ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 06/07/2012 Issue 14526 14526 الجمعة 16 شعبان 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

الإثم حوَّاز القلوب
د. عبدالله بن عبدالرحمن الشثري

رجوع

 

رُوي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ((الإثم حوَّاز القلوب، وفي رواية حوَّاز الصدور)) أخرجه الطبراني في الكبير (8747)، والبيهقي في الشعب (7277) وذكره الهيثمي في المجمع (1-176)، وقال رواه الطبراني كله بأسانيد رجالها ثقات، وفي معناه قال ابن الأثير في النهاية (1-377)، هي الأمور التي تَحز فيها، أي تؤثر كما يؤثر الحز في الشيء، وهو ما يخطر فيها من أن تكون معاصي لفقد الطمأنينة إليها أي يحوزها ويمتلكها ويغلب عليها، ويُروى ((حزاز القلوب))، مأخوذ من الحزّ وهو القطع من الشيء في غير إبانه، كما يقال هذا الأمر حَزَّ في صدري أو في قلبي أي أثر فيه.

ومقصود ذلك أن الإثم له أثر في صَدِّ القلب وظلمته عن الحق، وجرأته على الظلم والعدوان، والآثام هي الذنوب والمعاصي التي تحز في القلب وتؤثر فيه كما يؤثر الحز في الشيء، وعلى العاقل أن يحذر مغبة الآثام، فإن نارها تحت الرماد، ولا خير في الدنيا إذا كان في القلب طريق مفتوح لتحصيل الذنوب.

وقد أمر الله تعالى بترك الإثم الظاهر والخفي، في قوله تعالى: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} أي اتركوا الذنوب كلها لأنها لا تخلوا من هذين الوجهين، قال مجاهد: ((ظاهره ما يعمله الإنسان بالجوارح من الذنوب، وباطنه ما ينويه ويقصده بقلبه)) وسواء كان هذا الإثم قاصراً على نفس الإنسان أو متعدياً إلى غيره، فإنه مأمور بتركه والبعد عن أسباب الوقوع فيه، وعليه أن يملك نفسه ولا يسارع إلى فعله، فصلاح القلب في ترك الآثام، والمراد بالإثم في الآية جميع المعاصي التي تؤثم العبد وتوقعه في الإثم والحرج، سواء من الأمور المتعلقة بحقوق الله وحقوق عباده، فنهى الله عن ذلك كله سره وعلانيته.

ولا يتم للعبد ترك المعاصي الظاهرة والباطنة إلا بعد معرفتها والبحث عنها، فيكون البحث عنها، ومعرفة معاصي القلب والبدن، والعلم بذلك واجباً متعيناً على المكلف، وكثير من الناس يخفى عليه كثير من المعاصي، خصوصاً معاصي القلب كالكبر والعجب والرياء، ونحو ذلك، حتى إنه يكون به كثير منها، وهو لا يحس بها ولا يشعر، وهذا من الإعراض، عن العلم، وعدم البصيرة. (قاله السعدي في التفسير).

ومجاهدة القلب في هذا الباب متعينة، لما يعتريه من كثرة العوارض والصوارف والشهوات والشبهات، فصلاحه يكون بمدافعة الإثم عنه حتى لا يكدر عليه صفاءه، وأجود الأشياء للقلب قطع أسباب الذنوب عنه، حتى لا تمرضه ثم تكون عليه الهلكة، عافانا الله من ذلك.

* وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة