عليه في الحرم المكي الشريف ودَّع الوطن واحداً من قادته وقاماته، إنه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي وافاه الأجل المحتوم خارج المملكة، حيث نعاه أخوه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله، جاء ذلك في بيان أصدره الديوان الملكي. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وجزاه عن الإسلام والوطن وأبنائه خير الجزاء، وجعل ما قدَّم خلال سنوات عمره في ميزان حسناته.

- الفقيد - رحمه الله- تتلمذ وتخرَّج من مدرسة والده الملك عبد العزيز آل سعود - طيَّب الله ثراه- وعاضد وساند إخوانه ملوك المملكة بدءاً بسعود وانتهاءً بالملك فهد رحمهم الله. وشدَّ من أزر أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - مدَّ الله في عمره على عمل صالح.

- الفقيد تقلَّد عدة مناصب قيادية منذ نعومة أظفاره وكيلاً لأمير الرياض وانتهى بولاية العهد إضافة إلى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.

- الفقيد - رحمه الله- تقلَّد منصب وزارة الداخلية قرابة 36 عاماً، حيث كان يحمل همَّ الأمور الداخلية في الوطن إضافة إلى مشاركاته الخارجية.

- الفقيد - رحمه الله- عالج بحكمة وحنكة وحزم تلك الفترة التي مرّت بها المملكة وهي تكتوي بنار الإرهاب ذلك الغول المخيف، حيث جنح بعض أبناء الوطن عن الجادة وتلوَّثت أفكارهم بذلك الفكر الدخيل والبغيض وراحوا معاول هدم وتخريب وتخويف وترويع لأبناء الوطن ومن يقيم فيه فأخذ على عاتقه معالجة ذلك الداء، وبحمد الله وضع له العلاج المناسب وصارت المملكة قدوةً للدول الأخرى التي اكتوت بنار ذلك الغول البغيض، لأنه - رحمه الله- اتصف بالحكمة والتروّي ودراسة الأمور من كافة جوانبها قبل أن يتخذ قراراً حول ذلك الإرهاب، والفكر المنحرف.

- الفقيد - رحمه الله- عالج الإرهاب بفكر صحيح مضاد، حيث تم تصحيح المفاهيم الخاطئة ووجّه - رحمه الله- بتكثيف الجهود لمحاربة ذلك الفكر المنحرف الضال وشاركت الجهات الحكومية ذات العلاقة بتلك الحملة حتى زالت تلك الغشاوة التي حالت دون بعض الناشئة وسلوك طريق الصواب.

- الفقيد - رحمه الله- أكَّد من خلال مشروع المناصحة أن التوجيه والإرشاد والتوعية شيء مهم وأكيد لمحاربة ذلك الفكر المنحرف، فجاء برنامج المناصحة لأولئك الموقوفين في وقته وعالج كثيراً من الانحرافات والضلالات التي تعلّق بها أولئك الموقوفون وكثير منهم - بحمد الله- رجع إلى رشده وعاد إلى صوابه وتعهد بأن يكون عضواً عاملاً نافعاً في وطنه.

- الفقيد - رحمه الله- شدّ من عضده وسانده في كل ذلك سمو نائبه وسمو مساعده للشؤون الأمنية، حيث كانت الجهود كبيرة والمهام جساماً وقد تحقق للوطن وأبنائه كل الخير وساد الأمن واستقرت الأحوال واطمأن الناس بأن القيادة واعية والمتابعة مستمرة والعيون الساهرة لا تنام بدءاً بأمير الأمن نايف بن عبد العزيز - غفر الله له- وانتهاءً برجال الأمن في كل قطاعاتهم فجهودهم مشكورة وبذلهم لا ينكر وتضحياتهم حظيت باهتمام القيادة وأبناء الوطن.

- الفقيد - رحمه الله- كان محباً للخير باذلاً له وهكذا ولاة أمرنا، الخير والعطاء والبذل يسير في ركابهم، هكذا رباهم الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود غفر الله له.

- الفقيد - رحمه الله- رغم مهامه الجسام داخل الوطن، حيث كان يتولى ويشرف على شؤون الأمن في الوطن فهناك رئاسته - رحمه الله- لعدة هيئات ولجان لا يتسع المجال لذكرها رغم كل ذلك كانت مشاركاته الخارجية سواء على مستوى العالم العربي أو الإسلامي أو العالمي، فعطاؤه - رحمه الله- لا يقف عند حد.

- الفقيد - رحمه الله- يرعى وينفق على المسابقات القرآنية والسنَّة النبوية والتي يتنافس عليها الطلاب والطالبات، حيث يتم رصد الجوائز القيّمة لتلك المسابقات ويحضرها بنفسه ما سمح بذلك وقته. غفر الله له.

- الفقيد - رحمه الله- يكفيه أنه أحد قامات الوطن وشبل ذلك القائد الفذ الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه- فحب ذلك القائد وأبنائه وأحفاده نشأ وترعرع عليه أبناء الوطن وبناته، والشواهد ظاهرة فها هم أبناء الوطن كل منهم يعزي الآخر بفقد نايف بن عبد العزيز، وكل منهم يهوّن المصاب الجلل الذي أصاب الأمة.

- الفقيد - رحمه الله- رحل عنا وقد ترك سجلاً حافلاً بالعطاء والبذل وحسن الإدارة والحنكة والحكمة والحزم لأنه ابن الوطن وعاش وترعرع فيه حبه وأحب أهله وأبناءه، نايف بن عبد العزيز - رحمه الله -كان يعيش الوطن العزيز (المملكة العربية السعودية) بكله وذلك لا يحتاج إلى برهان.

الفقيد - رحمه الله- ونحن نودعه وهو يلاقي ربه في نهاية حتمية على كل حي {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ }، عزاؤنا لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أمد الله في عمره- والأسرة المالكة الكريمة والوطن وأبنائه وبناته صغاراً وكباراً نساءً ورجالاً، بل يمتد العزاء إلى العالم العربي والإسلامي والعالم أجمع.

فنايف بن عبد العزيز - رحمه الله- لم يكن للوطن فقط، بل كان عالمياً بما تحمله الكلمة من معنى، وهذا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أكبر دولة في العالم يثني عليه في تصريح نقلته وسائل الإعلام.

الفقيد الغالي رحمك الله، نم قرير العين، فقد قدمت الكثير والكثير وحبك ومودتك في قلوب الجميع وأبشر بالخير والوطن وأهله بخير وعافية ما دام صوت الحق يعلو مآذن الحرمين الشريفين ومساجد الله في كل الوطن، والخير فيمن بقي من ولاة أمرنا.

الفقيد الغالي، ودعناك رب كريم رحمن رحيم ارحم بنا من الوالدة بوليدها.

الفقيد الغالي ندعو الله أن يغفر لك ويسكنك فسيح جناته. إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة