Sunday 06/10/2013 Issue 14983 الأحد 01 ذو الحجة 1434 العدد
06-10-2013

من يحتفل بصدق بذكرى 6 أكتوبر؟!

يتساءل المصريون وهم على حق: هل فعلاً الإخوان المسلمون ومؤيدهم يسعون للاحتفال بالذكرى الأربعين لانتصار حرب 6 أكتوبر، وهل نيتهم صادقة بهذا الاحتفال والدعوات المكثفة التي يوجهونها لإنصارهم للاحتفال بهذه المناسبة العزيزة على المصريين...؟!!

البعض ومن داخل مصر من كتاب صحفيين ومحللين سياسيين يقولون إن الإخوان المسلمين وأنصارهم فعلاً نيتهم صادقة بالاحتفال، ولكن ليس بالذكرى الأربعين لحرب 6 أكتوبر، بل هم يحتفلون بالذكرى الـ 32 لمقتل الرئيس الأسبق أنور السادات الذي اغتالته جماعات إرهابية ظهرت من رحم تنظيم الإخوان المسلمين، والذين احتفل قادتهم في السنة الماضية برفقة الرئيس المعزول محمد مرسي في المناسبة نفسها والتي، وإن كان ظاهرها الاحتفال بنصر 6 أكتوبر فإن الاحتفال الحقيقي كما يؤكد الكثير من كتاب مصر هو اغتيال بطل 6 أكتوبر، فهذا الاغتيال يعده هؤلاء التكفيرون أهم من الانتصار على الإسرائيليين..!!

المهم هذا العام يسعى الإخوان وأنصارهم ممن يدعون دعم الشرعية الاحتفال بالذكرى في ميدان التحرير بعد أن حُرموا من الاحتفال في الاستاد الكبير الذي احتفلوا به في العام الماضي مع كبير الشرعية وشيخ الجماعة الذي التف حوله شيوخ الجماعة والعشيرة وحرص الكثير منهم على تقبيل يده في سلوك يراد منه التذكير بطقوس السمع والطاعة..!!

هذا العام يسعى الإخوان وأنصارهم إلى الاحتفال في ميدان التحرير وشيخ العشيرة وقائد الشرعية يقبع في السجن ومعه شيوخ الجماعة و(أبطال) الانتصار الثاني التخص من بطل حرب أكتوبر، فالجميع أما في السجن أو هارب من ملاحقات أجهزة الأمن.

واليوم سوف يسعى أنصار (الشرعية) وأبناء العشيرة ومن يناصرهم إلى التوجه إلى ميدان التحرير، وإن لم يتسن لهم ذلك فالذهاب إلى رابعة الدوية التي أصبح لها شعار يرفع في المحافظات وحتى استطنبول. وإذ تعذر الوصول إلى التحرير أو رابعة العدوية فإلى قصر الاتحادية، وهذه المواقع الثلاثة هي مقصد (الثوار الشباب) ممن أشعلوا ثورة 25 يناير وموجة 30 يونية، وكلا الفريقين بكَّر بالذهاب إلى هذه المواقع كل يريد احتلال موقعه للتدليل على أنه الأحق بالاحتفال بنصر 6 أكتوبر، ومثلما يسعى كل طرف إلى الاستيلاء على الثورة والهدف الحكم والسلطة، فإن الطرفين يعمل على ورثة نصر 6 أكتوبر، وكلاهما لا علاقة له بهذا الانتصار، فأنصار الشريعة وأبناء العشيرة أهدافهم بالاحتفال والاحتشاد والتجمهر لا علاقة له بالنصر، فالهدف هو تخريب الاقتصاد وتخريب الاستقرار والتذكير بأنه مثلما تخلصوا من (بطل 6 أكتوبر) بالاغتيال في يوم النصر فإنهم قادرون على التخص من بطل 30 يونيو...!!

أما الثوار الشباب فأكثرهم لم يكن قد أبصر النور ولم يولد بعد عند انتصار 6 أكتوبر عام 1973م.

الصادقون والراغبون في الاحتفال بنصر 6 أكتوبر كمناسبة وطنية يعتز المصريون بحلولها عاجزون عن إظهار فرحهم لأن من يريدون سرقة الثورة وسرقة الانتصار يتنافسون لاحتلال مواقع الاحتفالات.

jaser@al-jazirah.com.sa

 
مقالات أخرى للكاتب