Tuesday 01/10/2013 Issue 14978 الثلاثاء 25 ذو القعدة 1434 العدد
01-10-2013

الطفل (الأعجوبة) والأم (المشلولة)؟!

لم يتجاوز (عامه الثاني) بعد، ولكنه يمضغ الطعام في (فمه) جيداً، ليضعه لاحقاً في (فم أمه) المشلولة؟!

صورة (أذهلت العالم) للطفل الصيني (جو كوينابو)، الذي تحول بالفعل إلى رمز مؤثر للحب الذي يربط الأبناء بأمهاتهم - كما وصفته الصحافة العالمية - عقب انتشار (صوره) وهو يقوم (بالفطرة) بوضع الطعام

(الممضوغ) في فم والدته المشلولة (تشانج رونجسيانج)؟!

وبما أن اليوم هو (الأول من أكتوبر) الذي حددته الأمم المتحدة بموجب قرارها رقم 106/45 (يوماً دولياً) للمسنين، حاول أن تستعرض تلك

(الصور المماثلة) حولك وفي محيطك ومجتمعك؟! من حقك أن تسلط الضوء عليها أو تشيد بها على الأقل، ومن حق مجتمعك أن يعلم بوجود (قصص رائعة) كهذه بين أفراده؟!

نحن في العالم الإسلامي سبقنا هذا القرار والتوجه الذي صدر في العالم 1990م، عندما فرض الإسلام الإحسان للوالدين وربط بينها وبين عبادة الله وتوحيده، بل إن رعاية واحترام (كبار السن) من أولويات وأخلاقيات الإسلام، رغم تفريط المجتمعات الإسلامية اليوم، حتى أن الخطط التنموية تجاهلت (الشيخوخة) إلا من بعض المراكز أو الدور البسيطة؟!

والسبب هو الحياة اليومية والعملية التي تسرق (السنين) منا، رغم أنها هي ذاتها من تجاهلت المُسن في المجتمع اليوم، علماً بأن هذا المُسن كان (يوماً ما) مؤثراً في مجتمعه، ولكنه تجاهل الاهتمام بمن سبقوه (ليأتي الدور عليه)؟!

مع اتساع الحياة، وتبدل ظروفها، ظهرت لدينا (صور مؤلمة) لبعض كبار السن وهم يقبعون في (غرف الرعاية الاجتماعية) أو الطبية، بينما هؤلاء يمكنهم العيش في بيئة أفضل، بعد أن تركهم أولادهم أو أقاربهم وتخلوا عنهم لأسباب متعددة؟!

وهنا أقترح سن (قوانين وأنظمة) محفزة لرعاية (المسنين) في بعض الأسر

(البديلة) التي تبحث عن الأجر والأجرة، ويمكن لأفرادها تقبل (مسن يحتاج للرعاية) بينهم!

في حال لم تحرك صورة الطفل (الأعجوبة) والأم (المشلولة) أصلاً، مشاعر كل من تخلى عن والديه المسنيّن؟!

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

 
مقالات أخرى للكاتب