Friday 04/10/2013 Issue 14981 الجمعة 28 ذو القعدة 1434 العدد

افتتحها الأمير محمد بن سعود بحضور نائب وزيرة الخارجية الإيطالية

الأيام السعودية الثقافية في روما.. حضر الإبداع.. فكان القبول

روما - موفد الجزيرة - سعد العجيبان:

الإبداع: هو المنجز الصعب، هو عنوان النجاح، فإقناع الآخر بحضارتك وثقافتك وموروثك ليس سهلاً، خصوصًا مع اختلاف المعتقد الديني والمنهج الفكري واللغوي «إن جاز التعبير». فالأمر يحتاج لجهد مضاعف حين يتعلّق بجذب الآخرين لثقافتك العريقة والمتنوعة..» الحاضرة هنا والغائبة هناك».

حينها يتركز الجهد في محاولات الظفر باستحسان الآخر لموروثك الثقافي المتنوع وتقبله.. ولن يكون ذلك بالمنجز السهل.. إِذْ يلزمه في المرتبة الأولى احترامك وتقديرك لموروثك الثقافي.. ذلك هو ما يدفعك لتقديم كل ما لديك.

في «قالب» متميِّز يُسهل لك «حظوة» القبول لدى الآخر.

من هنا جاءت فعاليات الأيام الثقافية السعوديَّة في روما.. تلك الفعاليات حظيت بقبول غير متوقع في اللحظات الأولى لانطلاقها في ميدان الشعب في العاصمة الإيطالية.. ففي إشارة مبكرة للنجاح حظيت المملكة باستثناء لتنظيم فعالياتها الثقافية على أرض ميدان الشعب في روما على مدى خمسة أيام، وهو أمر غير متاح لأيِّ فعالية أخرى محليَّة أو خارجيَّة.. ولا شكَّ أن العلاقات المتميزة بين المملكة وإيطاليا رمت بظلالها، بإكساب الرياض هذه الميزة لتنظيم فعالياتها في روما.. إلا أن القالب الثقافي «السعودي» المتميِّز والمتنوع المقدم للمتلقي «الإيطالي» يُعدُّ أيْضًا أرضيَّة خصبة يتكئ عليها نجاح الفعاليات وحظوتها بقبول لدى الإيطاليين.. ليجدوا في هذه الأيام الثقافية السعوديَّة في روما بعدًا تقافيًّا وثراءً بصريًّا يعكس ما وصلت إليها المملكة من تقدم ونماء.

المعرض

فقد بدأت فعاليات الأيام الثقافية السعوديَّة في روما حين افتتح صاحب السمو الأمير محمد بن سعود بن خالد وكيل وزارة الخارجيَّة لشؤون المعلومات والتقنية ورئيس لجنة المهرجانات والمناسبات في ميدان الشعب (بياتزا بوبولو) في روما الثلاثاء، معرض الأيام الثقافية السعوديَّة الذي يُقام ضمن فعاليات الاحتفال بمرور ثمانين عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيطاليا بحضور نائب وزيرة الخارجيَّة الإيطالي لابو بيستيللي ونائبة وزيرة الممتلكات الثقافية والأنشطة السياحيَّة الإيطالية سيمو نتا جورداني.

أجنحة منوعة

وقصَّ سموه الشريط إيذانًا بافتتاح المعرض، الذي يحتوي على نماذج الخط العربي والفن التشكيلي والتصوير الضوئي والطوابع البريدية والأزياء السعوديَّة، كما اشتمل على الخيمة التراثية والحرف اليدوية وجناح التمور السعوديَّة والعروض الفلكلورية.وقد تجوَّل سموه يرافقه نائب وزيرة الخارجيَّة الإيطالي لابو بيستيللي ونائبة وزيرة الممتلكات الثقافية والأنشطة السياحيَّة الإيطالية سيمو نتا جورداني والضيوف في أرجاء المعرض واطلعوا على ما يحتويه.

الحفل الخطابي

بعد ذلك بدأ الحفل الخطابي، حيث رحب سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إيطاليا صالح محمد الغامدي في كلمته بحاضري الحفل من الجانبين، مثمنًا التعاون الذي قدَّمه الجانب الإيطالي لإقامة المعرض.

وتطرَّق إلى تاريخ العلاقات بين المملكة وإيطاليا ومراحل تطوّرها سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا. وقال: إن الاحتفال بهذه المناسبة يهدف إلى إظهار الإنجازات الاستثنائية للمملكة في المجالات كافة وإبرازها للجانب الإيطالي، لافتًا الانتباه لافتتاح معرض بعنوان (اكتشاف المملكة العربيَّة السعوديَّة: أرض الحوار والثقافة)، الذي يستمر شهرين في متحف فيتوريانو في قلب العاصمة روما حيث يمثِّل هذا المعرض رحلة حقيقية لاكتشاف شبه الجزيرة العربيَّة.

عمق العلاقات

من جانبه نوّه وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافيّة الدوليَّة الدكتور عبد العزيز الملحم بالعلاقات الثنائية بين المملكة وإيطاليا وتطوّرها المستمر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- بشكل واضح وملموس في المجالات كافة.

وبيَّن د. الملحم أن الاحتفال جاء تتويجًا لعمق هذه العلاقات، موضحًا أن الاحتفالية تشهد أنشطة وفعاليات ومعرضًا للآثار تجسِّد الإنتاج الثقافي والفكري والفني لواقع الثقافة السعوديَّة المعاصرة.

وأعرب عن أمله أن يجد الإيطاليون في هذه المناسبة بعدًا ثقافيًّا وثراءً بصريًا يمثِّل ما وصلت إليه المملكة من تقدم ونماء، متمنيًّا أن ينمّي هذا الاحتفال لغة التواصل بين الشعبين الصديقين.

تفاعل مع العروض الفلكلورية

بعد ذلك شاهد الحضور عروضًا وطنيَّة وفلكلوريَّة من مختلف مناطق المملكة، تضمنت العرضة السعوديَّة والخبيتي والمجرور والعزاوي والخطوة وغيرها، وقد تفاعل الحضور من الإيطاليين مع تلك العروض بشكل غير متوقع، ثم تناول الحضور العشاء الذي أقامته وزارة الثقافة والإعلام بهذه المناسبة.

علاقات متميزة

وعقب الحفل أكَّد صاحب السمو الأمير محمد بن سعود بن خالد وكيل وزارة الخارجيَّة لشؤون المعلومات والتقنية رئيس لجنة المهرجانات والمناسبات في ميدان الشعب (بياتزا بوبولو) في روما عمق العلاقات المتميزة بين المملكة وإيطاليا، وقال نحن فخورون تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني لتمثيل شباب وشابات الوطن في العاصمة روما، مشيرًا إلى أن روما تزخر بالتاريخ والثقافة، لذلك نسعى لتقديم الصورة المشرفة عن المواطن السعودي لأهالي وزوار روما من خلال العروض الثقافية والفنيَّة والشعبيَّة. وبيَّن سموه أن الفعاليات تتَضمَّن أنشطة مُتعدِّدة شبابية وثقافية واقتصاديَّة وأكاديمية يتوَّج بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجيَّة بنشاط سياسي مكثف، معربًا عن أمله للعلاقات السعوديَّة الإيطالية التقدم والازدهار كما عهدناها في السابق وتكون أقوى في الفترة القادمة.

حدث تاريخي

وحول ما حظيت به المملكة من استثناء في تنظيم الفعاليات في ميدان الشعب في روما على مدى خمسة أيام، أوضح سموه أن وزارة الخارجيَّة عملت على ذلك منذ عام، بعد صدور التوجيهات لها من المقام السامي الكريم، فكانت هناك زيارات متواصلة وإقناع للجانب الإيطالي للحصول على هذا المكان المتميِّز في قلب العاصمة الإيطالية، حيث لا يمنح لأكثر من عدَّة ساعات معينة، إلا أننا وفقنا وبتعاون من عمدة مدينة روما بالحصول على استثناء لتنظيم الفعاليات على مدى خمسة أيام وفي حدث تاريخي في إيطاليا، ما يعكس ثقل المملكة دوليًّا، لنقدم الوجه المشرق للإنسان السعودي ونفخر بكلِّ ما نقدمه في ظلِّ قيادتنا الرشيدة.

التبادل التجاري

وحول التبادل التجاري مع إيطاليا، التي تقع في المرتبة الرابعة مع المملكة كشف سموه عن مشروعات كثيرة مشتركة لافتًا سموه إلى وجود لقاءات اقتصاديَّة مكثفة هذا الأسبوع بين الجانبين في روما يحضرها رجال أعمال من البلدين. وعن ضرورة وجود ملحقية تدفع بالتعاون التجاري المشترك لم يرَ سموه حاجة للملحقية، معتبرًا أن وجود رجال الأعمال وكذلك مجلس الأعمال السعودي الإيطالي الذي يتميز بنشاطه، مستشهدًا بوجود الجانب الإيطالي الذي فازت إحدى شركاته بأحد المشروعات المهمة لقطارات مدينة الرياض.