ارسل ملاحظاتك حول موقعنا   Tuesday 18/12/2012 Issue 14691  14691 الثلاثاء 05 صفر 1434 العدد  

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

           

لست وحدك يا وزير التجارة والصناعة تشعر بالفخر، وأنت تقود سيارة نقل، من فئة إيسوزو، تم صنعها في المملكة، بل نحن نشاركك الشعور، ونحلم أن نأكل ونشرب ونلبس ونقود يوماً ما، ما هو من صنع بلادنا، ولكن، وآه من هذه الـ (لكن) لأننا لا نتعلّم من دروسنا سريعاً، ونتجاوز أخطاءنا، بل إننا لا نكف عن الدوران في مكاننا طويلاً، نتعثر ونسقط، ثم نقوم من جديد، ونتعثر بجدارة واستحقاق، ولا نملك إلا أن نضحك من أنفسنا، وعثراتنا التي لا تنتهي!

يوماً ما، وقبل عشرين عاماً، أو أكثر، ابتهجنا أن لقِّبت القصيم بـ(سلة خبز المملكة) وصدقنا الكذبة الكبيرة، بأننا منتجو قمح، ليس للاكتفاء الذاتي فحسب، بل إننا قادرون على تصديره إلى الخارج، وصرنا لا نصدّر (الذهب الأسود)، بل حتى الذهب الذهبي، وأصبحنا نحدّق من نوافذ طائرات الناقل الوطني، ونحن في السماء، نحو الدوائر الضخمة من مزروعات القمح، ونتنفس بفخر وثقة بأننا سنكون من كبار منتجي القمح نحو العالم، وتتابعت المناطق تزرع قمحاً، حائل، والشمال، ووادي الدواسر، و... و... إلى أن صحونا على الكارثة، فقد طار مخزوننا المائي بشكل غير مسؤول أبداً، ولم نعد نجد ماء الشرب إلا في تحلية مياه البحر، بكل ما تحمله من تكاليف باهظة، أرهقت موازنة الدولة.

بعدها بسنوات قليلة، صرنا نمشي بصدور منفوخة، ونحن نصدر الزهور إلى العالم، من سلة زهورنا مدينة تبوك، ولا أعرف هل تبعتها الجوف في تصدير زيت الزيتون أم ليس بعد؟

الشاهد في هذه الأمثلة، أننا مهووسون بالجانب الإعلامي الدعائي لمنتجاتنا، وكأننا حين نقدّم منتجاً جديداً، نسعى لأن نتباهى في الصحف والإعلام بأننا بلد زراعي أو بلد صناعي، وحينما تنتهي الحملة الدعائية، نكتشف إما أننا فقدنا ثروة ما، أو أننا ننتج دون أن نفكر بالجدوى الاقتصادية من ذلك، بمعنى أن تكون كلفة الإنتاج عالية جداً، وبالتالي لا يمكن الاستمرار في هذه اللعبة الإعلامية المملة، ويظهر فشلها سريعاً.

لذلك، يظهر السؤال التالي: هل مشروع تصنيع السيارات في المملكة، وهي سوق استهلاكي جاذب جداً، يعد مشروعاً اقتصادياً ناجحاً؟ وهل هناك خطة إستراتيجية طويلة المدى للاستثمار في هذا القطاع، بدايته كانت مع إيسوزو؟

فإذا كان عدد السيارات المسجلة في المملكة بلغ 13 مليون سيارة، وهذا العدد ينمو سنوياً بمعدل 700 ألف سيارة، أي بمعدل نمو وصل إلى 5.4% سنوياً، مقابل معدل نمو سكاني يصل إلى 2.5% سنوياً، فإن هذه السوق جاذبة وواعدة بشكل لافت للنظر، وهي الأكبر في الشرق الأوسط، لذلك من الطبيعي والمتوقّع أن ننتظر عملاً جاداً ومتنامياً في صناعة هذا القطاع، وهو أمر لا يستحيل تحقيقه مع وزير صناعة شاب، يمتلك ذهنية متألقة ومبتكرة، بحيث قد لا نحسده بعد عقود، حينما نعيش لحظة الفخر التي عاشها وهو يقود سيارة مدوّن عليها: صُنع في السعودية.

 

نزهات
صنع في السعودية!
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعة حفظ ارسل هذا الخبر لصديقك  

 
 
 
 
للاتصال بنا خدمات الجزيرة الأرشيف جوال الجزيرة السوق المفتوح الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة