Tuesday 08/10/2013 Issue 14985 الثلاثاء 03 ذو الحجة 1434 العدد

بعد انطلاق جلسات الحوار الوطني

تونس: السياسيون أمام مفترق طرق إما التوافق أو المجهول

تونس: السياسيون أمام مفترق طرق إما التوافق أو المجهول

تونس - فرح التومي - الجزيرة:

فوجئ المحلّلون السياسيون بما جاء في «خريطة الطريق» الجديدة لمجلس شورى الحركة، الذي يمكن أن يعود بالأمور إلى المربع الأول بعد رفضه الضمني لكل ما جاء في وثيقة الرباعي الراعي للحوار وقبوله العلني بكلِّ ما تضمنته.. وهي مناورة جديدة للحزب الحاكم بما من شأنه خلط الأوراق المبعثرة أصلاً.

ففي الوقت الذي يلتقي فيه الفرقاء السياسيون في اجتماعهم التنظيمي الأول لوضع اللمسات الإجرائية الأخيرة للحوار الوطني، جدّد مجلس شورى حركة النهضة المجتمع طيلة اليومين الماضيين، تأكيده على قبول الحركة مبادرة الرباعي كمنطلق للحوار، مشيرًا إلى أن مصلحة البلاد تقتضى مواصلة الحكومة الحاليّة أعمالها حتَّى انتهاء المجلس الوطني التأسيسي من مهامّه التأسيسيّة.

وبعد أن نوّه بانطلاق الحوار الوطني، أكَّد بيان مجلس الشورى، الذي شدّ إليه اهتمام الرأي العام بعد أن استدارت أنظاره عن الحوار الوطني، التزام الحركة بتوافقاتها مع شركائها السياسيين في الترويكا وفي الائتلاف الوطني لتأمين المسار الانتقالي، والأحزاب والقوى السياسيَّة المناضلة من أجل استكمال مسار الانتقال الديمقراطي والوفاء لتطلعات الشعب التونسي وأهداف ثورته المجيدة. وأعلن مجلس الشورى، وهو أعلى سلطة بحركة النهضة، إصراره على مبدأ الحفاظ على المجلس التأسيسي بكامل صلاحياته إلى حين انتخاب مجلس تشريعي جديد.

ويذكر هنا أن النهضة تظل صاحبة الأغلبية فيه حتَّى من دون احتساب كتلتي حزب التكتل والمؤتمر حليفيها في الترويكا الحاكمة. كما تمسك مجلس الشورى بالقانون المنظم للسلّط العمومية أو ما يسمى بالدستور الصَّغير باعتباره الإطار المنظم للحياة السياسيَّة في البلاد، وهو ما يتعارض مع ما تطرحه المعارضة وتصر عليه من ضرورة تنقيح هذا القانون بما يمنح رئيس الجمهورية صلاحيات أوسع تجعله في منصب قرار بالتساوي مع رئاسة الحكومة.

كما دعا بيان مجلس الشورى كافة الأطراف إلى الالتزام بهدنة اجتماعيَّة توفيرًا لأجواء الاستقرار وضمانة لنجاح الحوار، وشدد على وجوب تشريك كافة الأحزاب السياسيَّة في الحوار الوطني بقطع النظر عن توقيعها على وثيقة الرباعية. ومما أثار حفيظة بعض أحزاب المعارضة أنّه بالرغم من إمضاء رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي على وثيقة خريطة الطريق إلى جانب بقية الأحزاب ماعدا حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، إلحاح مجلس الشورى على التذكير بموقف الحركة، الذي عبَّر عنه رئيسها في أكثر من مناسبة وأعلنه الناطق الرسمي باسم الائتلاف الحاكم خلال الجلسة الافتتاحية للحوار والمتمثِّل في القبول بمبادرة الأطراف الراعية منطلقًا للحوار.

والنهضة ظلَّت على مدى أسبوعين كاملين من تاريخ قبولها المشروط بمبادرة اتحاد الشغل، ثمَّ ترحيبها اللا مشروط بخريطة الطريقة المنبثقة عنها، تكرر وتُؤكِّد على أنها تعدّها قاعدة للحوار الوطني حول المرحلة الانتقالية المتبقية التي تستوجب تغييرات هيكلية على النسيج الحكومي.

وهنا موطن الاختلاف الثاني بين حكومة الترويكا وأحزاب المعارضة التي تطالب بالأساس باستقالة حكومة علي العريض للانطلاق الفعلي في الحوار الوطني والتوافق بشأن الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها قريبًا لتخلف الترويكا الحاكمة.

 
موضوعات أخرى