Monday 07/10/2013 Issue 14984 الأثنين 02 ذو الحجة 1434 العدد
07-10-2013

الأسد وصراع الكبار

بالأمس استوقفني تصريح رأس العصابة الأسدية بشأن تهديده لتركيا بدفع أثمانٍ باهظة نتيجة لدعمها الثورة السورية.

ولفتني كذلك توقيت التصريح، فلقد مضت سنتان تقريبًا على الدعم التركي للثورة السورية، فلماذا التصريح وبهذه الحدة الآن!؟ وهل له علاقة بالصفقة الأمريكية الروسية وإحساس الأسد بأنّه باقٍ في السلطة برغبة روسية إسرائيليَّة.

لم أجد ردًّا على هذا التصريح الفجِّ أبلغ من القول له إنّه عندما يتصارع الكبار فما على الصغار سوى الصمت، فأنت لست قادرًا على حماية رقبتك من هذه الثورة ورجالها لولا التدخل والدعم القوي والعلني اللا محدود (بما فيه إدخال الجماعات التكفيرية المسلحة في المعركة) لكان أمرك وأمر عصابتك النصيرية قد انتهى منذ سنتين.

وإذا علمنا أن سوريا لم تكن يومًا دولة منذ اختطافها على يد المقبور حافظ الأسد، فمنذ 43 عامًا وحكم العصابات المافياوية هو السائد في سوريا حتَّى يومنا هذا، فعلى أيّ شيء يتكئ هذا الدمية في تهديداته الجوفاء لتركيا.

هل هو على جيشه الذي لم يدخل معركة حقيقية واحدة وينجح فيها طيلة الـ43 عامًا الماضية، فهو يعرف قبل غيره أنّه أجبن وأعجز من أن يخوض حربًا حقيقية ضد تركيا بسبب الاختلال الفاضح في موازين القوى لصالح الأتراك، بل إنّه لم يتعلم الدرس الذي لقنه الأتراك لوالده المقبور قبله، الذي على إثره سلَّم حافظ الأسد صاغرًا عبد الله أوجلان زعيم الأكراد في تركيا عند أول تهديد تركيا له في ذلك الوقت.

أم هو يتكئ على داعميه الروس والفرس واليهود والذين بالتأكيد لن يفيدوه عندما تحين ساعة الحقيقة.

أم هو يراهن على الشيء الوحيد الذي يبرع فيه ووالده من قبله وهو تصدير الإرهاب والإرهابيين والسيَّارات المفخخة لكل دول الجوار، فعند ساعة الحقيقة فإنّ مثل هذا العمل الجبان الذي لا يجيد هو وعصابته غيره، الذي أكسبه أوراقًا تفاوضية تخريبية كثيرة في المنطقة علاوة على عمالته للفرس والصهاينة قد كان ناجحًا مع دول مثل العراق الممزق أو لبنان الأكثر تمزقًا، الذي لو لم تعيّن أمريكا ومن خلفها إسرائيل أباه وكيلاً معتمدًا لهما للقيام بهذا الدور الخسيس ما كان استطاع القيام به ولما كان هو كذلك قادرًا على القيام به الآن، أقول: عندما تحين ساعة الحقيقة فهذه تركيا وليست لبنان أو العراق.

إن من المضحك المبكي أن يتبجح الأسد بمثل هذه التهديدات وهو في هذا الوضع المزري ولم يستطع أبوه من قبله التبجح بمثل هذه التهديدات الجوفاء عندما كان في أحسن حالاته.

أم أنَّه ساذجٌ لدرجة أن يعتقد أنّه يستطيع الاعتماد على نصيرية تركيا بل قد يتوهم أنَّه يتحكم بهم كما تحكم بنصيرية سوريا بالترغيب والترهيب والتخويف من الإسلاميين والمتشدِّدين الذين زرعهم في قلب الثورة السورية لإفسادها وخلط أوراقها والاستفادة من ورقة الإسلاميين للبطش الهمجي بالشعب السوري.

أم أن الأمر لا يعدو أن يكون حالة يأس وإحباط يمرُّ بها هذا الدجال التافه وأنه لتخويف تركيا التي تعرف حجمه الطّبيعي ودوره كذلك، أيّ أن المسألة لا تعدو أن تكون (تكبير حكي) بالدارج الشامي كما عادة هذا الوغد وعصابته في الحروب الكلامية أو الحروب بالوكالة عن طريق حلفائه مثل حزب الشيطان.

إذًا لماذا الشعور المفرط الزائف بالقوة؟

كما قلنا منذ سنتين نعيد ونكرّر مرة أخرى أن ثورة الشعب السوري قد كشفت وأزالت كل الأقنعة عن زيف وكذب شعاراته عن المقاومة والممانعة وكشفت أيْضًا حجم تآمر العالم وبالأخص إسرائيل معه ضد الشعب السوري والفلسطيني واللبناني والعراقي وكل شعوب المنطقة العربيَّة.

ولكن هل يعتقد هذا الأحمق أن هذا العالم الذي تآمر معه ضد الشعب السوري سوف يكمل مؤامراته معه ضد تركيا.

 
مقالات أخرى للكاتب