ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 29/06/2012/2012 Issue 14519 14519 الجمعة 09 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

رحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز، فقد غادرنا بعد أن خلّف ذكراً حسناً وعملاً باقياً، نرجو من الله العلي القدير أن يثيبه عليه أجراً كبيراً. هي الحياة حل وترحال، فليست دار مقر، بل دار ممر، ولكن السعيد من عمل عملاً يجده أمامه يوم لقاء ربه. لم تدم لأحد ولن تدوم، ولو كانت باقية لكان أفضل الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم باقياً مخلداً، والسعيد من اتعظ بغيره وعمل لما بعد الموت، ولم ينس نصيبه من الدنيا ليصرفها في الحق وفي العمل المخلص الدؤوب، وقبل ذلك في طاعة الله من خلال المعاملات والعبادات. قال لي أحدهم، وهو يقدم العزاء إنه عمل في منطقته من الخير الكثير، وقد أوفد لحج بيت الله الحرام على نفقته الخاصة عدداً غير قليل من الناس، كما أنه قدم من المساعدات الإنسانية الشيء الكثير، لا سيما تلك المتعلقة بالعلاج، وقبل أن يتوفاه الله بيومين أمر بعلاج سيدة من مرض السرطان حمانا الله وإياكم من كل مكروه، وطلب مني أن أعين لها أفضل مستشفى، وما زالت تتلقى العلاج على حسابه -رحمه الله-. وهذه واحدة من مئات إن لم يكن آلاف من قبلها.

ومن أضمر محبته أو جهر بها، فليس لديه يد يقدمها له سوى الدعاء، وغير ذلك هباء. وكل نفس ذائقة الموت، ولكل منا ما قدم، فهلم قبل فوات الفوت.. ونحسبه قد قدم الكثير جعله الله له أجراً وغفراناً وأدخله فسيح الجنان.

والناس ألف منهم كواحد

وواحد كآلاف أمر عني

ولهذا المعنى قال ابن سعيد: وأبثه باعثاً على الأشجان مذكراً، ولا أقول كفى، وقد ذهب الواحد أرى به ألفاً، ولا صبراً، وإن من السلو مناقرة اليقين لوساوس الظنون ولا عتب، فإذا خامر الواله جزعه، فإلى نصرة المدامع نزعه، وأستغفر الله فقد أتذكر منه رحمه الله حِكَمة، وأشاهد بعين اليقين شيمة.

رحم الله نايف بن عبدالعزيز رحمة واسعة، فقد ووري في الثرى، وعلم بذلك من سمع أو رأى فدعا له دعاء العارف به عن قرب، أو السامع به عن بعد، فلعل الله برحمته يرفع بهذا الدعاء ودرجته في هذا العالم المليء بالمفاجآت، والحامل للمعضلات، يحتاج فيه الناس إلى حلم الحليم، وإنجاز العادل الحكيم، والتأني في الوقت الذي يستوجبه، فكان رحمه الله كذلك، ساس الناس بالصبر والحلم، وما أكثر من يرفع الضغط، ويجيد الحيل والرصد، ومع هذا فكان التجاوز ديدناً، والحلم مسلكاً.. وكل ميسر لما خلق له.

ولم تقتصر محبة نايف بن عبدالعزيز رحمه الله على أبناء المملكة العربية السعودية، فقد أحبه الكثير من سكان العالم الإسلامي والعربي، والعالم أجمع، وقد كان التزاحم على سفارات المملكة في كل أنحاء العالم أمراً ملموساً ومشهوداً، لقد فتحت أبوابها للمعزين، وما كادت حتى تسابق المسؤولون وغير المسؤولين لتقديم العزاء وفاء لما قدم، ومحبة لما ساهم به على المستوى العالمي، لقد شاهدنا بأم أعيننا التلفاز وهو ينقل لنا جميعاً هذه الوفود القادمة للعزاء، يذكرون محاسن الفقيد، ويثنون على مساهماته الكبيرة في الاستقرار الداخلي والخارجي، ورسم سياسة واضحة لمحاربة الإرهاب على المستوى العالمي، مؤكدين ذلك الموقع المميز للمملكة على المستوى العالمي التي كان المرحوم أحد رموزها، رحمه الله رحمة واسعة.

 

نوازع
نايف بن عبدالعزيز
د.محمد بن عبد الرحمن البشر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة