Saturday 05/10/2013 Issue 14982 السبت 29 ذو الحجة 1434 العدد
05-10-2013

تهيئة المجتمع قبل قيادة المرأة للسيارة

قادة الرأي لديهم قدرة متميزة على نطاق واسع لتشكيل الرأي من خلال التأثير على الآخرين. هناك نماذج من قادة الرأي عبر التاريخ، وأيضاً توجد نماذج نشاهدها اليوم على أرض الواقع. يوجد أكثر من سبب يجعل تأثير قادة الرأي على الجمهور أقوى من تأثير وسائل الإعلام

في بعض الشأن الاجتماعي، أحدها السيرة العطرة التي يتمتع بها قادة الرأي والرسائل الهادفة التي يحملها خطابهم الإرشادي إلى الجمهور، على عكس الانطباع الذي يحمله الجمهور عن وسائل الإعلام أنها وسائط لنقل الأخبار. تتراوح نسبة مادة الخبر في المحتوى الإعلامي من 70 % إلى 90 % ما يجعل رسالة الرأي عبر وسائل الإعلام ضعيفة التأثير. أدرك البعض من قادة الرأي ذلك الضعف فجعل دور وسائل الإعلام يقتصر على المساندة، واحتفظ لنفسه بالدور الرئيس في مخاطبة الجمهور؛ ليبقى قريباً من المتابعين له؛ ما يتيح لهم سهولة التواصل معه وتلقي النصيحة. قادة الرأي شخصيات مرموقة؛ ولها اعتبار في المجتمع، ويحظون بتغطية إعلامية أكثر من عامة الناس، وخصوصاً أنهم يحملون مؤهلات عالية في مجالات متخصصة، ولديهم بصيرة نافذة لقراءة مؤشرات التغيير.

عندما يرصد قادة الرأي مؤشرات عن مشروع يلوح في الأفق ذي أبعاد اجتماعية، وأثره حتمي، تصبح لديهم فرصة ذهبية، يتعين اغتنامها لتشكيل الرأي العام.

تهيئة المجتمع عملية استباقية، تهدف إلى التوعية والقضاء على سوء الفهم قبل حدوث التغيير المحتوم.

الخلاصة:

قيادة المرأة للسيارة قضية يدور حولها كثير من الجدل؛ وتحتاج إلى تكوين رأي عام، وإنشاء اعتقاد سائد قبل إقرارها في المجتمع. وسبق أن صرح صاحب السمو الملكي الأمير نايف - رحمه الله - بأنها “شأن اجتماعي، ويقرره المجتمع”. الإجماع في الرأي له قوة وتأثير على القضية الجدلية، وخير من يقوم بهذه المهمة قادة الرأي؛ لما لديهم من مصداقية؛ وخطابهم يلقى آذاناً صاغية في أوساط المجتمع..

تأهيل المجتمع (رجالاً ونساء) قبل جلوس المرأة خلف مقود السيارة يقع على عاتق قادة الرأي، وعلى عاتقهم يقع مسؤولية تشكيل الاتجاه الفكري العام، وتوعية الناس بأنها قضية اجتماعية، وليست دينية.

khalid.alheji@gmail.com

Twitter@khalialheji

 
مقالات أخرى للكاتب