ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 21/06/2012/2012 Issue 14511 14511 الخميس 01 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

 

ثلاثة مواقف لي... مع الأمير نايف
عوض مانع القحطاني

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نايف بن عبدالعزيز... رحمك الله... وليس لك منا... ونحن على باطن الأرض إلا الدعاء والرحمة... عرفناك إنسانياً عطوفاً.. عرفناك حازماً... عرفناك عند الشدائد رجلاً قوياً... عرفناك تسهر الليالي من أجل الوطن... والمواطن... عرفناك كارهاً لكل من يخدش الوطن.

لكل صحفي طموح... والطموح أن تتحدث مع الكبار، الطموح أن تجري حواراً أو تحصل على تصريح قوي من شخصية مرقوقة.

منذ أن التحقت بالصحافة عام 1396م وأنا أحرص على أن أحصل على سبق صحفي.. وبالفعل توجهتُ إلى إحدى المناسبات التي كان يرعاها سمو الأمير نايف -رحمه الله- وهي افتتاح مشروع إسكان منسوبي القوات الخاصة في أم الحمام... لم يكن في هذه المناسبة إلا الوكالة والتلفزيون وأنا من صحيفة الجزيرة... كنت قد أعددت بعض الأسئلة مسبقاً... فوجدت فرصة وسلمت على سموه... وقلت هل تأذن لي بطرح هذه الأسئلة... قرأها.. وقال رحمه الله: خير... ولكن من الأفضل أن تعيد الأسئلة بعد الجولة فلربما تحصل على معلومات جديدة وعلى ضوئها تضع السؤال... وبالفعل استمررت في الجولة مع سموه وخرجت بأسئلة مغايرة لما عندي، وأجابني سموه على كل سؤال، وكانت باكورة عملي الصحفي... وكانت بمثابة فرحة كبيرة لي وأنا أقابل رجلاً عظيماً مثل الأمير نايف، وكانت توجيهاته لي نبراساً تعلمت منها الشيء الكثير في حياتي الصحفية. منذ ذلك الحين وحتى الآن وأنا أعتز بهذه التوجيهات...

وخلاصة الكلام أن سموه علمني من خلال هذا الرد بأنني لابد أن أكون مُلماً عن المناسبة... وعرفت كيف عاملني بهذا الأسلوب الذي يعود عليَّ بالمنفعة وكيف أطور نفسي..

الموقف الآخر عندما كان سموه مع الملك عبدالله في زيارة لمنطقة عسير -آنذاك كان ولياً العهد- وكان سموه حاضراً والناس يعرضون ويحتفلون، وكان ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية مع الناس وبين الجمهور، وعندما اتجه سموه إلى سيارته لحقتُ به وقلت: سمو الأمير ماذا يعني لكم هذه اللحمة وهذه الأخوة بين القيادة والشعب؟ رد سموه مبتسماً: ماذا تعني لك أنت كصحفي..؟ فقلت تعني لي الشيء الكثير، فقال سموه: ما دمنا على هذا الحال فنحن بخير... العلاقة مع الشعب علاقة مزروعة في القلوب، فنحن من هذا الشعب والشعب منا وكلنا جميعاً خدام للدين والوطن، وإذا تمسكنا بهذا الحب وهذه الوحدة والتلاحم فلا خوف علينا.

الشيء المفرح بأن الأماكن لم تعد مقتصرة على سكانها، فهناك من أبناء الجنوب من يخدمون وطنهم في الشمال والشرق والغرب، وهناك من أبناء الشمال أو الشرق أو الغربية من هم في الجنوب، وهناك تماذج في العلاقات بين المواطنين، وهذه نعمة أنعم الله بها علينا، فالملك عبدالعزيز -رحمه الله- وحَّد هذه البلاد على الأخوة واللحمة الصادقة.

تصوروا ما أبلغ هذه الكلمات وهذه العبارات التي قالها نايف بن عبدالعزيز رجل الأمن... ورجل الوطن ورجل الإنسانية.

الموقف الثالث:

توجهتُ لسمو الأمير نايف وهو يحضر المهرجان الوطني للتراث والثقافة فسلمت عليه... وقلت أنا فلان من الجزيرة، فقال جزيرة قطر.. ولا جزيرة السعودية؟ -وهو يقولها مداعباً... وطرحت عليه سؤالاً عن ما تبثه القنوات الفضائية وأثرها على المجتمع... فقال في كلمات معدودة: القنوات فيها الخير... وفيها الشر... من أراد الخير سيجده.. ولكن تحصين أنفسنا وأبنائنا مسؤولية كبيرة.

ختاماً فقدنا نايف ولكن لن ننسى أخلاقياته وتعامله مع أبناء الوطن... لأنك عندما تقابله تشعر أنك أمام رجل عظيم بأخلاقه وتعامله مع الصغير والكبير... وهو يحمل فكراً ثقافياً.. وكان محباً للصحفيين ويحب أن يداعهم ولم يرد يوماً من الأيام أي صحفي بل يجاوب على ما يطرح عليه.. رحمك الله أبا سعود.

* محرر بالشؤون المحلية (الجزيرة)

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة