Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 18/06/2013 Issue 14873 14873 الثلاثاء 09 شعبان 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

لعلّه من قبيل (الهذر) أن نقول إنّ الأمة العربية تتعرّض - الآن - لأقسى هجمة تستهدف لا: الاتصالات الأخوية ولا تلك المسمّاة بـ (المشبوهة)، بل إنّ السهمَ موجّهٌ حالياً إلى (البنية التحتية) التي تجمع ولا تفرّق والتي تعتبر الوحدة السياسية وقوّتها وصمودها: زاداً يرفع من معنوياتها. فالهدف إذن هو كل ما يمكنه

أن يكون تجسيراً لفجوات خلقها النظام السياسي العربي، بمعنى أنّ هذا النظام لا يرى أبعد من أنفه!.إنه كلام حقيقي وليس مجرّد مزايدات. فالأمة التي سادت زمناً ما صارت (تُسْتَرقُّ) اليوم وبأبشع أنواع الرقّ. وهو ذلك النوع من الرقّ الذي تُقبل فيه (المساومات)!. ليس هذا سياقاً غريباً أو مختلفاً عن موضوع حال الوطن العربي بين حال ٍمن التفكُّك والتشرذم لا تسمح بالتغلغل داخل أجزاء هذا الورم بلهَ الإحاطة بنوعه والدقة في تشخيصه. وما يجري على الأرض هو ما يترجم ما - إن شئتم - فسموه اهتزاز (الثقة) بين الدولة ومواطنيها والعكس. إنّ الإنسان العربي اليوم هو (كائن) مخترق ومشكوك فيه. وربما في حال أهون ملطخ السمعة وتدور حوله الريبة والشكوك. وليس بعيداً يوم قال (ساركوزي) زعيم فرنسا الآفل للمتظاهرين من أجل الحقوق والعدالة الاجتماعية (أتظنون الجنسيات التي منحناها لكم درعاً يقيكم شرّ عبثكم بمقدرات البلاد ؟!. إنني أستطيع أن أركلكم وإياها خلف هذا الشاطئ!).

تلك نظرة الذي يظن أنه الأكبر مهما خالف العرف والمواثيق الدوليين. وعندما تقرأ وجه السياسة الفرنسية باعتباره ذلك الوجه الذي كان مشرقاً ووضّاءً نجد أنه ينتج آلة لعكس الأمور. لتسيير القوائم المنتظرة بدلاً من خلق زنقة في الطريق يراها ويحس بها الرائح والغادي. والغرب هو أحد أئمة الأضاليل. أو: هو إمبريالية الكذب. ولذا فمما لا يسرّه أن يكون (مضغة) لوسائل التضليل المسمّاة غصباً بوسائل الإعلام. ووسائل التضليل تتراوح بين تلك التي تصطنع الأنباء الشريرة عن الآخر، باعتباره هو (الآخر). ولا يقف عند حدود الآخر المرعية بل يتفوق على نفسه ويختلق العدوّ اختلاقاً. مثلما سمى السيد (جورج دبليو بوش) - غزو العراق! - بتكسير أيادي الهجوم المحتمل ولو لزم الأمر أن تعطي الاستخبارات الأمريكية معلومات مغلوطة بل و(مضللة) عن القدرات الكيميائية والعلاقات الوثيقة مع تنظيم القاعدة الإسلامي المتشدد. وقال كلمته البليغة بعد أن رفض مجلس الأمن الدولي إعطاءه - بشكل مباشر - إنني ذاهب إلى هناك (أي: العراق) جاء معي من جاء وقعد من قعد. واعتبر العالم كله مسئولاً عما يجري في دول (محور الشر) ويعني بها كوريا الشمالية وإيران والعراق! في الوقت الذي يتناسى الغرب (الحُرّ) ما تقوم به إسرائيل من أعمال بربرية ضد المدنيين العزّل في فلسطين المغتصبة.

ليس للعرب اليوم قضية مركزية. بل إنّ لهم عدداً من القضايا المركزية ذات الشحن نفسه. فعندما تنفخ في كيس فارغ فإنه سينتفخ وسيهدَر انتفاخه لحظة انتزاعه من فم النافخ فيه. المدن العربية هي رموز لمخيلة العدوانيين من الناس فهي مدن غامضة. وإنها تعمل على تفريخ الإرهابيين متى شبّوا عن الطوق دخلوا في عديدها وأيضاً في احتياطيها السيكولوجي الذي قد يرتبط أصلاً بمنظمات غير عربية ولا مسلمة بل وقريبة من محور المنظور إليه كمُستَهدف. وفي بعض الأحيان يصير الأمر بمثابة المؤامرة وفي نظرية المؤامرة الكلّ شبه مدان. والكل شبه بريء. لذلك تتسع الفجوة وبدلاً من أن يسارع الجميع إلى ردْم الهُوى وتجسير ما هو متكسر. يسارعون فيعملقون الاختلاف وينثرون الزيت على النار وهم يظنون أنفسهم فوق مستوى الشبهات. وهم أساساً داخل دائرة الشبهات إن لم يكونوا في غرفة (العمليات). والمثير في موضوعنا أنه تمـدّد إلى ظلاله السياسية. في حين أن هذا ليس موضوعنا. إن موضوعنا هو في الاختلافات الثقافية والتي بدورها تتحول إلى اختلافات وجودية ونهائية أي: أن مصير الوجود الإنساني قابل للتفسير حسب وجهات نظر الخائضين في اختلافاتهم، وكل اختلاف هو الكبوة التي تنتظر الجواد المترع بالموهبة.

ليست القضية التي نعمل على مناقشتها، هي قضية وجود (سياسي) وينبغي الاعتراف قبل خوض أي حوار بحدودها الشخصية المتمثلة بعقيدتها الدينية ومطلق الرأي الآخر وخصوصاً ذلك (الرأي) الذي يعتبر شيئاً من (الميْز) العنصري أو قريباً منه بأدنى الحـدود. ونسمع (مراثيَ) للمدن العربية وخاصة حين نحدق في المشهد الشعري الأصيل (مضى زمنٌ كانت الأرض ُ فيه تدورُ على نفسها، أتى زمنٌ الشعراء الذين إذا دارتِ الأرض ماتوا، أو اجترحوا الرفض كيْ يوقفوها، مضى زمنٌ كانت المدنُ العربية فيه ثغوراً، أتى زمن المدن المصرفية!) - سعدي يوسف. إننا ينبغي ألاّ نخلط المفاهيم حين يكون الهدف هو المفهوم نفسه!.

متى نكفّ عن اغتيال العصافير التي تغرّد ببراءة ودون أن تحمل نوايا فلسفية من تغريدها، بل ولا نكتفي بمحاولة تفسير التغريدات بل ونشكل منا لجاناً كل واحدة منها تلبس ثوباً تخييلياً. فيروزياً أو زمرّدياً أو بلون أفق غارب.

لتمارس بواسطته تشيئي المعلومات المنهدرة فقط قبل أن تبتلعها بقع الصّرف الصحي. نتمنى لو أنّ العالم شـبّ على أن يحبّ. وأن يكون مليئاً بالغفران والتسامح والتفاهم المنطلق من الأخوّة والتشابه والانحياز لعالمنا الجميل كما خلقه الله. وكما يريد الله أن يكون العالم حدائق للحب!

كيف أستطيع أن أقحمكم في موضوع سياسي بناء على مقدمات شعرية؟!. واردّ على تساؤلاتي بنفسي أنه إن كان هدف الفرد من الحياة هو الوصول لآخرتها مطمئناً لخياره. وحين نعيد النظر في مسلّماتنا التي علقت بالأبجدية وهتكت أسـتارها. ونعيد عن طريق العمد (... مضى زمنٌ كانت المدن العربية فيه ثغـوراً، أتى زمن المدن المصرفية).

alhomaidjarallah@gmail.com
حائل

نظرة ما
الوجه الآخر للحرب!
جارالله الحميد

جارالله الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة