Friday 04/10/2013 Issue 14981 الجمعة 28 ذو القعدة 1434 العدد

ذوقيات

كلمات للتأمل

كلمات للتأمل

فَتِّش في ذاتك

يتخبط البعض في دنيا الشعور المضطرب والأفكار المتعاقبة، الصالح جزء منها والعجيب الوهمي الغالب على أمرها، وذلك إذا قضى وقته يفتش في حياة غيره ولا يقف عند أي حدود يفسر الظواهر ويستقرئ النوايا ولا يصل لأي غاية، بل يستطرد في التفاصيل، فهذا فعل وذلك قال وهؤلاء هم وما إلى ذلك إنهاك للروح واسوداد في القلب وإشغال للعقل في توافه الأمور وما لا يعود عليه ولا على غيره بأي تأثير أو نفع دنيوي أو أخروي!

«والناس صنفان: موتى في حياتهم... وآخرون ببطن الأرض أحياء»

قد يقول قائل هذا اهتمام وحرص ونقول بل مثل الفرق بين الثرى والثريا هما الاهتمام الصادق المباشر والاهتمام المزيف الفارغ بون شاسع بينهما؛ فالأول يأتي إليك مباشرة ويحرص عليك يسأل وينصح, يقف معك لتنهض ويفيض لطفا فيدعو لك والآخر يتذمر ويخفي ما يبطن, يأخذ من غيرك ويخبب عليك ينمم ويقدح ويفر منك وينكر لك! وهل خلقنا لمثل هذا أو توفرت أوقاتنا لذلك؟ وماذا عن منهجنا وقيمنا التي بها حياة هانئة سرمدية.

معنى الحياة

إن معنى وغاية وجودنا في الحياة ليس بالأمر الغامض لنهدرها بما هو خارج عن مسؤوليتنا مما يضعفنا ويخسرنا ما نعلمه ولا نعلمه فلدينا دين ونبي قد أحبنا وهدانا لأحسن القول والفعل: (قد تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك) ولا يخلو موقف قد يعبر بنا أو لغيرنا إلا ولقدوتنا عليه الصلاة والسلام منهج واضح قد سلكه أو أرشد إليه.

فتش هنا

فتش في ذاتك فيما وهبك الله إياه؛ في قدراتك وواجباتك وحقوقك وحقوق من هم في مسؤليتك ورعايتك، فتش كيف تنهض وكيف تحسن وتتقن كل شيء يخصك لترسم مستقبلاً أفضل، فتش كيف تصنع لدنياك مايحقق فلاحك الحقيقي الذي يمتد نفعه لآخرتك وإياك أن تقض الأيام منشغلا بالآخرين وأنت لم تعرف نفسك فذلك الجهل والشقاء كله لأنك لن تعرف كيف تحيا مع البشر وأنت لم تعلم كيف تحيا بذاتك.

وإن أردت أن تذوق طمأنينة الذات وتدرك قيمتها إليك هاتين القاعدتين:

1- أخلص نيتك كل يوم واحتسب كل فعل حسن مهما كانت نتائجه يقول الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز: أصلحوا سرائركم تصلح لكم علانيتكم، واذكر ما حكي عن أحد العلماء أنه كان يصنع من المعروف كثيرا فقيل له في ذلك فأجاب: إنما فعلته مع نفسي ثم يتلو: {وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ} (272) سورة البقرة.

2- املأ ذاتك واعتنِ بزادها املأ ربع وقتك بالعلم النافع والباقي بتطبيقه وكن راسخا في التطبيق الجاد ولتطمئن بعدها فما كانت نهضة السابقين والحاضرين وفلاحهم إلا لأنهم إذا علموا فعلوا.

وقود للحياة

يقول الشيخ الطنطاوي: الحياة سفر، فكم من الناس يسأل نفسه لِم? السفر؟ وإلى أين الرحيل؟ كم منا من يسأل ما الحياة؟ ولماذا خلقنا؟ وإلام المصير؟.

أ. هدى بنت ناصر الفريح

hudaalfourih@gmail.com