Friday 04/10/2013 Issue 14981 الجمعة 28 ذو القعدة 1434 العدد
04-10-2013

نصر الله.. ودوره في تأجيج الطائفية!

لن أكون مبالغا عندما أصف الحرب الطائفية، بأنها من أخطر الأسلحة المستخدمة، وأشدها قذارة، -خصوصا- وأن الأحداث الجارية في سوريا، تدفع إلى الواجهة بعض أبعاد الصراع المتحكمة في خلفية المشهد، بعد أن وظفت الطائفية كنزعة سياسية، لا علاقة لها بالعقائد الدينية، أو المذهبية، وإنما استغلت الخلافات المذهبية لأغراض مصلحية.

لا يزال حسن نصر الله يلعب على وتر تأجيج نار الطائفية، والمذهبية في الدول العربية، باسم الدفاع عن الإسلام، وإن كان طابعها الأساس سياسي؛ لكنه استطاع أن يغلفها طائفيا في اعتداء منهجي، استهدفت الإساءة إلى الأوطان، ووحدتها الوطنية؛ وليتربص بهذه الوحدة، ويتمنى الإجهاز عليها؛ ولتأخذ بعدا أكبر، وتأثيرا أشد على أرض الواقع. الأمر الذي جعل الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية -الدكتور- عبد اللطيف بن راشد الزياني، يبدي أسفه من التصريحات التي أطلقها -الأمين العام لحزب الله- حسن نصر الله، قائلا بأن: «الافتراءات، والادعاءات التي ما فتئ أمين عام حزب الله يرددها ضد دول مجلس التعاون، هي افتراءات، وادعاءات باطلة، ومكشوفة النيات، وأن هذا النهج التحريضي الذي يكرره في خطابه الإعلامي الطائفي فشل فشلاً ذريعاً، بعد انكشاف الغطاء عن الأهداف البغيضة التي يرمي إليها، والأعمال الشنيعة التي ترتكبها مليشياته ضد الشعب السوري الشقيق».

الاصطفافات الطائفية في المنطقة قامت على أساس هذه المعادلة، التي ينتهجها نصر الله، باعتبار أن الأطراف التي تسعى إلى تحقيق مآربها السياسية اللامشروعة عن طريق المجموعات الإرهابية، مسؤولة أمام هذه الأحداث الإجرامية، والتي تشهدها الأحداث الدموية على الأراضي السورية؛ ولتكون تشخيصا دقيقا لكل العواصف المفتعلة؛ من أجل أن تصب نتائجها في مصلحة الدول العظمى.

لن ينحاز العقلاء إلى حضن الطائفية على حساب حضن الأمة، بل سيتخذون كل ما من شأنه مواجهة الفتنة الهوجاء، دون المساس باللحمة الدينية، والمذهبية، والعمل على إرساء العلاقات بين جميع مكونات شعوب دول المنطقة على أساس المواطنة.

drsasq@gmail.com

باحث في السياسة الشرعية

 
مقالات أخرى للكاتب