ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Wednesday 27/06/2012/2012 Issue 14517 14517 الاربعاء 07 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

 

فقيد الوطن... الفارس النبيل
أحمد فهد الحمدان

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فقدت المملكة العربية السعودية والأمتين العربية والإسلامية واحداً من أخلص الرجال لدينه ووطنه وأمته، أدى رسالته في الحياة على خير وجه. وكان رمزاً للعطاء والعمل والإخلاص، ولذا فالكلمات تعجز عن تجسيد مرارة الحزن والألم التي عصرت القلوب برحيل رجل بحجم ومحبة الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي يمثل مدرسة إدارية وخيرية وأمنية متشعبة في شتى مناحي الحياة ليشهد بها الجميع.

كما كان لسموه -رحمه الله- دوره في صناعة الأساسي للحكم ونظام المناطق وتجفيف منابع الإرهاب حتى أصبحت المملكة النموذج المثالي على مستوى العالم في الهدوء والاستفزاز فبحكمته وحنكته وخبرته صارت هذه البلاد في أمن وأمان يفد إليها المسلمون من شتى بقاع الأرض بفضل رمز من أكبر رموز الأمة، قائداً نذر نفسه وجل حياته ولرفعة أمته، كان جواداً معطاءً محباً للخير باذلا لدينه وعقيدته، جواداً كريماً إن المسؤوليات الجسام الذي كان يتولاها الفقيد فقد كلف منذ نعومة أظفاره في العديد من المسؤوليات وكيلا إن المسؤوليات الجسام الذي كان يتولاها الفقيد. فقد كلف منذ نعومة أظفاره في العديد من المسؤوليات وكيلاً لإمارة منطقة الرياض في عام 1371هـ وأميراً لمنطقة الرياض في عام 1374هـ وفي عام 1390 عين نائباً لوزير الداخلية وفي عام 1395هـ عين سموه بمنصب وزير دول للشؤون الداخلية صدر الأمر الملكي الكريم بتاريخ 8-10-1395هـ بتعيينه وزيراً للداخلية ثم ولياً للعهد رحمه الله ولذا لن نفي الفقيد الغالي وابن الوطن البار ورجل الأمن الأول حقه فقد كان نعم القائد ونعم العين ونعم المساند عمل بكل جهد وتعب من أجل هذا الوطن الغالي.

لقد كان سموه -رحمه الله- وسط جنوده البواسل يشد دائماً على أيديهم ويقدر تضحياتهم دفاعاً عن تراب الوطن الغالي. حريصاً دائماً وفي جميع المناسبات على أن ينقل إليهم شخصياً تحيات خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- وهم في مواقعهم على الحدود وفي كل مكان ليصبح صاحب منظومة أمنية محترفة ومؤسسا لنهج أمني جعل أرض الحرمين الشريفين واحة الأمن والأمان والهدوء والاستقرار وما مجلس وزراء الداخلية العرب الذي أسسه الأمير نايف يرحمه الله إلا نموذجا يحتذى به في العمل العربي المشترك بعد أن تم اختياره لسنوات عديدة رئيساًَ لمجلس وزراء الداخلية العرب بترشيح من وزراء الداخلية العرب. ليتم في عهده إنجاز العديد من الإستراتيجيات على مستوى الدول العربية. من ضمنها مكافحة المخدرات ومجلس وزراء الداخلية العرب وجامعة نايف وغيرها ليؤسس الكثير من النظريات والمنظومات الأمنية التي استفادت منها الأمتين العربية والإسلامية.

ولأن الأمير نايف يرحمه الله مكان مهتما بالمنظومة الأمنية من خلال معالجات فكرية تعتمد على علاج الفكر بالفكر والدراسات وأجدى من غيره عبر العديد من الأفكار والرؤى ولذا تمت الموافقة على:

- تأسيس إدارة خاصة في عام 1427هـ/2007م تحت مسمى إدارة الأمن الفكري ضمن تنظيم وزارة الداخلية الإداري.

- تأسيس وتمويل كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري لجامعة الملك سعود في عام 1428هـ/2008م.

- تمويل كرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في عام 1429هـ/2009م.

- تشجيع ودعم عشرات الدراسات والأبحاث الخاصة بظاهرة التطرف وارتباطاتها.

- تشكيل فريق عمل من أساتذة الجامعات لوضع خطط إستراتيجية للأمن الفكري العربي.

- تكليف فريق عمل كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري لوضع إستراتيجية وطنية شاملة للأمن الفكري في عام 1431هـ/2010م.

الأمير الفقيد نايف بن عبدالعزيز رجل دولة من الصعب أن يتم تعويضه بعد أن مزج كل خبراته وحنكته وحكمته لصالح الوطن فكان السد المنيع ضد كل أمر يمس الدين الإسلامي، ولذا فالموت غيب شمسا سعودية أضاءت بنورها الوطن ومسار المواطن. ومهما جاءت العبارات لن تتمكن من الوصول إلى ما يعطي الفقيد حقه لأن الوطن فقد واحداً من أعز رجاله، له من الإسهامات الكثير والكثير لعل أبرزها ما يشرف عليه بنفسه سنوياً على راحة وطمأنينة حجاج بيت الله الحرام. بصفته رئيساً للجنة الحج العليا تاركاً رصيداً لا ينضب من الصروح والأعمال والمنجزات التي تتحدث عن نفسها.

لقد كان لنا شرف لقائه من خلال جمعية الناشرين السعوديين أكثر من مرة فوجدنا منه سياسة القلب المفتوح والفكر المتميز وكانت لتوجيهاته وأفكاره يرحمه الله الكثير من النجاحات التي حققها الناشر السعودي في المحافل العربية والدولية باعتباره من حراس الكلمة النبيلة وخير سفير للمملكة في هذه المناشط الثقافية ليكونوا على مستوى الحدث دائماً.

إن الوطن فقد أحد أهم أبنائه الأوفياء، فقد الرجل الساهر على أمن الوطن. الرجل الذي هزم الإرهاب وهزم أعداء الوطن بحنكة وحكمة وهدوء ودراية.. لقد كان أميراً سياسياً عسكرياً حكيماً ملهماً أحبه الجميع وتعلقوا به لذلك كان وقع فقده مبكياً لنا.

إن وفاته فاجعة عظمى ومصيبة كبرى للوطن لأن مصابنا بالفقيد كبير وسيظل ألمه بالنفس. إلا أن ما يسلينا في مصابنا هو إيماننا وعقيدتنا لا يملك الإنسان أمامها إلا الرضا والتسليم بقضاء الله وقدره لأن فقدان رجل بمكانة وحجم الأمير نايف يمثل خسارة فادحة وجسيمة فقد كان رجلاً عملياً كان همه الأول خدمة دينه ووطنه ومليكه وقد حقق ذلك بكل جدارة «نسأل الله له المغفرة والرحمة وأن يتغمد الراحل الكبير بواسع رحمته وأن يسكنه فسيحج جناته» { إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.

-رئيس جمعية الناشرين السعوديين - نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة