ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 17/11/2012 Issue 14660 14660 السبت 03 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

وجود أفكار مختلفة ورؤى متباينة من مؤشرات النضج الاجتماعي، ومن علامات الصحة، وأمر لا يدعو للقلق، وهذا الاختلاف الإيجابي أفضل بكثير من اللون الواحد والرأي الواحد والنسخ المكررة التي تنتجها الأنظمة الشمولية، التي يحكمها حديد الديكتاتور ونيران العسكر.

لكن عندما يخرج حوار التيارات عن مساره، ويتحول إلى صراع، فهذا من مؤشرات الجمود وعدم الاتزان، ويدعو ذلك

إلى بحث العوام عن منتصر، صوته أعلى، أو حجته أقوى، ولديه نفوذ يغذيه الإرث الثقافي، أو التنشئة الاجتماعية، أو الرغبة في التجديد بأي طريقة!

ليس لدينا في المملكة تيارات حقيقية، لدينا آراء متباينة حيال قضايا بعينها، فمثلاً من يؤيد أو يتقبل فكرة قيادة المرأة للسيارة، أو يقبل بكشف وجه المرأة أو بعملها، أو من لا يرى في الاختلاط أي مانع ديني أو أخلاقي، يصنف مباشرة على أنه ليبرالي تغريبي! ومن يحرص على المحافظة اجتماعيا انطلاقاً من مرجعية دينية، أو من ينادي بالفصل بين الجنسين، أو يرفض الدراسة في الخارج، أو كشف المرأة لوجهها، يعتبر من دون مقدمات إسلامي!

لن أخوض في مسألة التصنيف ومدى سلامة الحكم الذي يطلقه المجتمع على المنتمين إلى الفريقين، أو المحسوبين على التيارين، لكن سأقول بصراحة، ليس لدينا تيارات بالمفهوم السياسي للكلمة، لكن لدينا أشخاص “يسيسون” الانتماء الفكري للارتقاء على أكتاف ما تسمى التيارات والحصول على مكاسب.

المجتمع السعودي لم ولن يكون علمانياً، كما أنه يرفض التطرف بكل أشكاله وصوره، فلا يقبل المجتمع بالمزايد المرتزق باسم الدين، ولا بالمنحل الذي يتمنى تغيير هوية الدولة، ويقبل بما لا يقبله الدين والأخلاق، وهذا يدعو لتهدئة الحماسة ويجعلنا لا نكترث بمن يرفع صوته فوق صوت العقل، ليفرض رأيه، أو ليدافع عن مبدأ في اليمين أو اليسار.

صراع التيارات وعدم الالتقاء على أهداف مشتركة يعرض المجتمعات إلى حالة ركود، ويصرفها عن تأدية موجبات التطور والنمو، وينشغل المجتمع بفعل الجدل “البيزنطي” عن تحديات كبرى تحجبها قضايا صغيرة تافهة، تشعل فتيل النزاع والشقاق بلا مبرر!

في دولة تنمو وترنو إلى غد أفضل، يجب أن يتحرر المجتمع من قيد التصنيف والتحزب والتكتلات، خصوصاً عندما يكون النظام السياسي جامعاً ويحتوي الجميع، ولا يفرق بين أبناء الوطن الواحد، وهذا لا يمنع الحراك الإيجابي، وإبداء الآراء في مناخ صحي، تسوده روح الانتماء الصادق للوطن الواحد الموحد، مع الحرص على ثوابته وهويته وثقافته.

سيسألنا التاريخ عن وقت بددناه في مناقشة قضايا ثانوية، وعن ممارسات إقصائية اعتاد عليها المسيسون الظلاميون من اليمين واليسار استهدفت بشكل مباشر أو غير مباشر هيبة الدولة، ويراهن كلا الطرفين على المجتمع، ويعتقد كل منهم أن ثلة “الهتيفة” و”المصفقين” المحيطين به أنهم المجتمع بكل أطيافه وألوانه!

وسطية المجتمع في شؤون الدين والدنيا، ونفض غبار الاصطفاف، ونزع أغطية الإحباط التي زملت وطنية بعضنا، وجعلت البعض يستثمر هذا الإحباط لتحقيق مصالح خبيثة، هي السبيل لتحقيق أحلام وردية سكنت عقول وقلوب الملايين.

يجب أن نشكر الله كثيراً على الأمن والأمان، وأن نقول لكل صاحب رأي يدعي الإصلاح: هذا الوطن للجميع، ولك أن تقول ما تريد ما دمت صادقاً، لكن تحت ظل الدولة، وليس فوق الثوابت الوطنية، حتى وإن عارضت، عارض ما تشاء من آراء وشؤون لكن تذكر سعوديتك، وأنك تحت ظل ملك عظيم وإرث كبير ووحدة قوية ومتماسكة، ولا تزايد على بلدك الذي يحكم بشرع الله، كما لا تحاول بأي شكل من أشكال تغيير هوية وطن مؤمن وآمن.

Towa55@hotmail.com
@altowayan
 

عن قرب
لا علمانية ولا غيره!
أحمد محمد الطويان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة