Sunday 06/10/2013 Issue 14983 الأحد 01 ذو الحجة 1434 العدد
06-10-2013

اللاعبون بالنار؟!

يقول: كان ابني طبيعياً سوياً في سلوكه وفي تصرفاته العامة قبل، وفي بدايات انخراطه في عالم التشجيع الكروي لأحد الأندية.. غير أنه تحول مع مرور الوقت إلى شخص آخر لا يمت لابني الذي أعرفه بصلة.. فقد أصبح عصبي المزاج، سريع الغضب، سليط اللسان إلى درجة الوقاحة حتى في تعامله مع إخوته وأخواته.. وأصبح يردد ما يسمعه ويتلقفه من عبارات يسمعها من أقرانه في المدرسة وفي الشارع، فضلاً عن إصراره العجيب على المغالطة، وعلى التمسك بآرائه الخاطئة وعدم التنازل عن قناعاته التي بناها على ما قاله اللاعب المعتزل الفلاني في البرنامج الفلتاني، أوالصحفي العلاني.. ويواصل: عندما بحثت في سير أولئك الذين شكّلوا ورسخوا تلك القناعات في أذهان هؤلاء الأبرياء وحوّلوهم بالتالي إلى (ببغاوات) يرددون دون وعي ما يقولونه أو يكتبونه من أكاذيب وتغشيش متعمد لمجرد أنهم يعزفون على الوتر الميولي الذي يستهوي هذه الشريحة القابلة للتشكل.. وجدت بأنهم أصلاً أكثر حاجة للتأهيل من هؤلاء الأبرياء ليكونوا في عداد الطبيعيين وليس في عداد المؤتمنين على تشكيل الرؤى والقناعات السليمة لمجتمع يعج بالشرائح العمرية المختلفة والثقافات المتباينة.. ويختتم بالقول: يا أخي.. والله إنني في حيرة من أمري، فلقد طغى انجراف ابني في هذا الوادي السحيق على ما سواه من واجبات عديدة أخرى.. وأصبح يتعامل معنا في جميع الأموربشخصية مشجع (الكورة) المتطرف الذي لا يرى إلاّ ما يراه الذين يسيرون في ركابه اللوني، ولا يسمع إلاّ ما يرددون حتى وهو كذباً وزوراً.. وقد تعجب يا أخي إذا قلت لك: إنني أحد عشاق كرة القدم من قمة رأسي حتى أخمص قدمي، ولكن ليس على طريقة وشاكلة هؤلاء الذين لايريدونها متعة وفروسية، وإنما يريدونها أحقاداً وضغائن وتناحرا.. المصيبة أن الغالبية من هؤلاء الشباب قد تشكلت شخصياتهم العامة وفق سلوكهم وقناعاتهم الكروية رغماً عنهم، وهذا هو اللعب بالنار بعينه، قلت له: هذه نتيجة إعطاء القوس لغير باريها ياصاحبي ولم أزد.

وماذا بعد ياهؤلاء؟!

هل لابد لمن يتصدّى للخوض في الشأن الرياضي لدينا من أن يكون على جانب كبير من الالتزام الروحاني لكي يكتسب مناعة ضد الإفك والأفاكين وضد استدراجاتهم، وضغوطاتهم وبالتالي اكتساب الشجاعة في قول كلمة حق - كشهادة - حول واقعة ما، شاهدها بعينه وسمعها بأذنه؟!.

ذلك أنه في خضم تزاحم أصحاب الفزعات غير المشكورة الذين تهافتوا على مائدة البيان الاتحادي (الإعجوبة) وبخاصة فيما يتعلق بتهمة العنصرية، من خلال برامجهم وزواياهم، بين من يريد أن يؤكد ولاءه لطبيعة الدورالذي أخذه على عاتقه كمهمة لابد من القيام بها وإلاّ سقط حظه في أن يكون من أصحاب الشأن والقبول.. وبين من أرادها (شعلة) وتأجيجاً، والغرض في كلتا الحالتين إدانة الهلال وجماهير الهلال وليس حباً أو تعاطفاً مع الاتحاد أو جمهوره بدليل تواريهم تماماً عندما هتفت مدرجات أنديتهم مرددة ذات الألفاظ وأسوأ منها بحق جماهير الهلال والاتحاد، وحتى في ظل تكرارالهتافات المسيئة والهابطة التي ما انفكت ترددها جماهير الاتحاد ضد الهلال وجماهيره ونجومه على مدى عقود وجميعها مثبتة وموثقة بالصوت والصورة وليس بـ(التزبيط)؟!!.

أقول: في خضم تلك العجة خرج أحد النصراويين - على غير العادة - عبرالشاشة ليدلي بشهادته من أن المدرج الاتحادي هو البادىء بالهتافات المسيئة، وأن ما سُمع من المدرج الهلالي ما هو إلاّ رد فعل.. وأشَهد الله على ذلك.. وهي حقيقة معروفة لدى كل من تابع المباراة.. لكننا سنستخلص من هذا الموقف الشريف و(الغريب) في آن معاً، بعض النقاط والتساؤلات.

الأولى - وتتمثل في استهلالة الضيف للإدلاء بشهادته حينما قال: قد يستغرب بعضهم لكونه نصراوياً يقول مثل هذا الكلام، وهنا تأكيد على أن من يقول كلمة الحق منبوذ تماماً وخارج عن النسق في بيئات معينة، إلى درجة وضعه موضع الخائن، وهذه مشكلة عويصة تحتاج إلى علاج وإلاّ أتت على الأخضرواليابس.. ولاشك في أننا قد رأينا آثارها.. (اللهم لا شماتة).

الثانية - هل كان الضيف الكريم سيقف ذات الموقف النزيه قبل عدة أعوام.. أي قبل التحول الروحاني المحمود الذي طرأ عليه (زاده الله ثباتاً).. أما أنا فأقول: إنه المستحيل بعينه؟!.

الثالثة - أليس في هذا دحض صريح لمواقف وافتراءات أقرانه من ذات الميول الذين صدّعوا رؤوسنا صباح مساء بالحديث عن المثاليات والغيرة على اللُحمة الاجتماعية رغم إصرارهم العجيب على التعامي عن حقيقة البادىء بالإساءة حتى بعد خروج صاحبهم وإيضاحه للأمر، وبالتالي سقوط حقهم تلقائياً في الظهوروالتبجح بالخوض في صفات لايليق الخوض فيها إلاّ بالشرفاء الذين لايخشون في الحق لومة لائم.. لوكان هذا الرهط يتمتعون بأي قدر من الحياء.. أولم يكونوا مجندين لهذه الغاية!!.

الرابعة - هل لابد أن يكون الإنسان أكثر التزاماً روحياً لكي يتمتع بضمير حي وذمّة صافية؟!.

المتكتلون؟!

لا يمكننا بأي حال أن نأخذ التدابيرالتي تنتهجها بعض البرامج الرياضية في بعض القنوات المتخصصة وغير المتخصصة منذ مدة، مأخذ حسن الظن؟!.

فمن الواضح، وبدون أدنى شك أو مشقة.. تستطيع أن تلمس مدى الترتيبات والعناية في اختيار أطراف الحوار تجاه قضايا معينة، وتجاه أندية معينة ومحددة، بحيث يندر انعقاد أي برنامج ما لم يكن أحد أطرافه أحد عناصر التكتل ضد الهلال، هذ الجانب الأول من الترتيبات المتقنة والضرورية.. أما الجانب الآخر فيتمثل في ضرورة التأكد من نوعية ذلك (المتكتل) ومدى إجادته وقدرته على (الكذب) وعلى القفز فوق الوقائع المثبتة، وعلى الخروج بالأمور عن إطارها الصحيح.. مع العناية في اختيار الطرف المقابل الذي من المفترض أن يمثل الجانب الهلالي أو المحايد بحيث يكون أكثر التزماً بآداب الحوار، هيناً ليناً، خجولاً، لايستطيع مجاراة منافسه في سبيل أن يبدو الأضعف حجة في نظر المتابع، وهذا هو معيار نجاح المهمة التكتلية البغيضة التي سُخرت لها الكثيرمن البرامج والسحنات؟!!.

هاكم هذا المثال: الأصوات النصراوية المنتقاة للمهمة، والتي من المفترض أن (تسوّي نفسها ميتة) إزاء الخدمات الكوارثية التحكيمية التي يسديها لها التحكيم منذ الجولة الأولى وحتى الخامسة، ولن أتحدث عن الماضي المليء بالشواهد المخجلة.. هذه الأصوات لا تكف عن إفكها تجاه الهلال بزعمها أن الأخطاء التحكيمية هي من وضعته في صدارة الترتيب رغم أن الشواهد كلها تدحض هذا الافتراء وهذه الأكاذيب المدفوعة الأجر؟!.

fm3456@hotmail.com

 
مقالات أخرى للكاتب