ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 29/06/2012/2012 Issue 14519 14519 الجمعة 09 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

نايف.. رجل الأمن الشامل

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} الآية.

الحمد لله الذي قضى القضاء فكتب على نفسه البقاء وعلى عباده الفناء. تفرد سبحانه بالدوام وجعل الموت نهاية كل الأنام -اللهم لا راد لقضائك ولا معقب لأمرك. اقتضت قدرتك ببالغ حكمتك أن تسترد وديعتك في دنياك وأن يمضي إلى رحاب رحمتك الواسعة، فكان القطاف - الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود - ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.

إنها غوائل الأيام وعاديات الليالي، لم توفر أحداً بهذه الدنيا الفانية. الموت سنة كونية، يدرك الإنسان ولو كان في بروج مشيدة.

وما الموت إلا رحلة غير أنها

من المنزل الفاني إلى المنزل الباقي

كل حي سيموت

ليس في الدنيا ثبوت

حركات سوف تفنى

ثم يتلوها خفوت

ليس للإنسان فيها

غير تقوى الله قوت

إنه بث جلل معه تحشرج الصوت وذرفت المدامع وتكدر الخاطر والنفس غشاها الحزن. بأي قلوب نبكي وبأي عيون ندمع. القلوب تمزقت نياطها على فراقك.

ندرك أن الخطب عظيم والفقد، لا تصفه لغة ولا ينصفه نثر وشعر، حيث العبارات تتناثر والبلاغة تتقاصر.

فحسبك خمسة يبكى عليهم

وباقي الناس تخفيف ورحمة

ولكن الرزية فقد فذ

يموت بموته خلق كثير

فهذه زفرات مهموم وآنات مكلوم ونفثات مصدوم - إلا أننا بقضائك يارب راضون ولما أصابنا محتسبون ولما أمرتنا مرددون، ولا نقول إلا ما يرضيك عنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

عندما تعظم همم الرجال تتلاشى أمامها كل الصعاب وتتداعى لها مراكب العطاء. كان الأمير -رحمه الله- كثير الفعل قليل الكلام. في مسيرته رصيد ضخم من ريادات العمل الجاد ورصانة التعامل برؤية وشمولية تجمع بين دقة التنظيم وموضوعية التقييم. رسخ هذه المنهجية في أدائه وتعامله فكانت مخرجات عمله تتوافق مع تطلعات مجتمعه بكل حنكة واقتدار وإخلاص لا يشوبها رياء، وتفان لا يكدرها عناء.

كان -رحمه الله- مسكوناً بهموم مواطني هذه البلد ومن يعيش على ثراه الطاهر. كان يدرك أبعاد المسؤولية الوطنية والأمانة الوظيفية التي يحملها، وهي تحقيق «الأمن».

معتبراً أن هذا الجانب أساس التنمية والبناء والتطوير.

رجل منحه الله الهمة وقوة الإرادة وصدق العزيمة. لقد بذل -رحمه الله- الجهد وأحسن القصد.

ذلك الرجل -رحمه الله- لا تمل حديثه ولو أسهب وأطنب.

وأحسب أن تولي سموه -رحمه الله- لزمام وزارة الداخلية والتي تعد من أهم الوزارات سيادة في الدولة من حيث كثرة الإدارات المرتبطة بها وتعدد المهام وتنوع المسؤوليات المناطة بها فترة من الزمن لا تمحوها الذاكرة ولا تندثر مع مر السنين - لها في القلب مكان وفي الوجدان عنوان.

وسيظل اسم ((نايف)) راسخاً في صرح الأمن وفصلاً مضيئاً في قصة نجاحه وبيت شعر بليغاً في قصيدة نمائه ورمزاً جميلاً يطلق إبداعات أجياله.

كانت له جهود كبيرة ومنجزات متعددة، فله قدم صدق في خدمة أمته وقضايا وطنه ومجتمعه.

فهو رجل المهمات والمواقف، فله بصمات حاضرة وجلية في جميع مفاصل الدولة. ويعد ركناً أساسياً في بنائها وإقامة مؤسساتها ورفعتها وسموها. فهو أمة في رجل ورجل في أمة.

شخصية -رحمه الله- جادت بعطائها ونقاء سريرتها، قل أن يجود بمثله الزمان. فقد أسهمت حكمة سموه وبعد نظره -رحمه الله- في الكثير من الأعمال والقضايا. ولعلي أقف على بعض من تلك الأعمال والمحاسن لسموه -رحمه الله- وهي بطبيعة الحال كثيرة. وما سوف أتطرق إليه هو مجرد أمثله ولمحات، لا تعني بحال من الأحوال الحصر، فهذا غيض من فيض:

* نصرة الدين والسنة النبوية.

* خدمة ضيوف الرحمن وشؤون الحج.

* دعم الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

* تطبيق الأمن ومحاربة الإرهاب والتطرف.

* محاربة مهربي ومروجي المخدرات والسلاح والتسلل.

* كراسي سموه البحثية «للدراسات النبوية - للأمن الفكري».

* أسس مركز الأمير محمد بن نايف «للمناصحة والرعاية- للشباب المغرر بهم وإعادتهم للحياة الطبيعية».

* نقل الأمن من مفهومه الشرطي إلى فضاء أرحب هو مفهوم «الأمن الشامل».

* جائزة سموه العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية «في مجالاتها وفرعها الثلاث».

* تأسيس مكاتب «لشهداء الواجب - الذين رووا بدمائهم الزكية أرض هذا الوطن الطاهر» لمتابعة أوضاع عوائلهم وذويهم.

* إغاثة المنكوبين والمشردين من دول العالم الإسلامي ((حتى أصبح يطلق عليه - أمير الإغاثة)).

ولو سلطنا بعضاً من الضوء على أحد تلك الأعمال المشار إليها أعلاه وتحديداً ((برنامج المناصحة والرعاية)) فقد كان -رحمه الله- قد وضع إستراتيجية وآلية عمل للتعامل مع مفهوم ((الأمن الفكري))، حيث كان يشدد -رحمه الله- على أن تكون إستراتيجية التعامل مع «المتشددين والمتطرفين» من السلاح إلى التعامل الفكري،

مدركاً سموه -رحمه الله- أن حماية الفكر الذي هو أساس بناء الإنسان إلى تحصيله بمواجهته بالفكر

معتبراً أن أصل «الإرهاب» هو الفكر الذي قاد مجموعة من الشباب إلى التكفير والتفجير.

وبالفعل فقد نجحت تلك الإستراتيجية - بعد توفيق الله - في إعادة الكثير من الشباب المغرر بهم للحياة الطبيعية، وحماية المجتمع من الأفكار المنحرفة والمتطرفة والدعوة إلى الوسطية والاعتدال، ناهيك أيضاً بأن أصبحت تلك «الإستراتيجية الوطنية» الفريدة بملامحها وصياغاتها وتطبيقاتها مضرب مثل ومحط الأنظار والإعجاب من دول العالم، واعتبرت قاعدة ونبراساً يقتدى بها

ويستفاد منها من قبل الآخرين ((الدول)) في التعامل مع تلك الظاهرة ((الإرهاب)).

فرفع لنفسك قبل الموت ذكرها

والذكر للإنسان عمر ثاني

بشراك يا سمو الأمير أن غرسك لا يغيب غمامة حيث رسب عرقه وسمق فرعه وطاب عوده واعتدل عموده.

مات الفقيد -رحمه الله- جسداً وشخصاً ولم يمت روحاً ونبراساً ونصاً.

إننا مع هذا المصاب الجلل، فإنه يتوجب علينا أن نتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وإلى سمو ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- وإلى الأسرة المالكة الكريمة وإلى الشعب السعودي النبيل، في وفاة فقيد الأمة «الأمير نايف» - رحمه الله.

رحم الله سموه الكريم رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأعظم الأجر والمثوبة, طيب الله ثراه وأكرم مثواه، وجمعنا في دار كرامته ومستقر رحمته.

والسلام،،

العقيد/ جبر بن بدر النهير - مدير إدارة العلاقات والإعلام بمديرية الدفاع المدني بمنطقة حائل

amd-39@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة