Wednesday 09/10/2013 Issue 14986 الاربعاء 04 ذو الحجة 1434 العدد
09-10-2013

مَنْ للمرضى النفسيين؟

هناك تعليق يتردد على ألسنة الأطباء المتخصصين في علاج الأمراض العقلية والعصبية والنفسية وهو أن هذه الأمراض بدأت تفتك بمجتمعنا السعودي بصمت لأن الناس لازالوا يشعرون بالحرج عند الحديث عن المشكلات النفسية التي يعانون منها.ويبدو أن «الاكتئاب» صار هو مرض العصر الحديث لِيزاحم وليُضاف إلى الأمراض العضوية المزمنة مثل السكري والضغط وأمراض القلب والشرايين وغيرها. وهذا ليس غريباً في المجتمعات الصناعية التي تعاني من الضغوط التي فرضتها الحضارة المادية الحديثة جنباً إلى جنب مع الإيقاع السريع جداً للحياة وتفتت العلاقات الأسرية والإنسانية.

ومع انتقال سمات وخصائص المجتمع الحديث إلى بلادنا، وخاصة المدن الكبرى، انتقلت إلينا أمراض العصر بما فيها الأمراض النفسية التي يتكتم عليها بعضُ مَنْ يعانون منها بسبب الانطباعات العامة السائدة في المجتمع عن الأمراض النفسية التي يرى البعض أنها نوع من «الجنون» أو «الْمَس» أو «السحر»!

ولا نحتاج إلى التأكيد على أن هذه الانطباعات والتصورات الذهنية عن الأمراض النفسية خاطئة، فالإنسان يتعرض للمرض وقد يكون مرضه عضوياً أو نفسياً. وفي جميع الأحوال، لابد أن يبحث المريض عن علاج. وقد تجاوز الناس في المجتمعات الصناعية المتقدمة هذه المعتقدات والتصورات، ولهذا من الشائع أن تجد أحد المشاهير يتحدث علناً في مقابلة تلفزيونية أو صحفية عن متاعبه وأمراضه النفسية وعن طبيبه النفسي الذي يساعده على تجاوز أزماته النفسية.

لكن المعضلة الأكبر التي يواجهها المريض النفسي في مجتمعنا هي أنه حتى عندما يتجاوز عقدة الانطباعات العامة الموجودة في أذهان الناس عن الأمراض النفسية ويقرر البحث عن علاج ويطرق الأبواب باحثاً عن المساعدة لا يجد من يساعده وذلك بسبب ضعف الإمكانيات الموجودة في المستشفيات والعيادات أمام الضغط الكبير الذي تواجهه!

غداً الخميس، العاشر من أكتوبر، هو اليوم العالمي للصحة النفسية، وسوف تُجَنِّد المؤسسات والمنظمات العالمية المتخصصة إمكانياتها الكبيرة للتوعية بأهمية الصحة النفسية. أتمنى أن يكون لدينا جهداً مماثلاً، وقد يكون مجتمعنا أحوج إلى التوعية من الكثير من المجتمعات التي ستشهد حملات توعوية عن الصحة النفسية. ومع التوعية مطلوبٌ أيضا تعزيز إمكانيات المستشفيات والعيادات المسؤلة عن تقديم العلاج والرعاية الصحية النفسية.

alhumaidak@gmail.com

ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

 
مقالات أخرى للكاتب