Friday 18/10/2013 Issue 14995 الجمعة 13 ذو الحجة 1434 العدد

قصيدة

زيارة
حاتم الجديبا

زيارة

ألقتْ عليّ محبّةً وحنانا

فغدا فؤادي روضةً وجنانا

وتخضّرتْ أوراق شعري بعدما

هبط الرّذاذُ مُحَمّلاً ألحانا

وَلّيْتُ قلبي شَطْرَ بيت حبيبتي

ويدُ المودّة تكتب العنوانا

كان الطريقُ يقودني، وأقودهُ

ويقودنا شوقٌ يلوح عيانا

أسمعتُ آذان الرصيف حكايتي

منْ بعد تأجيلي لها أزمانا

ألقيتُها كقصيدةٍ مجروحةٍ

إيقاعها يستعطف النّسيانا

وأتى صداع (الكَيْفِ) يطلب قهوةً

لمّا شممتُ الهيل قد حيّانا

فشربتُ حتى.. والهدوء يشدّني

ويدي تخاصم غترتي أحيانا

وهناك يضحك بائعٌ مستهترٌ

سيجارهُ يستنزف الإنسانا

لكنه في الورد أستاذٌ.. له

طقسٌ جميلٌ يمسح الأحزانا

العاشقون تناقلوا آراءهُ

يعطي لهمْ ذوق الهوى ألوانا

وشريتُ عِقْداً فاخراً.. غَلّفْتُهُ

بمشاعري.. أشبعتُهُ تحنانا

ورسمتُ توقيعي الجديد بحرفها

وبَصَمْتُ قلبي فوقه برهانا

ومضيتُ في دربي.. أقول لخطوتي

لا تزعجي، لا تزعجي الجيرانا

حتى وصلتُ حديقةً.. أنفاسُها

ترخي النفوس، وتصلح الأذهانا

شاهدتُ ركن الباب.. يخفي خلفه

وجهاً سماويّاً يضيء زمانا

فتقابلتْ نَظَرَاتُنَا بنعومةٍ

وفمي يقول لدهشتي سبحانا

قدّمتُ روحي في الهديّة.. فاقْبلي

إنّ الهدية تسعد الوجدانا

وتراكمتْ سحب المشاعر فوقنا

كمظلّةٍ، فشكرتُها عرفانا

وجراءةٌ تنمو بلطفٍ بيننا

ومدى المسافة ينطوي لخطانا

ولمستُ منها رغبةً نَسَوِيّةً

كُتِبَتْ على بحر العيون بيانا

“هيا احتضنّي؛ فالحياة جميلةٌ

في حضن من تهوى.. وأنتَ هوانا”

وهنا انتهى القول المباح لحضرتي

عذراً.. سأغلق بابنا الفتّانا

@hatempoet