ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 02/07/2012 Issue 14522 14522 الأثنين 12 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

الرئاسة العامة لرعاية الشباب ماذا قدمت للشباب؟ تماما مثلما كنت أتساءل دائما عن وزارة التربية والتعليم ماذا فعلت وما هو دورها في مجال التربية؟ في كل صيف وإجازة وفي مواقف وأحداث تتعلق بالشباب, أوقات فراغهم تصرفاتهم مشكلاتهم يتبادر إلى ذهني هذا السؤال, ومعه يتأكد لى أن هنالك جهات ومؤسسات حكومية وأهلية تتحمل جزءاً كبيراً من مسئولية ما يصدر من الشباب من سلوكيات مرفوضة ومضرة لهم ولمجتمعهم وبلادهم..

على أرض الواقع لم نلمس حتى هذه اللحظة أي دور للرئاسة تجاه شباب الوطن, لا برامج ولا مشاريع ولا أنشطة تبرر وتفسر وتؤكد أنها معنية ومهتمة بأمر الشباب بتطلعاتهم وأحلامهم وهمومهم, حاضرهم ومستقبلهم, لا وجود لها في زحمة المهرجانات الصيفية المنتشرة في كل قرية ومدينة, أنديتها خاوية, ملاعبها خالية, صالاتها مغلقة, الإداريون والمنتخبات والأندية تركوها مهجورة وغادروا إلى منتجعات أوربا باسم معسكرات الإعداد والتحضير للموسم بينما هي للسياحة والراحة والاستجمام اقرب من أي شيء آخر..

كل الإدارات الحكومية وكثير من الشركات والمؤسسات الأهلية لها حضور في برامج ومهرجانات الصيف, بينما المؤسسة التي تحمل اسم الشباب ومن المفترض أن تكون في مقدمة الجهات المساهمة والفاعلة والداعمة لهم نجدها تغط في سبات عميق, وكأن واجبا وطنيا وضروريا لا يعنيها ولا يحرك شيئا من اهتمامها, لقد تركت الشباب لمهرجانات تجارية وأخرى فوضوية تتلاعب بهم وبأفكارهم وتقتل حماسهم وطاقاتهم بندوات وأمسيات ومحاضرات مملة محبطة ومستهلكة وما أكثرها في وقت بات يعج ويضج بصخب كلام مزعج يملأ الرؤوس صداعاً.

النقد بعين السخط

يوما بعد آخر أصبحت أشعر أنه كلما زاد هامش الحرية وتعددت وتنوعت وسائل النقد قل معدل الإصلاح وتصحيح الأخطاء, ما الذي استفدناه من زحمة البرامج على مدار الساعة ومئات مقالات الشجب والاستنكار المتسيدة صفحات المطبوعات والمنتديات والصحف الالكترونية؟ فهل السر يكمن في كمية أو نوعية ما يطرح أو في كلاهما؟

الأكيد أننا اليوم أمام طفرة تقنية هائلة, فإلى جانب كثافة الصفحات والقنوات الرياضية التي أتاحت في معظمها الفرصة لأسماء غير مؤهلة للعمل في مجال الصحافة والإعلام, فهنالك كذلك وسائل اتصال وتواصل جعلت كل من يملك جهاز كمبيوتر أو هاتفا ذكيا هو بشكل أو بآخر إعلاميا يحق له أن ينتقد ويعلق ويتابع ويحاور مثل وكيف ومتى وأين ما يريد بلا أدنى مسئولية أو رقابة رسمية بل وحتى ذاتية وخصوصا عندما لا يكون معروفا ويختفي خلف اسم حركي, الأمر الذي ساهم في خلط الأمور وتغليب العاطفة على العقل, والقناعات والحسابات الشخصية على المصالح العليا, فلم يعد للنقد معنى وهدف ومردود غير تصفية الحسابات وزيادة الانفعالات إلى أن وصلنا بسببها من الفوضى والتخبط والاحتقان ما وصلناه اليوم من هبوط في اللغة وضحالة في الفكر وإقصاء وترهيب وتحقير للآخر.

نعم اختلطت أدوات وعقول ومؤهلات ووسائل النقد, فمن يكتب مقالا في صحيفة أو يطرح رأيا في برنامج تلفزيوني نجد انه لا يختلف في مضامين وأسلوب ما يقوله عن تلك التي تعبر عنها جماهير الأندية في منتدياتها ومدرجاتها, مفهوم النقد عند الكثيرين لن يكون نقدا حقيقيا قويا جريئا إلا حين تتجنى وتسب وتشتم وتهين وتشرشح كل من يخالفك الرأي والتوجه والميول, يكفي لإثبات ما تقدم أن تنظروا للنقاد الصحافيين وضيوف البرامج التلفزيونية كيف تعريهم وتكشفهم تغريداتهم في تويتر على حقيقتهم؟!

الصحفي الوصي

أن يعترض أو حتى يرفض إداري أو عضو شرف أو مشجع في نادي الهلال محتوى ومكان وزمان التصريح الذي أدلى به مؤخرا عضو شرف الهلال صالح الصقري فهذا حق مشروع لأي منهم وتصرف مقبول ولا مشكلة فيه, لكن أن يأتي الاحتجاج والتذمر لدرجة شتمه وإهانته من إعلاميين فهنا المسألة تتجاوز الحدود والأصول المهنية لتتحول إلى ما يشبه الوصاية والتدخل في شئون ليست من اختصاصهم, إذ من غير المعقول أن يسمح إعلامي لنفسه بالخوض والأخذ والرد في شأن هلالي داخلي بينما يصادره على عضو شرف له تاريخه وخدماته وإسهاماته الإدارية والمعنوية والمالية لناديه على مدى سنوات طويلة مضت ومازال.

أدبياً ومهنياً كان من المفترض أن تكون المناقشة الإعلامية حول مضمون ما طرحه في تصريحه هل كان منطقيا وموضوعياً أم لا؟ أما أن نطالبه كإعلاميين بالسكوت ونحذره من إبداء رأيه والإعلان عن موقفه عبر وسيلة إعلامية فهذه تمثل قصورا في التفكير وأزمة حقيقية في فهم أسس ومبادئ الصحافة كمهنة لها سلطتها واستقلاليتها ودورها في تكريس الوعي والشفافية وحرية الرأي وليس قمعها ممن يحملون الصفة الإعلامية وهذه فضيحة الفضائح..

abajlan@hotmail.com
 

عذاريب
شباب على الرف
عبد الله العجلان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة