Wednesday 09/10/2013 Issue 14986 الاربعاء 04 ذو الحجة 1434 العدد
09-10-2013

ساهر .. شركة مساهمة!

قد أكون أكثر من أزعج إخواننا في إدارة المرور، في شأن (ساهر)، من خلال كتاباتي المتفرقة عن أحواله، وطرق تصيّده لعباد الله الغافلين، وتركه عنوة للمتهورين، الذين يرتكبون جرائم مرورية. ولا يظن ظان أني ضد ساهر بالجملة، لكن بطبيعة الحال ضد آليته، التي يرونها لا يأتيها الباطل من بين سياراته المتخفية أو المزروعة تحت الكباري وبين الأشجار، أو على الطرقات، وبين هذه الغرامات المضاعفة، التي لا تقبل التبديل والتغيير في نظرهم (مجموعة ساهر) تعتمد قاعدة التجاهل، بدليل عدم الاكتراث بالنداءات المطالبة، بإعادة النظر في آليته، وغراماته التي زادت الطين بلة على المساكين الذين لا دخل لهم، جراء مضاعفات المخالفات المهولة. يا جماعة الخير، ويا جماعة الربع، صدّقوني، لم يكن في بالي كتابة مقال آخر عن ساهر، أقول لم يكن في بالي كتابة هذا المقال، لولا أن تغريدة كتبتها في المزعج (تويتر)، اقترحت في أحرفها المحدودة، على أعضاء مجلس الشورى، طرح موضوع (ساهر) ليكون شركة مساهمة للمواطنين، عندها تفاعل المغردون مع هذا المقترح، بصورة إيجابية مؤيدة، وبالتالي رأيت أنها تستحق مقالاً خاصاً، لعله يروق لإخواننا في إدارة المرور، رغم أنهم، فيما يبدو، قد وضعوا مقالاتي في (القائمة السوداء) غير المرغوب فيها، وكأن لسان حالهم يقول (اتركوه يبربر على حاله)، ما علينا، دعونا نتحاور فيما له فائدة للجميع، وليس مقصوراً على فئة معينة، تضرب ضربتها دون أن تسمي بالله. الآن مضى على المدعو (ساهر) وقت لا بأس به، هل يعقل لم تجر تحريات ولا استبانات ولا استطلاعات، للوقوف على إيجابياته وسلبياته، وموقف المعنيين منه؟ والمعنيون هنا في الدرجة الأولى، يفترض أنهم المواطنون والمقيمون وكل السائقين، وليس المعني فقط (صندوق الجباية). لكن الحال تقول خلاف ذلك، فالكل في فلك يسبحون، لا يريد المرور، ولا المسئول عن ساهر تحريك ساكن، لديهم الثابت أولى من المتحرك، لا يدرون أن الهاتف الثابت ولى زمانه وحل مكانه المتحرك، فالمفترض على (مجموعة ساهر) للجباية، وهي شركة (قابضة) غير مساهمة، التوقف عند ما تحويه خزينتها، فقد حانت الفرصة لإشراك المواطنين فيها. ساهر في نظري، من أهم الحالات التي ينبغي تحويلها إلى شركة مساهمة للمواطنين، لعل وعسى أن تخفف من حنقهم على هذا الساهر، الذي بات يشاركهم زادهم أكثر من وجباتهم الثلاث المعتادة. وبالتأكيد مرة ثانية، هذا المقترح لن يرى النر، إلا من طريق (نظامي) واحد، هو قبة مجلس الشورى، كوني متفائلاً بمجموعة كبيرة من أعضائه، ولا ينبغي له قصر نقاش مضاعفة جزئية من جزئياته، كمضاعفة المخالفات المرورية، هذه مسألة، ممكن تمريرها بطريقة أو بأخرى، كونها من الشكليات وإن كانت سلكاً شائكاً، لكن الأهم طرحه، هو جعل (ساهر) مساهمة عامة، تفتح لكافة المواطنين. هذه واحدة، الأخرى لا بد لساهر أن يكون واضحاً، وبيّن لعالم القيادة، لا يمارس هوايته في الخفاء، ويستعدي البشرية كلها ضده، حتى بات مادة للحديث عنه سلباً وإيجاباً، رغم رجحان السلبية على الإيجابية بصورة ملفتة، ومع أن هدفه الرئيس التقليل من الحوادث المرورية، إلا أن آلته الضاربة تسببت بحوادث مؤلمة، راح ضحيتها الكثير، وقد كنت شاهد عيان ولست (شاهد ما شافش حاجة)، رأيت بعيني حادثاً بالقرب من إشارة مرورية، فوجئ السائق بكاميرا ساهر مخفية، فحاول تفادي ذلك، فانحرفت سيارته واصطدمت بعمود كهرباء، فمات السائق ومعه آخر، وأصيب آخرون، بعضهم في غيبوبة حتى كتابة هذا المقال. كل ما جرى بسبب (ساهر)، أن المرور ذاته يدرك عيوب ساهر، لكن لا يريد التصريح بها، لبيان خطورة ساهر بهذه الآلية المقلوبة. إنه موضوع نطرحه على قبّة مجلس الشورى.. ودمتم بخير.

dr-al-jwair@hotmail.com

 
مقالات أخرى للكاتب