ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 17/11/2012 Issue 14660 14660 السبت 03 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

((كم بنينا من حصاها أربعاً))

وكم نثرنا براءات طفولتنا بين جدرانها

وكم مشينا بين سواقي ((بساتينها))

إنها تلك البقعة التي زرعنا فيها أول ضحكة وأول خطوة وأول همسة وتذوّقنا فيها أنقى الأحلام ..

لقد غادرت مدينتي ((عنيزة)) مرتع صباي ومسقط حبي وميلاد حرفي.. أرض أعذب حنان أسقتنيه أمي ثم ودَّعت قلبي إلى قبرها،.. غادرتها منذ سنين طويلة لكن كلما زرتها شعرت أنني لم أبتعد عنها ولم أغب عن ((سوق مصعد)) و((المجلس)) و((المسهرية)) و((البرغوش)) و((العقيلية)) و((المسوقف)) والمدرسة السعودية وجامعها.

***

مدينتي تغيّرت كثيراً.. طالت جدائلها وتبدَّلت ملامحها.. غابت شواهد كثيرة من عبق طينها وذهب رمالها ومياه سواقيها، لكن ظلّت نكهتها لم تتبدّل.

بقي وهج الحنين لا ينطفئ بالابتعاد عنها.. إنه يشتعل عند أول لمحة نحو عينيها، سأظل أستذكّر أطيافاً من دفء صباي فيها.. وأتذوّق فيضاً من ماضيها المضيء المختبئ بين وديان نفسي.. أما حاضرها فهو شيء آخر، فقد اكتنزت جسداً، وامتدت طولاً، وخلعت رداء القرية إلى عالم المدينة بفعل سنّة التطوُّر وبخاصة سنواتها الأخيرة، عندما لامست الحضارة شوارعها ودورها ومعالمها، وكان لبلديتها عطاء مشهود في تحضُّرها بل وسبقها في خطوات تطويرية واجتماعية، وآخرها تصنيفها للمطاعم على درجات ليكون المتعامل معها على بيِّنة، وقد يكون لحاضرها حديث آخر.

***

أعود إلى مضيء ماضيها واستعيد سطوراً كتبتها ذات حنين: ((أتذكّر ذلك (البيت الطيني) الذي قضيت فيه طفولتي وبعضاً من شبابي ورجولتي.

أتذكّر تلك (المدرسة الابتدائية) التي درجت فيها - مع أترابي - سنوات من أندى سنوات عمري.

أستعيد ذلك (السوق المسقوف بالخشب) كم لعبت فيه وركضت وضحكت حتى خلت أنه ليس للحزن وجود في هذه الدنيا..!

أحنّ إلى (جامعها) وإمامه العالم الزاهد الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، في غدوه ورواحه إليه كأنه أمامي يمر من عندنا ونحن نلعب في الطريق، فيلاحظنا ويدعونا إلى طمأنينة الصلاة.

يا هاتيك السنين..!

لقد كانت أجمل مما أظن وأحلى مما أتوقع))..

عنيزة أيّتها الغالية

لقد تذوّقت فيك أول حب وارتشفت أحلى حنان، حسبك أنك تضمِّين قبريْ أُمِّي وأبي وغالين وغاليات رحلوا من دفء القلب إلى وحشة القبر.

***

=2=

لا مبالاة

أحياناً تحس أنك بحاجة إلى أن تعيش حالة من “اللامبالاة” حول كثير من الأشياء التي تصدمك في حياة الناس وتعاملهم.. ووجوههم ذات الألف وجه..!

و((اللي عقد روس الحبال يحلها))!.

***

=3=

آخر الجداول

للشاعر الراحل عبد العزيز المسلم بعد زيارته لعنيزة بعد طول غياب:

((أأنسى؟ ومن ينسى صباه حياته

ربيع الفتى ما عاشه وهو جاهل

فذي (قبة) كنا نلوذ بظلها

نناغي حصاها سقفها ونسائل

وذي (نخلة) كنا نطوف بجذعها

ونرشقها (النباط) وهي تغازل

وذا (مسجد) ضجّت به نغماتنا

بآي المثاني صاخبات رواتل

وذي (دارنا) ذات الشموخ جدارها

يحاكى رفيعات الذرى ويطاول

مغانٍ هي التاريخ والعمر والهوى

ربيع الفتى ما عاشه وهو جاهل))

hamad.alkadi@hotmail.com
فاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi
 

جداول
عنيزة: وهج الحنين إلى عينيها!
حمد بن عبد الله القاضي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة