ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 30/06/2012/2012 Issue 14520 14520 السبت 10 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فقيد الوطن

      

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}

فقدنا أحد الرجال الأوفياء لدينهم ومجتمعهم ومواطنيهم في هذا البلد الأبي المعطاء..

وأحد المعززين والداعمين لحقوق الإنسان السعودي واحترام كرامته حيث كان يعتبر كل مواطن بمثابة ابن أو أخ له: كما كان يعين الضعيف والمسكين، كما كان ينصر المظلوم، وكان يرفع شعار العفو عند المقدرة.

فالمصاب حقاً جلل، نسأل الله له المغفرة، وهي مصيبة، نسأل الله أن يدخل على قلوبنا الصبر والسلوان، وأن ينزله منازل النعيم مع الشهداء والصديقين وأولياء الله الصالحين.

ومما يحمد له أن ما تحقق في ربوع البلاد من أمن وأمان واستقرار مرتبط باسم الأمير نايف الذي أدخل نظم الأمن الحديث واستخدام التقنية عالية المستوى التي ساهمت بقدركبير في نطاق الخدمة المدنية والمرور والجوازات وغيرها.. هذا فضلاً عن التطوير المستدام لجامعة نايف للعلوم الأمنية لإعداد رجل الشرطة الحديثة الذي يستهدف أمن المواطن على عرضه ودمه وماله حماية للحق وتغليب للعدالة فإذا لم يتحقق الأمن تهدر الحقوق، وحين واجه الإرهاب بكل حسم وحزم كان يضع في اعتباره أن المواطن هو رجل الأمن وصار هذا هو شعار المملكة مما يؤكد أن الوطن مسؤوليتنا جميعاً.. فعمل على تجفيف منابع الإرهاب، ووضع منظومة جيدة للمتابعة لآليات وإجراءات تحقيق الإستراتيجية الأمنية وكان يحدوه في ذلك هدفان:

الأول: تحقيق تطلعات شعبه ووطنه في الأمن والاستقرار.

الثاني: مواجهة التحديات ومعالجة الأمور بحكمة وتعقل والسبيل إلى ذلك مخاطبة الشخص الضال وتعريفه بثقافة وقيم الإسلام وطرح في هذا الصدد مشروعين أولهما مشروع الأمن الفكري، وأنشأ بالجامعة كرسيا يحمل عنوان هذا المشروع وتحمل تبعاته وإمكانات نجاحه من منطلق أن السلوك الإرهابي أو التطرف وراءه عطب فكري يتوجب تشخيصه ووصفة علاجه.

ثانيهما: مشروع (المناصحة الفكرية) مع أصحاب الفكر المتطرف.. والحوار معهم فالحجة بالحجة من أجل تجفيف مضامينهم والتأكيد على الوسطية والبعد عن التشدد، وأخذت المناصحة جزءاً من الجهد الأمني الميداني.

هكذا يتضح لنا صورة رجل الأمن الإنسان - نموذج مثالي للقيادة الكرازمية يمثلها المغفور له - بإذن الله - حيث يجمع في سمات شخصيته بين أمرين: الإنسانية في التناول والتفريد في العطاء - ويظهر ذلك جلياً في عدة أمور منها اهتمامه المتزايد بالمؤسسات الإسلامية والعقابية فهي مراكز تأهيلية وإصلاحية تقويمية ورعائية تنشد عودة نزلائها مواطنين صالحين لديهم القدرة على الاندماج الفاعل مع تيار المجتمع وفق سلوك أخلاقي قويم.

الاهتمام بذوي الظروف الخاصة والمرضى وطالبي العناية وكان يرى المغفور له أنها مطالب ملزمة أخلاقية لتمكنهم من العيش والاطمئنان على حياتهم ويقابل ذلك مسؤولية الاستجابة لاحتياجاتهم بطريقة إنسانية.

الاهتمام بالحجيج وأمنهم فكان رئيساً للجنة الحج العليا وكان المغفور له - بإذن الله - حريصاً على أن تؤدي جميع طوائف الحجاج شعائرهم بيسر وسهولة.

الاهتمام بالشؤون الإسلامية فهي في قلبه ويوليها خاصة وفي قمتها حفظ القرآن الكريم وإحياء السنة المطهرة، هذا جزء يسير من مآثر الفقيد الغالي ونسأل الله أن يثقل بها موازين حسناته وأن يرحمه الله رحمة واسعة.

 

رحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز
مندل عبدالله القباع

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة