ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 06/07/2012 Issue 14526 14526 الجمعة 16 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

تقلَّد سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله- ولاية العهد بعد وفاة المغفور له - بإذن الله- الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله-، وكان مشهد المبايعين، شاهداً على مدى ما يحمله الشعب السعودي الكريم من محبة صادقة لشخص سلمان بن عبد العزيز الإنسان، ولا أرى أنني سأضيف شيئاً بإطرائي لسموه، فهو في غنى عن ذلك، غير أن هناك بعضاً من الجوانب الشخصية في سموه التي قد تكون خافية على بعض منا.

فالأمير سلمان له طريقته الخاصة في قراءة المعاملات، فهو يقرأ بسرعة فائقة، مع استيعاب كبير، وغالباً ما تقع عينه على لب الموضوع وغايته، فيقرّر ما يراه مناسباً، وقد أطلق معالي الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله- على هذه الطريقة، الطريقة السلمانية، نسبة إلى الأمير سلمان بن عبد العزيز، فيكاد ينفرد بمثل هذا الأسلوب في القراءة.

أما قراءته للكتب فهو في غالب الأمر يقرأ عند ذهابه للخلود إلى النوم، وقد يأخذه كتاباً فيستطرد في القراءة على حساب نومه، والواقع المشاهد أن قراءته في معظم الكتب التاريخية والسياسية، وغيرها، تكون دقيقة إلى حد أنه ربما يعلّق على بعض الأخطاء التي قد تقع هنا وهناك، وفي ذلك شواهد كثيرة، كما أنه يثني أحد الجانبين عندما يرى بيتاً من الشعر، أو قولاً مأثوراً، أو معلومة جديدة، يريد الرجوع إليها فيما بعد. ولهذا فمن أتيح له الاطلاع على كتبه سيجد تلك الثنيات متناثرة في بعض الكتب التي يقرأها. والأمير يقرأ الكثير ويضع ترتيباً للكتب بحيث يقرأ الكتاب الذي يتوسّم به شيئاً جديداً يمكنه إضافته إلى معلوماته، وفي إحدى زياراته إلى المغرب الشقيق رأى أن يشير إلى التواصل التاريخي بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية، فتذكّر ما قرأه في ذلك من كتب وعاد إليها، وضمنها خطاباً ألقاه بحضور جلالة الملك الحسن الثاني - رحمه الله-، وقد قلَّد الملك الحسن الثاني - رحمه الله- الأمير سلمان وسام الكفاءة الفكرية عام 1989م، امتناناً من جلالته لسمو الأمير على إضافته معلومة جديدة للعلاقات السعودية المغربية التي ربما لم تكن حاضرة في ذهن جلالته ذلك الوقت، وهو الملك المعروف بالعلم والقراءة.

وخصلة أخرى في سموه، وهو يجيب على الهاتف، الصغير والكبير، والمسؤول وغير المسؤول، كما أنه يجيب في وقت لاحق على المتصل الذي تعذَّر الاتصال به لانشغال سموه، أو لوجوده بعيداً عن الهاتف، وكان كثير التأكيد على مأمور الهاتف أن يبلغه بجميع المتصلين مهما كان الشخص ومن أي مكان كان.

وأذكر أن عدد الاتصالات التي تلقاها سموه في يوم من أيام الأعياد نحو ستمائة وسبعين اتصالاً، قام مأمور الهاتف بحسابها، وهو رقم ليس باليسير لكنها سمة التواصل الاجتماعي والإنساني المباشرة التي جُبل عليها سموه، هذا مع العلم بأن بابه مفتوح دائماً في مواقيت محددة للجميع دون استثناء لمن رغب الزيارة للسلام، أو قضاء حاجة، أو رفع مظلمة، وهكذا هو في تواصل دائم مع الناس سواء مباشرة أو عبر الهاتف، ولنا أن نتصوّر أن عدداً من تلك الاتصالات قد تحمّل بعضاً من المطالب التي قد لا تكون منطقية، ومع هذا فإن الصبر سلاح متوفر دائماً لدى سموه لمثل تلك الطلبات.

ومزية أخرى يتمتع بها سموه وهو الدقة المتناهية في المواعيد وقد لا أضيف جديداً في ذلك فمعظم المواطنين يعلمون أن سموه دقيق في مواعيده العملية، لكن ما قد أضيفه أن تلك الدقة في المواعيد نجدها أضيق في مواعيد حياته الخاصة مثل موعد الغداء، والعشاء، والنوم والاستيقاظ المبكر، وغيرها.

وإضافة أخرى، هو ذلك اللقاء الأسري وقضاء وقت كاف مع الأسرة سواء في المملكة أو خارج المملكة، وقد يقول القائل كيف لسموه أن يجمع بين ذلك كله؟ غير أن من المؤكّد أن من يحسن استغلال الوقت وتنظيمه سيجد لديه وقتاً كافياً لعمل الكثير، فهناك من يتحدث في الهاتف ساعات في موضوع يمكن اختصاره في دقائق، كما أن هناك من يزور المكاتب ويبقى عند المسؤول مدة طويلة فيضيع وقتاً ثميناً. أما سموه فيجيد إدارة الوقت، إدارة فائقة.

ولعلي في عجالتي تلك ابتعدت عن الإطراء، واجتهدت في وضع حقائق أمام القارئ الكريم ليضيف شيئاً إلى ما يعرفه عن سموه.

وفَّق الله سموه الكريم، وأمد في عمره، وجعله خيراً لهذه البلاد وأهلها.

 

نوازع
سلمان بن عبد العزيز
د.محمد بن عبد الرحمن البشر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة