Friday 11/10/2013 Issue 14988 الجمعة 06 ذو الحجة 1434 العدد
11-10-2013

مزيج الطاقة العالمي: 1973-2012

يُشير تقرير إحصاءات الطاقة العالمية الذي نشرته مؤخراً وكالة الطاقة الدولية إلى أن العالم قد ضاعف استهلاكه للطاقة في أقل من 40 عاماً ليصل الاستهلاك العالمي للطاقة إلى 13.113 مليون طن نفط مكافئ في عام 2012 بالمقارنة مع 6.109 مليون طن نفط مكافئ فقط في عام 1973م.

عندما ندقق في التقرير نجد أن معظم هذه الزيادة حدثت في الصين، وآسيا ومنطقة الشرق الأوسط حيث ارتفعت نسبة استهلاك هذه الدول بالنسبة للاستهلاك العالمي للطاقة من 13.5 % في عام 1973م إلى أكثر من 38 % في عام 2012م، مما يعكس النمو الاقتصادي الضخم والاستهلاك المطرد للطاقة في هذه المناطق النامية.

في الوقت نفسه، نرى أن نسبة استهلاك الطاقة في الدول الصناعية الكبرى المتقدمة التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بالمقارنة مع الاستهلاك الإجمالي العالمي قد انخفض من 60 % عام 1973م إلى 40 % عام 2012م والذي يُفسَر ربما بنمو اقتصادي هامشي وتوعية وثقافة بيئية عالية مصاحبة ببعض السياسات الحكومية التي تحد من هدر الطاقة وتعمل على رفع كفاءتها.كما أظهر هذا التقرير أن مزيج الطاقة (أنواع مصادر الطاقة) قد تغيّر بشكل طفيف خلال هذه الفترة نحو نسبة أقل من النفط والغاز (كنسبة من الاستهلاك العالمي الإجمالي) وأكثر من الفحم الحجري والطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة.

يبيِّن التقرير أن مزيج الطاقة العالمي عام 1973م كان يتكون من 46% نفط، 24.6% فحم، 16% غاز طبيعي، 0.9% طاقة نووية و13.4% مصادر طاقة متجددة (نفايات، حيوية، مائية، شمسية ورياح).

خلال نفس هذه الفترة الزمنية، انخفضت نسبة مزيج الوقود الأحفوري (النفط والفحم، والغاز) من 87 % إلى 81 % من إجمالي مزيج الطاقة العالمي بسبب تطور مصادر الطاقة البديلة خصوصاً النووية. هذا الانخفاض في نسبة استهلاك الوقود الأحفوري حدث فقط في الدول المتقدمة الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية وبنسبة 10%، وذلك بسبب أنظمة الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وتطبيق إستراتيجية تطوير واستخدام مصادر الطاقة البديلة.. بالمقابل وخلال نفس الزيادة ارتفعت نسبة مزيج الوقود الأحفوري في الدول النامية بسبب عدم وجود هذه الأنظمة وعدم وجود إستراتيجيات تطوير الطاقة البديلة.

بالإضافة إلى ذلك، يبيّن التقرير أيضاً أن توليد الطاقة الكهربائية العالمية قد تضاعفت 3 مرات في السنوات الـ40 الماضية، وأن نسبة توليد الكهرباء من خلال مصادر الطاقة الأحفورية انخفض من 75% عام 1973م إلى 68% عام 2011م بسبب تطوير مصادر الطاقة البديلة خصوصاً النووية.

هذا التحول الإيجابي الى الطاقة البديلة لتوليد الكهرباء (7% خلال 40 سنة) بطيء جداً وغير كافٍ لسد أي نقص في الوقود الأحفوري على المدى البعيد جداً، حيث إن الطلب على الطاقة يزيد بمعدل سنوي يصل إلى 2-3%.

وفقاً لذلك، على العالم أن يستثمر المزيد من الأموال في البحث العلمي والتطوير لمصادر الطاقة البديلة لتوليد المزيد من الكهرباء بأسعار معتدلة نسبياً خصوصاً الشمسية والرياح.. هذا بالطبع بالإضافة إلى التركيز أكثر على رفع كفاءة الطاقة والترشيد.

هذه الأرقام الرسمية االمذكورة في التقرير تشير بوضوح إلى أن العالم كان ولا يزال في عطش كبير للطاقة، مثلما تضاعف استهلاك الطاقة خلال الـ 40 سنة الماضية، أتوقع أن يحدث نفس الشيء خلال الـ 50 سنة القادمة.. والسؤال هنا: هل يستطيع العالم تلبية هذه الزيادة المطردة في الطلب على الطاقة من خلال مصادر الطاقة الأحفورية بشكل رئيسي؟.. أعتقد أنه من الصعب تأمين 21.242 مليون طن نفط مكافئ من الوقود الأحفوري بحلول عام 2060م حتى إذا وضعنا بعين الاعتبار النفط والغاز الصخري.. لذلك أعتقد أنه يجب على العالم زيادة وتيرة تطوير مصادر الطاقة البديلة لاستبدال الطاقة الأحفورية لتوليد الكهرباء.. كما أني أوصي قطاع الطاقة العالمي بوضع إستراتيجية طويلة الأمد لتوليد الكهرباء وبنسبة 50 % من مصادر الطاقة البديلة بحلول عام 2050م و 75% بحلول عام 2100م وتخصيص الوقود الأحفوري لنمو قطاعات النقل والبتروكيماويات والصناعة.

أعتقد أن السبيل الوحيد لاستمرار النمو الاقتصادي والرخاء والرفاهية في العالم خلال الـ 100 سنة القادمة هو زيادة وتيرة تطوير مصادر الطاقة البديلة لكي تكون متممة لمصادر الطاقة الأحفورية خصوصاً لتوليد الطاقة الكهربائية.

www.saudienergy.net

Twitter: @neaimsa

 
مقالات أخرى للكاتب