ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 22/11/2012 Issue 14665 14665 الخميس 08 محرم 1434 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

فجأة، ودون سابق إنذار بدأت إسرائيل تقصف غزة، والكل يعلم أنها عندما تريد شيئا فإنها لا تتورع ولا تخشى أحدا، بما في ذلك القوى العالمية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، فلا يمكن أن يتجرأ أي سياسي غربي أن ينتقدها علنا، وقد قال لي زميل أمريكي ذات يوم إن المسؤولين الغربيين قد ينحازون إلى اسرائيل فيما لو قررت الهجوم على بلدانهم!، وهناك حالة من الرعب تتلبس هؤلاء المسؤولين عندما يأتي الحديث عن إسرائيل، ويخشى أحدهم أن يصنف على أنه عدو للسامية، وهي التهمة التي تلاحق صاحبها حتى الممات، فهل من جديد هذه المرة؟

لا شيء، على الإطلاق، فالمواقف هي ذاتها، نسخ مكررة من بعضها، ويختلف الساسة الغربيون كثيرا، ولكنهم يتوحدون عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فهي خط أحمر، تفعل ما تشاء، وما عليهم إلا المصادقة، والتبرير، ولذا فإنهم وفي خضم سقوط الحمم الملتهبة على غزة كانوا يتسابقون للتصريح بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، حتى ولو هدمت البيوت على ساكنيها، وقتلت الشيوخ والأطفال الرضع، ومزقتهم اربا، فهي تقتل هؤلاء الإرهابيين قبل أن يدمروها!، ولا أظنهم إلا يشعرون بالذنب في قرارة أنفسهم، ويشعرون بالذل عندما يبدون أمام شعوبهم بهذا المستوى من الذل، ولكنها لعنة السياسة، والأمر الواقع الذي لا مفر منه، ولن يكون هناك مفرمنه في المستقبل القريب.

وكأني بهؤلاء المسؤولين الغربيين وهم في خلوات مع أنفسهم، ومع من يثقون به، وأتخيل كيف يتحدثون عن اسرائيل، وعن مسؤوليها، من باب «الفضفضة» بالتأكيد، اذ إن التاريخ الموثق يحدثنا عن مسؤولين غربيين سابقين كانوا من أشد الداعمين لإسرائيل، ثم تبين أنهم كانوا يشتمونها ليل نهار، بل وبلغت العنصرية ببعضهم حد المقت للجنس اليهودي، كما كان الرئيس الأمريكي الشهير ريتشارد نيكسون(1968-1973)، والذي اتضح من سجل مكالماته الهاتفية مع اصدقائه أثناء رئاسته أنه كان يشتم اليهود ويحتقرهم، وقد تم الكشف عن هذا السر أثناء فحص كل سجلاته أثناء التحقيق في فضيحة واتر قيت، والتي استقال من الرئاسة بسببها، وكذلك كان المستشار النمساوي الشهير كورت فولدهايم، وغيرهم كثير.

وليت كل هذا الرعب والذل من قبل ساسة الغرب يكون في مواجهة القادة الإسرائيليين الذين يملكون هيبة السلطة ووقار الدبلوماسية، كلا، إنهم كذلك في مواجهة العنجهي المتغطرس، والجبان نتنياهو، وحارس المواخير ليبرمان، وقد كان هذا عمله حقا قبل أن يمتهن السياسة، وغيرهم مما لا يستحق إلا أن يكون مجندلا بالقيود امام القضاة في محكمة العدل الدولية، لوكنا في عالم تحكمه المبادئ والقيم الإنسانية الحقيقية، ولكن الأمر ليس كذلك على أي حال.

فاصلة: «فيما مضى، كان الأمريكيون العنصريون يقولون عن الهنود الحمر (إن الهندي الطيب هو الهندي الميت!)، وبالنسبة لنتنياهو وليبرمان فإن العربي الطيب هو العربي الميت!».

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2
 

بعد آخر
من هو العربي الطيب؟!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة