ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 17/11/2012 Issue 14660 14660 السبت 03 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الأنعامُ من جِمالٍ وأبقارٍ وخِراف وماعز جمعتها أمانة منطقة القصيم في مكان واحد تحت مُسمى مدينة الأنعام، وحسب معرفتي المحدودة بمدينة بريدة، المقر الرئيس والمكان الدائم لإقامة الأنعام، كوني عشت خارجها زمناً طويلاً، فإن الأصل لهذه المدينة المستحدثة ما كان يُسمى بسوق الإبل، وهو سوق شهير جداً عند أهل الجزيرة العربية والخليج وبلاد الشام، وعلى ما أظن أنه نفس السوق الذي انطلق منه العقيلات في رحلاتهم التجارية للشام ومصر، ووصفَ هذا السوق التاريخي بأنه أكبر سوق للإبل في العالم، وكان موقعه داخل بريدة القديمة ثم نُقل إلى جنوب بريدة، قبل أن يحط رحاله في الموقع الجديد الذي رسمته أمانة المنطقة على الدائري الشرقي لبريدة، ويبدو أنه رُسم دون استشارة أهل الخبرة والمعرفة، فالموقع في نظري غير مناسب لأسباب كثيرة، فنقلُ السوق من داخل المدينة قرارٌ صائب لإبعاد الأنعام من داخل المناطق السكانية المزدحمة، حفاظاً على البيئة وصحة الناس، وما يصدر من الحيوانات من روائح كريهة ونفَّاذه - أعز الله الجميع -، وبما يؤدي إلى الإصابة بالحساسية والربو وكذلك ضيق التنفس، لكن هل يُنقل من داخل المدينة، ليكون في واجهة المدينة على الطريق الدائري الذي يعبره القادمون من الرياض من جهة الجنوب، والمسافرون عبر الطريق إلى الرياض من جهة المناطق الشمالية، أو العابرون من المنطقة الغربية، وهو طريق كما أسلفت يشهد ازدحاماً كبيراً، وفي المستقبل ستزيد الحركة على هذا الطريق، فهل من الحكمة وضع الأنعام في منطقة تُمثِّل واجهة حضارية لبريدة؟ أو وضعها في أحد مداخل المدينة أو على طرقها الرئيسة؟.. إنَّه إجراء بمثابة معالجة الخطأ بخطأ أكبر!

وأنتَ في طريقك إلى المقر الجديد للأنعام، قادماً من الشمال أو الجنوب ستشم الروائح، قبل أن تصل إليه رغماً عنك، وقد لا تنفع الاحتياطات لمن هو خبير بالطريق مثل: إقفال زجاج السيارة أو رشّ المعطرات ودهن العود والبخور داخلها، أو اللجوء إلى إغلاق المكيف ومداخل الهواء، “ودق اللطمة” أو وضع الكمامات، والأكيد أن شيئاً من انسداد الأنف والعطاس، قد يعكر مزاجك لبعض الوقت على أقل تقدير، إذا لم تصب بالحساسية المزمنة! علاوة على وجود أحياء سكنية قريبة من الموقع وحدائق ومدن ترفيهية واستراحات تحيط بمدينة الأنعام، وكلها تتأثر بسلبياتها، وقد يُؤدي هذا الوضع مستقبلاً إلى الإضرار الاقتصادي بتلك المشروعات، بسبب إحجام الناس عن الذهاب إليها.

مثل ما نُطالب بأن تكون مجاري الصرف الصحي في أماكن بعيدة عن المناطق السكنية ومداخل المدينة، فأظن أن مدينة الأنعام مكانها وموقعها الطبيعي خارج النطاق العمراني، وبمسافة لا تقل عن عشرة كيلومترات، شريطة أن يتم رصف طريق سريع وآمن من داخل بريدة، وحتى الموقع المُفترض لنقل تجار المواشي والزبائن منها وإليها، مع تزويد الموقع المُقترح بكافة المرافق اللازمة.

حضرت في أكثر من مجلس يضم أعياناً، ورجال أعمال من بريدة وكلهم متذمِّرون من موقع المدينة، بل إن أحدهم أسرَّ لي بأن هذا جزءٌ من سوء التخطيط الذي تُعانيه المدينة منذ زمن طويل، وهو تخطيط لا ينسجم مع التطور العمراني والسكاني لمدينة سعودية تُسابق الزمن في النمو والتوسع.

فهل تستجيب الأمانة، وتُسارع لإصلاح الخطأ قبل أن يستفحل؟

Shlash2010@hotmail.com
تويتر @abdulrahman_15
 

مسارات
مدينة أنعام على دائري بريدة
د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة