ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 23/06/2012/2012 Issue 14513 14513 السبت 03 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

      

ليس بالأمر الهين فقدان رجل دولة بحجم سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز؛ رحمه الله؛ لا اعتراض على قضاء الله وقدره؛ فلله ما أعطى ولله ما أخذ؛ ولكل أجل كتاب؛ إلا أن فراق رجل بقامة الأمير نايف، يترك فراغاً في النفوس وحُزنا في القلوب، كيف لا وهو المنشغل بخدمة دينه، ومليكه، ووطنه لأكثر من نصف قرن؛ لم يكل فيها ولم يشتكي عظم المسؤولية وحجم العمل الذي تنوء بحمله العصبة من الرجال. نجاحه في تحويل وزارة الداخلية، والقطاعات الأمنية إلى مؤسسات تُدار بشكل احترافي سيسهل عملية انتقال القيادة والمسؤولية بسلاسة، وسيدعم استمرارية النهج الأمني على قوته وثباته وهذا ما بدا واضحاً منذ إعلان وفاته رحمه الله. تجهيز الصف الثاني لتولي القيادة أمر مهم، وبناء الجهاز الأمني على قواعد مؤسسية تضمن البقاء واستمرارية العمل بكفاءة، وإحداث التطوير المستمر كان ديدن الأمير الراحل، وهذه من صفات القائد الاستثنائي.

نُرَكِز كثيراً على الجانب الأمني في حياة الأمير نايف، إلا أن ولي العهد وزير الداخلية كان مثقلاً بحمل ملفات متنوعة، ومتابعة قضايا متشعبة خدمة للوطن والمواطنين. عادت بي الذاكرة إلى العام 2006 بعيد انهيار سوق الأسهم؛ كنا نترقب التعليق والمؤازرة من الفريق الاقتصادي فإذا بها تأتي من وزير الداخلية؛ الذي شعر بحجم الكارثة المالية التي ستقود إلى كوارث أمنية واجتماعية لا حصر لها. تابع الأمير نايف قضية سوق الأسهم من جوانب مختلفة وكان قريباً مما حدث، وطرح آراء شفافة شكلت سابقة في التعامل مع السوق المالية، وأحدثت صدى لدى المستثمرين.

حمل ملف البطالة، وانشغل بها كثيراً، حتى أصبحت همه الأول؛ كان يعتقد أنها بداية للمشكلات الأمنية والاجتماعية، لذا لم أتفاجأ من تصريحات وزير العمل؛ المهندس عادل فقيه؛ لجريدة «الاقتصادية»، والتي ذكر فيها أن الأمير نايف بن عبدالعزيز؛ رحمه الله؛ أوصى «المسؤولين على قطاع توطين الوظائف في السعودية ببذل أكبر جهد ممكن لتوظيف أبناء وبنات الوطن في مختلف المجالات»؛ معالجة البطالة كانت آخر وصاياه لوزير العمل حين التقاه في جنيف قبل وفاته، رحمه الله.

يرجع للأمير نايف، الفضل بعد الله سبحانه وتعالى، في الإزدهار الاقتصادي الذي تعيشه المملكة؛ فلولا الله ثم الأمن، لما نعمنا بخيرات النفط التي مَنَّ الله بها على هذه البلاد وأهلها. العمليات الأمنية الاستباقية أسهمت في تحصين قطاع النفط، المحرك الوحيد للاقتصاد، من العمليات التخريبية التي اجتهدت لضرب الاقتصاد، ووقف التدفقات المالية المتأتية من تصديره، وإحداث تأثير في سياسة الإنفاق التنموية وبما يتسبب في زعزعة الأمن والاستقرار.. حماية قطاع النفط من هجمات الارهاب أسهم في تحقيق الازدهار الاقتصادي الذي نعيشه اليوم؛ وأسهم أيضاً في إقصاء شياطين الغرب من التدخل في مقدرات الوطن وأمنه تحت ذريعة «حماية منابع النفط».

رحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته فقد كان رجل دولة ودين؛ ورجل أمن وأقتصاد، أفنى عمره في خدمة وطنه وقدم كل ما لديه من أجل رفعتها، ومنعتها؛ تقلد الأمانة وحفظها، ولم يجزع من مسؤولياتها العظام؛ حتى توفاه الله؛ نسأله تعالى له الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وأن يجزيه عما قدم خير الجزاء؛ وعزاؤنا الصادق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإخوانه، ولأبنائه وبناته وللأسرة المالكة وللشعب السعودي النبيل.

f.albuainain@hotmail.com
 

مجداف
فقيد الأمة.. رجل الأمن والاقتصاد
فضل بن سعد البوعينين

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة