Wednesday 09/10/2013 Issue 14986 الاربعاء 04 ذو الحجة 1434 العدد
09-10-2013

محاولة للكتابة 1-3

كنت قد نويت تدوين وكتابة مذكراتي يومياً منذ اليوم الأول لسفري، فالأجواء هناك مختلفة والبيئة مختلفة، حتى نبض القلب يبدو مختلفاً مع كل قطرة مطر..

لكن ذلك اليوم كان يفيض بأحداث لاهثة متسارعة جعلتني لا أستطيع متابعتها بذلك التأني الذي طالما تخيلته، بل لم يكن لدي أي رغبة في الكتابة، لأنه وبكل بساطة لم يكن ثمة لحظات هدوء.

خرجت من بيت صديقتي في حوالي الساعة الخامسة مساء، وتوجهت إلى الفندق الذي أمضيت وقتاً طويلاً في محاولات حجزه، حيث استخدمت في ذلك اليوم موقعاً مختلفاً عن ذلك الذي اعتدت عليه..

كنت في حالة دهشة لامتلاء الفنادق في لندن ولزيادة الأسعار إلى الضعف وأكثر، حملت حقائبي بمساعدة السائق وأنا أمنّي نفسي بالراحة والاسترخاء هناك، منذ الوهلة الأولى بدا لي السائق (تشيكي الجنسية) إنساناً اجتماعياً لبقاً، حيث انطلق في الحوار معي بأحاديث متفرقة.

علمت منه بأن اسم زوجته ريم، وأن أباها خليجي وأمها بريطانية، وأن زوجته وأمها ليستا مسلمتين مثله.. تحدثت عن دراستي السابقة وعن عملي في الكتابة والصحافة وعن إجازتي الحالية، أما هو فقد ذكر أن عمله الأساسي محاسب، وأنه يعمل وقتاً إضافياً كسائق تاكسي، وأنه يعمل أيضاً في مبنى محطة البي بي سي (التلفزيون البريطاني)، استغرقت هذه الأحاديث حوالي نصف ساعة، وهي مسافة الطريق حيث وصلت الفندق الذي حجزته في (نوتنق هِيلْ) Notting Hill حين دلفت إلى الفندق وتوجهت إلى مكتب الاستقبال، كان موظف الاستقبال منهمكاً في الحديث مع إحدى النزيلات، ثم جاء دوري، فوجئت بأن الحجز لم يتم، فقد تم ترحيلي إلى تاريخ آخر في نوفمبر، حتى الآن لا أعلم كيف تم ذلك؟!

مكثت لحظات لاستيعاب الصدمة، حاولت ابتلاع ريقي فلم أجده، وسألته إن كان ثمة غرف، اعتذر لي بلطف، سألته ألا تعرف فنادق ممن هم حولكم؟! اعتذر أيضاً، قائلاً اليوم بدأت فعاليات (لندن فاشن ويك)

أسبوع الموضة في لندن، ولهذا السبب فقد أصبحت معظم الفنادق في لندن مشغولة، حيث إن هذه مناسبة دولية يحضرها المختصون والمهتمون بها من أنحاء العالم، خرجت إلى السائق مصدومة لعدم وجود حجز، كان السائق واقفاً وقد رآني في حالة وجوم، سألني ما بك؟ ألم يعجبك الفندق؟ أبلغته بشكل عاجل بما واجهني، طالبة منه التوجه بي إلى (هتفيلد) وهي القرية الصغيرة خارج لندن التي سبق لي أن قضيت فيها أيامي الدراسية الجميلة التي لا تنسى، قال ديفيد بمنتهى التفاؤل، لا.. لست بحاجة إلى السفر إلى هتفيلد، أقترح أن تذهبي إلى منطقة فيكتوريا وهي منطقة راقية أعرفها جيداً، أعرف فندقاً جيداً هناك بسعر مناسب سيعجبك ولاشك. يتبع.

 
مقالات أخرى للكاتب