Monday 07/10/2013 Issue 14984 الأثنين 02 ذو الحجة 1434 العدد

بداية التعليم النظامي في محافظة الحريق

محمد بن ناصر الجمعان

محمد بن ناصر الجمعان

لقد كان بداية التعليم وانتشاره في محافظة الحريق والمراكز التابعة لها عن طريق الكتاتيب وهي بمثابة المدارس الأولية غير النظامية وكان الذي يقوم بالتعليم يلقب بالمطوع وهو بالغالب من أئمة المساجد أو من أجاد إتقان وحفظ القرآن الكريم وكان يقوم بتعليم الطلاب القرآن الكريم والحروف الهجائية والقراءة والكتابة وكانت تلك الكتاتيب ملحقة بغرفة بالجامع الكبير والوحيد بالبلدة والتي لعبت دوراً مهماً في نشر العلم والمعرفة، وكان يقوم بالتدريس في ذلك الوقت كل من الشيخ محمد بن سعد آل سليمان، ومحمد بن عبدالله بن دحيم، وعبدالله بن عبدالرحمن الحوطي.

ويعد التعليم الابتدائي القاعدة الاساسية للهرم التعليمي فهو الركن الذي تتأسس عليه بقية المراحل التعليمية ولقد كانت المدرسة السعودية بمحافظة الحريق أول مدرسة نظامية ابتدائية للبنين والتي تأسست عام 1370هـ.

ومضى الآن على تأسيسها قرابة أربعة وستون عاماً، وقد تنقلت المدرسة في أحياء متعددة بمنازل طينية مستأجرة وأول مقر لها كان بحي الجبري بمنزل (راشد بن عبد الله بن مسعود) ثم انتقلت إلى حي المخربة بمنزل (نورة بنت رشيد الهزاني) ثم انتقلت إلى حي الرميلة بمنزل (محمد بن فهد بن طلاس) ويعتبر حي الرميلة آنذاك شبه مجمع للدوائر الحكومية حيث يوجد به مقر الإمارة والبرقية والشرطة ولقد عاش الطلبة أياماً جميلة بتلك المنازل الطينية وفي عام 1383هـ انتقلت المدرسة إلى مبنى حكومي أنشئ خصيصاً لتلك المدرسة والذي يعتبر أول مبنى حكومي بالحريق والذي يقع بالناحية الجنوبية على وادي الباطن، وقد مرت المدرسة بعدة مسميات منها المدرسة السعودية ثم الحريق الأولى ثم عمر بن الخطاب وأخيراً الحريق الأولى.

كذلك تسمى بين عامة أهل الحريق بمدرسة الباطن بحكم موقعها بالباطن وأول مدير للمدرسة كان الأستاذ إبراهيم بن مهنا -يرحمه الله -من أهالي محافظة شقراء ثم تعاقب على إدارة المدرسة العديد من الأستاذة هم:

- الأستاذ أحمد المرشد 1376 هـ.

- الأستاذ عبد العزيز بن حسن آل الشيخ 1383هـ.

- الأستاذ إبراهيم بن عبد الله العيسى 1387 هـ.

- الأستاذ عبد الله بن عبد الرحمن الهزاني 1391هـ.

- الأستاذ محمد بن عبد الله الوايلي 1417 هـ.

- الأستاذ حسن بن عبد الرحمن الدحيم 1418 هـ.

- الأستاذ فهد بن سعود المبخوت 1434 هـ.

وقد ارتبطت مدارس الحريق في البداية بمعتمدية نجد ثم إدارة التعليم بالخرج ثم الأفلاج وفي عام 1380 هـ تأسس بحوطة بني تميم مكتب إشراف تعليمي يرتبط بوزارة المعارف وربطت به مدارس الحريق وفي عام 1401 هـ تحول المكتب إلى مسمى إدارة التعليم بمحافظتي حوطة بني تميم والحريق.

ولقد كانت المدرسة السعودية بداية لانطلاق النهضة التعليمية بمحافظة الحريق والمراكز التابعة لها فتأسس من بعدها مدرسة نعام الابتدائية عام 1374 هـ.

ثم مدرسة المفيجر الابتدائية عام 1375هـ. ثم مدرسة الحريق الثانية الابتدائية ثم متوسطة الحريق... إلخ.

وقد بلغ عدد خريجي المدرسة خلال الفترة من عام 1376 هـ إلى 1434 هـ ألفين وخمس مئة وخمسين طالباً.

ومن بعض خريجي الدفعة الأولى كل من:

- عبد العزيز بن سليمان آل سليمان.

- سعود بن علي الخثلان.

- عبد العزيز بن راشد الدريس.

- محمد بن ابراهيم القعود.

- عبد العزيز بن راشد الكثيري.

- عبد الله بن علي الكثيري.

- إبراهيم بن عبد الله العيسى.

- عبد الرحمن بن محمد القعود.

- حسن بن مسفر الهزاع.

- محمد بن زيد الكثيري.

والذين كانوا يقومون بالتدريس بالمدرسة بعض مدرسي الكتاتيب أمثال الشيخ محمد بن سعد آل سليمان ومحمد بن عبد الله بن دحيم وعبد الله بن عبد الله الحوطي وقد كلفوا بتدريس القرآن الكريم والقراءة والكتابة وكذلك بعض الوافدين من الجنسية الفلسطينية لتدريس اللغة العربية والرياضيات (الحساب).كذلك حرصت إدارة المدرسة على متابعة الطلبة لأدائهم للصلوات في المساجد وخُصص حصص إضافية لأبناء الحلة لتدريسهم القرآن الكريم بمسجد الجامع في الفترة المسائية من العصر إلى ما بعد المغرب وأعفي منها أبناء أهالي النخيل لمساعدة أهاليهم.

كذلك كانت مدة الدراسة ستة أيام تبدأ من يوم السبت إلى يوم الخميس ويوم الجمعة إجازة.

ومن الذكريات الجميلة التي لا زالت راسخة في أذهان من درس بالمدرسة السعودية وتنقل بمبانيها الطينية حتى انتقالها للمبني الحكومي أنها أياماً لا تنسى والتي منها:

- أنه عند افتتاح المدرسة رسمياً بحي الجبري قامت إدارة المدرسة بإلغاء الكتاتيب ونقل الطلبة للمدرسة النظامية وخضع الطلبة لاختبار تحديد المستوى، والذي على ضوئه قُبل بعض الطلبة في الصف الثاني مباشرة ولم يكن هناك أسبوع تمهيدي لتعويد الطلبة على الدراسة.

- الاستفادة من بعض مدرسي الكتاتيب في تدريس القرآن الكريم والقراءة والكتابة.

- لا يوجد سن محددة للدراسة حيث بعض الطلبة قُبل وعمره أكثر من سبع سنوات.

- قامت إدارة المدرسة بتكليف كلٌ من الطالبين سعود بن علي الخثلان وعبد العزيز بن سليمان آل سليمان واللذان يدرسان بالصف الرابع في تدريس زملائهم بالصف الأول.

- إنه عند جريان السيل بالباطن توقفت الدراسة لعدة أيام.

وأخيراً آمل من إدارة التعليم بمحافظتي حوطة بني تميم والحريق تكريم رجالات المحافظتين والذين كان لهم دور بارز في النهضة التعليمية خلال العقود الماضية كذلك إصدار كتيب وثائقي لمسيرة الحركة التعليمية بالمحافظتين.

*** ***

المراجع:

- الرواية الشفهية عن الشيخ محمد بن إبراهيم القعود والأساتذة

عبد العزيز بن راشد الدريس وحسن بن عبد الرحمن الدحيم وعبد الرحمن بن سعد الغانم.

- حوطة بني تميم جغرافيتها وتاريخيها/ تأليف: علي بن سعود الصرامي، الطبعة الأولى 1408 هـ.

- مدير متحف نفحات الماضي بمحافظة الحريق