ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 26/06/2012/2012 Issue 14516 14516 الثلاثاء 06 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

      

في إيلاف الإلكترونية، وليس في الجزيرة التي نَشرتُ فيها المقال، أو جريدة الحياة التي ينشر فيها زاويته، كتب جهاد الخازن رداً على مقال كنت قد كتبته هنا في الجزيرة بعنوان (جهاد الخازن يقلب ظهر المجن). وقد جاء رده في إيلاف تحت عنوان (دونكشوت الرياض).

صدقني يا جهاد أنني لم أكتب مقالي آنف الذكر والذي أغضبك إلا لأنني كنت مُتألماً من موقفك المخجل والمهادن والزئبقي وغير الإنساني مما يجري في سوريا، ولاسيما وأنت تكتب في جريدة محسوبة على بلادنا وهذا بيت القصيد. كان واضحاً - يا جهاد - لي ولكثير من القراء أنك تتحدث عن سوريا وعن الأسد وشبيحته بلغة مائعة، تدور حول الفكرة بحذر، ثم تدعها دون حسم، تنضح بالزئبقية والمراوغة، أو كما نسميها نحن معشر الكتاب (الطريقة الرمادية) التي لا تدين أحداً، وتتعمد ألا تأخذ موقفاً واضحاً في أية قضية؛ فالكتاب الرماديون يقفون من الشيء ونقيضه على مسافة متساوية، حتى وإن كان هذان النقيضان الضحية والجلاد، أو بشار الأسد وشعبه، أو المملكة ودول الخليج من جهة وإيران من الجهة الأخرى، حتى يتدبرون استثماراتهم!

تقول في مقالك: (انتقادي تدرج مع زيادة القتل، حتى كانت مجزرة الأطفال فاعتبرتها نقطة اللاعودة).. معنى ذلك أنك قبل مجزرة الحولة، التي سميتها (مجزرة الأطفال) لم تجد في ما اقترفه بشار وشبيحته طوال سنة كاملة ما يستدعي الغضب، أو الإدانة، حتى جاءت مجزرة الحولة فانتفضت، وتحركت إنسانيتك.. يا جهاد: قبل تلك المجزرة كان عدد قتلى صاحبك أكثر من عشرة آلاف قتيل، فهل كان - بالله عليك - ثمة إمكانية (للعودة) كما تقول بعد هذا الشلال من الدماء؟؛ وهل هذا السفاح وأجهزة مخابراته لم ترتكب إلا مجزرة الأطفال كي يستيقظ ضمير السيد جهاد أخيراً، و(يتكرم) على السوريين بإدانة جزارهم!

وكل من بحث في مقالاتك وما كتبته عن سوريا منذ أن بدأت انتفاضة السوريين وحتى المقال الذي قلبت فيه لبشار ونظامه ظهر المِجَن؛ سيصل إلى ما وصلت إليه، وهو ما اعتبرته واعتبره غيري (تغيّراً) جديراً بالكتابة عنه، فطالما أنك أنت الذي تَحسِب توجهات الرياح، وتتوجس مخاطرها، تخليت عن بشار، وعن الاستثمار فيه، وانحزت للشعب السوري أخيراً، فهذا مؤشر يدل على أن بشار أصبح أضعف من أن يخشاه أو قل: أن يستثمر فيه حتى (جهاد)؛ هذا إذا لم يكن هناك - طبعاً - سبب آخر؛ يكفي أن تعرف أن مقالك سالف الذكر اعتبره - أيضاً - كثيرٌ من المغردين في (تويتر) دليل كاف على أن بشار ساقط لا محالة، واستدلوا بموقفك أخيراً من نظامه، ففي رأيهم عندما تهرب أنت من سفينة بشار - كما غرّدَ أحدهم - فليس أدل على ذلك من أن الرياح ستُغرِق السفينة وربانها؛ أما القيم والمبادئ فآخر من يتحدث عنها هو أنت، وأنت بالتحديد.

وأتذكر بالمناسبة قصة تروى عن أحد الكتاب الصحفيين من عرب الشمال. يقولون: إن إحدى دول الخليج طلبت من كاتب صحفي أن يزورها، ودسّمت (شواربه) وكان قبل الزيارة يشتمها وينتقدها بسبب أو من دون سبب فتوقف. وعندما طلبوا منه أن يشن هجوماً على دولة كان بينها وبين من (دسموا) شواربه خصومة، على اعتبار أنهم الآن أصبحوا (أصحاب) رَفَض، ورد عليهم: ما قبضنه كان ثمناً للسكوت، أما الهجوم فسعره أغلى، ورفض أن ينتقد حتى يقبض!

وقبل أن أختم أقول: الخازن هذا يُعرف في أوساط الكتاب والصحفيين السعوديين باسم (ملهّي الرعيان).. وملهي الرعيان طير صحراوي (نصف جارح)، مُهاجر، يُسمى في صحارينا بهذا الاسم عندما يَعبرها شتاء مُتّجهاً إلى الشمال، واسمه العلمي (Caprimulgus Aegyptius)، وهو طائر يظنه الراعي في الصحراء طيراً ذا شأن وقيمة، فيطارده بغرض صيده، وعندما يعرف متأخراً حقيقته، يكتشف أنه أضاع وقته فيما ليس له قيمة.

إلى اللقاء.

 

شيء من
جهاد الخازن أو (ملهّي الرعيان) يرد!
محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة